ازداد وعي الناس بأهمية الاستقلال المالي خلال العقود الأخيرة، وهي عملية تتطلب الصبر والاجتهاد والبدء في وقت مبكر، في حين أن الشباب الذين ما زالوا يحاولون تأسيس حياتهم المهنية لا يولون التركيز على التقاعد أو الادخار للمستقبل أهمية كبرى كما ينبغي.
إذا قررت السير عكس التيار السائد وبناء حياتك المالية بالادخار، إليك الأخطاء الخمسة الأكثر شيوعا التي يرتكبها الشباب:
الانتظار طويلًا لبدء الادخار
مبدأ التخطيط للتقاعد يرتكز على إيجاد توازن بين ادخار المال لوقت لاحق وتوفير ما يكفي لدفع ثمن الأشياء الآن.
ولا يلزم للادخار أن تخصص مبالغ كبيرة لهذا البند من العائدات التي تحصل عليها دوريا، فبفضل الفائدة المركبة، حتى المبالغ المتواضعة من المدخرات ستنمو بشكل كبير على مدى فترات زمنية أطول.
البداية المبكرة لها آثار رائعة على المدى البعيد، فمثلا، يمكن للشخص الذي بدأ في ادخار 100 دولار شهريًا في سن 25 أن ينمّي أمواله إلى حوالي 150 ألف دولار بحلول سن 65، إذا افترضنا أنه حصل على عائد ثابت بنسبة 5% خلال تلك الفترة.
في المقابل، إذا طبّقنا نفس المبلغ الشهري على شخص آخر بدأ الادخار في سن 35، فسيكون مجموع مجموع ما سيجنيه في سن التقاعد أزيد بقليل عن نصف مبلغ الـ 150 ألف دولار.
هناك دوافع وراء تأخير البعض الادخار من أجل التقاعد، فيقول المخطط المالي المعتمد في “Ballaster Financial”، جاي لي، إن بعض الناس يتأخرون في الادخار للتقاعد لأنهم لا يزالون لديهم ديون طلابية، ولكن السبب الأكبر هو أنهم يعتقدون أن التقاعد بعيد جدًا، وهناك عواقب لهذا الفعل، قد يكون بينها العمل لما بعد سن التقاعد.
عدم الاستفادة من خدمات التأمينات للتقاعد
أحد الأخطاء التي يرتكبها الموظفون الشباب هو عدم الاستفادة من خدمات خطة التقاعد التي تقدمها مؤسسات رسمية وغير رسمية في معظم الدول؛ بسبب نظرهم للتقاعد على أنه أمر بعيد.
خدمات التأمين الاجتماعي وخطط التقاعد تقوم على اقتطاع جزء من راتب الموظف؛ ليحصل عليه في صورة معاش تقاعدي، أو استرداد الأموال دفعة واحدة عند الوصول لسن التقاعد.
وتمتاز تلك الخدمة بأنها تحصل على امتيازات ضريبية، كما أن بعض أصحاب الأعمال يساهمون بمبلغ إضافي على الذي يدفعه الموظف.
الانجراف مع تيار تضخم نمط الحياة
الاعتياد على مشاهدة المؤثرين على وسائل التواصل الاجتماعي يتباهون بقدر الرفاهية الذي يعيشونه، وانسياق كثيرون خلفهم، يُحدث ما يسمى بتضخم نمط الحياة، حيث يبدأ الناس في تصور الكماليات السابقة على أنها من الضروريات.
عادة ما يستخف الشباب بالمقدار الذي يمكنهم توفيره على الإيجار والطعام وكيف يمكن للإفراط في الإنفاق أن يعرقل الخطط المالية الأخرى بشكل خطير.
يرى خبراء في التخطيط المالي أنه يجب إبقاء الإيجار أقل من 25% من إجمالي الدخل الشهري للفرد، ونفقات الطعام أقل من 15%.
عدم تخصيص مدخرات للطوارئ
يجب أن يبدأ كل شاب بالتفكير في سيناريوهات سيئة قد تحدث له، مثل فقد الوظيفة، والمرض الذي لا يقوى معه على العمل، أو الاضطرار لتحمل فواتير غير متوقعة، وهو ما سيجبرهم على الادخار للتعامل مع تلك المواقف.
يقول جاي لي إنه بشكل عام يحتاج الأفراد غير المتزوجين إلى تخصيص ستة أشهر من النفقات لحالة الطوارئ، وبالنسبة للأزواج ذوي الدخل المزدوج، يجب ألا يقل المبلغ عن ثلاثة أشهر.
الاحتفاظ بالكثير من الأصول المتقلبة
تظل الاستثمارات الجديدة مثل أسهم meme والعملات المشفرة وأشباههما فرصة جذابة للنمو السريع، ولكن لا يمكن تجاهل تقلباتها؛ لأنه قد يؤدي لخطر على أمانك المالي.
تستقطب الاستثمارات عالية المخاطر والتقلبات بشكل متزايد المستثمرين الشباب الذين يتطلعون إلى بناء ثروة سريعة، وتجعل الأساليب طويلة الأجل والأكثر رسوخا لبناء الثروة، مثل الأسهم، تبدو في نظرهم مملة.
ويحذر الخبراء من وضع الشخص كل أمواله في أصول عالية المخاطر، فعندما يتعلق الأمر بالتخطيط المالي، يذهب الأولوية إلى الاستعداد للأسوأ عن السعي وراء أعلى عائد.
رواتب فلكية للرؤساء التنفيذيين.. هل من العدل أن يحصدوا الملايين؟