أحداث جارية صحة

حمية الثلج.. خدعة تجارية أم أنها تنقص الوزن حقًا؟

يحل في 6 مايو من كل عام يوم “اللا حمية العالمي” لتسليط الضوء على أهمية تقبل الآخر مهما كان شكله وحجمه.

ما هو يوم اللا حمية العالمي؟

في هذا اليوم يتم التوعية بمخاطر اتباع حميات غذائية بعينها، وما ينتج عنها من أمراض مثل اضطرابات الطعام وسوء الهضم.

كما يركّز الاحتفال باليوم الذي يتخذ من الشريطة الزرقاء شعارًا له، على الحمية الغذائية باعتبارها صناعة تتربح منها بعض الشركات التي تروّج لها.

حمية الثلج

تزامنًا مع اليوم العالمي للا حمية، يتبادر إلى الأذهان ما يُعرف خلال الفترة الماضية بـ “حمية الثلج”، والتي تهدف إلى رفع حرارة الجسم الداخلية (الأعضاء والخلايا) بما يساهم في حرق الدهون.

وتساهم تلك العملية في تعزيز التمثيل الغذائي ويساهم في إذابة الدهون المستعصية بسرعة، وذلك من خلال الاستحمام بالمياه الباردة وتناول المشروبات المثلجة.

وهذه الحالة الفسيولوجية تضع الجسم فيما يُعرف بوضع التوليد الحراري الناجم عن البرد، وبالتالي يزداد التمثيل الغذائي للحفاظ على دفء الجسم.

حمية الثلج.. خدعة تجارية أم أنها تنقص الوزن حقًا؟
تقول بعض الأبحاث إن تناول الأطعمة والمشروبات المثلجة تزيد من عملية التمثيل لغذائي وبالتالي إنقاص الوزن

ولكن هل حمية الثلج تنقص الوزن حقًا؟

بحسب ما تذكره الشركة المنتجة لعقار Alpilean المكمل الغذائي، فإنه يعمل على تبريد حرارة الجسم الداخلية، بما يؤدي الوظائف المذكورة سابقًا.

ولكن أخصائية التغذية المتخصصة في إدارة الوزن، كيمبرلي جومر، تقول إن الربط بين خفض درجة حرارة الجسم وفقدان الدهون، أو زيادة درجة حرارة الجسم وزيادة الوزن غير دقيق.

ولكن شركة Alpilean استشهدت بدراسة أُجريت في عام 2020، لدعم ادعائها بأن انخفاض درجة حرارة الجسم الداخلية هو السبب الرئيسي لزيادة الدهون.

ووجدت الدراسة أن متوسط ​​درجة حرارة الجسم الداخلية لدى البشر (علامة معدل الأيض) تنخفض تدريجيًا بمرور الوقت، مما يؤدي إلى زيادة كتلة الجسم.

ولكن بالنظر إلى الأبحاث الأخرى فإن زيادة الوزن ترتبط بعدة عوامل أخرى منها المبالغة في تناول السعرات الحرارية وتراجع النشاط البدني.

ووفق ما تروّج له شركة Alpilean فإن إذابة الدهون وإنقاص الوزن لا يتطلب ممارسة الرياضة اليومية أو العمل على إدارة النظام الغذائي، وهو ما حذرت منه جومر.

وفي الوقت الحالي لا توجد أبحاث أو إثباتات على أن استخدام حمية الثلج يمكن أن تؤدي إلى فقدان الوزن.

حمية الثلج.. خدعة تجارية أم أنها تنقص الوزن حقًا؟
لا توجد أبحاث تثبت أن تناول العقاقير الخاصة بتبريد الأعضاء الداخلية تعمل على خسارة الوزن

وبشكل عام فإن تناول المزيد من المشروبات المثلجة كمثال يمكن أن يعطي نفس التأثير الذي يتركه تناول كميات كبيرة من المياه قبل الأكل وهو “الامتلاء” بما يفقد الشخص الرغبة في تناول الطعام وبالتالي خسارة وزن.

وتعتمد إعلانات Alpilean أيضًا بشكل كبير على شهادات المؤثرين، والتي قد يكون من الصعب التحقق منها.

زوجدت دراسة صغيرة من عام 2022 أن الأطعمة الباردة أقل عرضة للتسبب في ارتفاع مستويات الأنسولين مقارنة بالأطعمة الساخنة.

ومن المعروف أن ارتفاع مستويات الأنسولين في الدم مرتبطة بالسمنة ومرض السكري من النوع الثاني.

وتقول جومر إن تزايد الحديث حول تلك الحمية يأتي من منطلق أن أطباء الحميات يرغبون في وجود حل سحري لإنقاص الوزن، بعيدًا عن ممارسة التمارين الرياضية أو اتباع حمية غذائية بعينها.

ولكن وفقًا للجنة التجارة الفيدرالية، فإن أي منتج يدعي أنه يعزز فقدان الوزن دون اتباع نظام غذائي وممارسة الرياضة هو تقديم وعد كاذب.

ولذلك يمكن القول بشكل قاطع أن درجة حرارة الطعام أو الجسم لن تكون عاملًا أساسيًا في خسارة الوزن، خصوصًا وأن بعض الأبحاث القديمة أثبتت أن درجة حرارة الكربوهيدرات الباردة ومشروبات الإلكتروليت تبدأ في الارتفاع لتتوافق مع درجة حرارة جسمك خلال 5 دقائق من شربها.

حمية الثلج.. خدعة تجارية أم أنها تنقص الوزن حقًا؟
تحتاج الأبحاث القائلة بأن الأطعمة والمشروبات الباردة تساهم في إنقاص الوزن إلى المزيد من التدقيق

التعرض للبرد البيئي

على الرغم من أن الربط الإيجابي بين تناول المشروبات والأطعمة الباردة وفقدان الوزن ليس دقيقًا بالكامل، إلا أن خفض حرارة الجسم من الخارج له العديد من الفوائد.

وهذا التعرض يشمل الاستحمام بالمياه الباردة والجلوس في أحواض الثلج والوقوف في الهواء البارد، وهذا الأمر يزيد من عملية التمثيل الغذائي بما يشجع فقدان الوزن.

ووفقًا لمراجعة عام 2022، فإن التعرض للبرد الحاد والمنتظم يزيد من حرق الطاقة عن طريق تنشيط وتعزيز إنتاج الأنسجة الدهنية البنية في الجسم.

ويقول المؤلفون إن غمر الجسم في المياه الباردة قد يكون له فوائد صحية أخرى، مثل تحمّل التوتر وتقليل خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية.

ولكن ربط تلك الممارسة بفقدان الوزن يتطلب المزيد من البحث والتحليل، خصوصًا وأن معظم تلك الدراسات كانت صغيرة.

المصدر: Forbes/ Healthline