عالم

انحسار مياه السواحل.. هل له علاقة بزلزال تركيا وسوريا؟

في أعقاب الزلزال الذي ضرب تركيا وسوريا في فبراير الماضي، انتشرت تكهنات وتحليلات عديدة حول أسباب الهزات الأرضية وارتباطها بظواهر أخرى، مثل انسحار المياه في البحر المتوسط وعدد من المسطحات المائية.

وتداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي صورًا لتراجع المياه في بعض الشواطئ، مثل شاطئ مدينة سيدي إفني في المغرب، بالإضافة إلى شواطئ أخرى في لبنان ومصر وفلسطين، كا أظهرت صور أخرى نحسار للمياه في السواحل الإيطالية.

واعتبر البعض أن تراجع المياه ظاهرة غريبة، وتكاثرت التكهنات حول أن موجات من فيضان المياه “تسونامي” على وشك الحدوث في هذه البلاد.

ولكن هل ترتبط هذه الظواهر بالهزات الأرضية؟

على الرغم من أن زلزال فبراير كان مدمرًا وخلف ضحايا بالآلاف في كلا البلدين، إلا أن انحسار المياه ما هو إلا حركة طبيعية ناتجة عن المد والجزر ولا ترتبط بالهزات الأرضية التي حدثت.

ويحدث المد والجزر بشكل طبيعي عند ارتفاع منسوب المياه في السواحل أو تراجعها.

ووفق ما نقلته وكالة “فرانس برس” عن رئيس مصلحة التواصل في المديريّة العامّة للأرصاد الجوية في المغرب، الحسين يوعابد، فإن المدّ والجزر ظاهرة طبيعيّة تحدث نتيجة التأثر بقوى الجذب من الشمس والقمر على وجه الخصوص لأنه أقرب إلى الأرض، وتتأثر بها المسطحات المائية.

ويقول يو عابد: إن تصادف وجود الشمس والقمر على خط مستقيم واحد قد ينتج عنه ظاهرة المد الكبرى، أو حركة المد والجزر الربيعية، بخلاف أن الضغط الجوي وعمق المياه وشكل السواحل تؤثر بشكل كبير على حركة المد والجزر.

وعن شاطئ سيدي إيفني، أكد أن ظاهرة المد والجزر هناك طبيعية تمامًا، وهي ليست المرة الأولى التي تشهد المنطقة هذا الأمر، فسبق وحدث في نفس التوقيت من العام الماضي.

“الجزر الفلكية”

وأرجع يو عابد، الجزر الذي شهده البحر المتوسط في النصف الأول من شهر فبراير الماضي، إلى ما يسمى بظاهرة “الجزر الفلكية” بالإضافة إلى تأثير الضغط الجوي المرتفع.

وبحسب قوله، أدت هذه العوامل إلى تراجع مستوى المياه في البحر المتوسط بحوالي 22 سنتيمترًا.

بدوره، يؤكد المسؤول عن مركز مراقبة حركة المد والجزر في البندقية، ألفيس بابا، أن ما يقرب من 70% من ظاهرة الجزر تحدث خلال هذه الفترة ما بين يناير وفبراير من كل عام، وسرعان ما ستعود الأوضاع مثلما كانت.

وأوضحت رئيسة قسم المدّ والجزر في مصلحة علوم المحيطات والمياه البحرية بفرنسا، كلير فرابول، أن تراجع المياه من البحر الأبيض ظاهرة موسمية مؤقتة، تتزامن مع موسم الشتاء الذي تنخفض فيه درجات الحرارة.

وفيما يخص التخوفات من أن تشهد المنطقة موجة تسونامي، تقول عالمة الرياضيات التطبيقيّة سيلفي بينزوني، إن التسونامي يحدث بعد الزلازل بفترة قصيرة جدًا، ولذلك فمن غير الوارد حدوث هذه الظاهرة الآن.

بخلاف ذلك، فإن الصدع الزلزالي الذي حدث في فبراير الماضي كان في البر وليس في البحر، ولذلك فحدوث التسونامي غير وارد، لأن هذه الظاهرة تتطلب حدوث زلزال تحت الماء لا تقل شدته عن 6.5 ريختر، وفق المركز الوطني للإنذار بأمواج المد البحري “تسونامي”.

فيديو| “الإنقاذ السعودي” يروي اللحظات المؤلمة من إغاثة منكوبي زلزال تركيا

إصابات وانهيار عقارات ..زلزال جديد يضرب شرق تركيا

هل تسببت منشأة أبحاث أمريكية في زلزال تركيا وسوريا؟