تقنية

الغبار القمري حل مقترح لمواجهة الاحتباس الحراري.. ما القصة؟

اقترحت مجموعة من العلماء حلًّا لإنقاذ الأرض من الكوارث المحتملة حال استمرار ظاهرة تغير المناخ، حيث يقولون إن إطلاق الغبار من القمر يمكن أن يكون وسيلة جيدة لحجب ضوء الشمس، والتخفيف من ظاهرة الاحتباس الحراري.

كيف يمكن عمل مظلّة شمسية لكوكب الأرض؟

أجرت مجموعة من العلماء بالولايات المتحدة الأمريكية دراسة جديدة، نشرت في مجلة PLOS Climate، تدّعي أن إطلاق غبار القمر في مسار معين بين الشمس والأرض سيعترض نسبة من ضوء الشمس قبل أن يصل إلى كوكبنا ، ليكون بمثابة مظلة شمسية مؤقتة.

ويضيف فريق العلماء أنه بمجرد أن يتبدد الغبار ويذهب بعيدًا بعد بضعة أيام، سيتم إطلاق دفعة أخرى من الغبار القمري، لتقليل الأضرار الناتجة عن ضوء الشمس وحرارتها.

على الرغم من أن الفريق البحثي لم يحدد كيفية إطلاق الغبار من القمر بالضبط، فإنهم يضعون احتمالًا لقذفه باستخدام نوع من المنجنيق.

يقول بن بروملي أحد المشاركين في الدراسة، في هذا الشأن: “لسنا خبراء في تغير المناخ، أو علم الصواريخ المطلوب لنقل الكتلة من مكان إلى آخر، نحن فقط نستكشف أنواعًا مختلفة من الغبار في مجموعة متنوعة من المدارات لنرى مدى فعالية هذا النهج”.

استخدام العلماء نمذجة الكمبيوتر لمحاكاة العملية بطريقتين مختلفتين هما كالآتي:

السيناريو الأول

يتضمن السيناريو الأول وضع منصة فضائية من صنع الإنسان في L1، وهي واحدة من خمس نقاط لاغرانج في نظامنا الشمسي، ونقاط لاغرانج هي مواضع في الفضاء حيث تميل الأجسام المرسلة هناك إلى البقاء في مكانها، بحيث يتم موازنة قوى الجاذبية.

وفي محاكاة الكمبيوتر، تم إطلاق الغبار من المنصة المتمركزة في L1 وتتبع الخبراء مكان تناثر الجسيمات، ولكن تم تفجير الغبار بسهولة عن طريق الرياح الشمسية والإشعاع والجاذبية في النظام الشمسي.

واتّضح من تلك المحاكاة أن هذا الإجراء سيكون مكلفًا للغاية، إذ أن وضع أي منصة في L1 ستحتاج إلى إنشاء إمداد لا نهائي من مجموعات الغبار الجديدة للانفجار في المدار كل بضعة أيام بعد تبدد الرذاذ الأولي.

في السيناريو الثاني، تم إطلاق الغبار القمري من سطح القمر باتجاه الشمس، ووجدوا أن الخصائص الكامنة في الغبار القمري كانت مناسبة للعمل بفعالية كدرع من الشمس، واكتشف العلماء أن إطلاق الغبار القمري من القمر هي الطريقة الأرخص والأكثر فاعلية لتظليل الأرض، ولكن ما زال يتعين تحديد كيفية القيام بذلك بالضبط.

ومن جانبه قال الباحث المشارك من مركز هارفارد للفيزياء الفلكية، سكوت كينيون: “أفكر في شيء مثل المنجنيق لقذف الجسيمات في الاتجاه الصحيح”.

وأضاف أن عدد المرات التي سيتم فيها إطلاق كل كمية من غبار القمر على عدة عوامل، مثل كيفية إجراء عمليات الإطلاق والمدة التي يستغرقها جمع الغبار.

متى يمكن التطبيق؟

قال كينيون: “لا نمتلك الخبرة للحكم على نوع المنشأة التي يمكن بناؤها على القمر وكيف ستعمل”، ويؤكد أن مشروع مثل هذا لن يكون ممكنًا إلا بعد أن تكون البشرية قد أنشأت قاعدة على سطح القمر.

يعمل برنامج الفضاء الجديد Artemis التابع لناسا بالفعل على هذا، حيث يهدف إلى إرسال البشر لأول مرة منذ أكثر من 50 عامًا في عام 2025.

آراء لعلماء في الدراسة

أكد ستيوارت هازيلداين من جامعة إدنبره أن الغبار القمري يمكن أن يُستخدم بالفعل كمظلة، مشدّدا على ضرورة اختيار شكل الجسيمات المناسب والحجم المناسب والمكان المناسب تمامًا، وأشار أن هذا ليس بالأمر السهل.

ووجهت جوانا هاي من جامعة إمبريال كوليدج لندن نقدا للدراسة، فتقول: “المشكلة الرئيسية هي الإيحاء بأن مشاريع من هذا النوع ستحل الأزمة المناخية، بينما هي تعطي الملوثين ذريعة لعدم التحرك للمعالجة”.

لماذا يشهد العالم موجات صقيع قوية رغم الاحتباس الحراري؟

بسبب الاحتباس الحراري .. 5 مدن قد تغمرها المياه في 2030

4 أنواع للبراكين.. كيف تساهم في تخفيف الاحتباس الحراري؟

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *