عالم

لماذا تعترض تركيا على انضمام السويد وفنلندا إلى “الناتو”؟

ظهرت تركيا كعقبة أمام طموحات السويد وفنلندا في الانضمام إلى حلف شمال الأطلسي “الناتو”، بعد أن استخدمت حق النقض “الفيتو” لمنع انضمام الدولتين إلى التحالف العسكري.

وفي يونيو الماضي، اتفقت الدول الثلاث خلال اجتماع في مدريد، على إطار للمُضي قدمًا، لكن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان عاد وقال إن السويد لا تلتزم بجانبها من الصفقة، ومن ثم أجّل المحادثات بشأن الانضمام حتى إشعار آخر.

وحتى الآن، صدق كلًا من برلمان تركيا والمجر على انضمام السويد وفنلندا إلى الناتو، من ضمن 30 عضوًا آخرين في الحلف.

أسباب الاعتراض

تسعى تركيا إلى أن تتخذ ستوكهولم وهلسنكي مواقف صارمة ضد حزب العمال الكردستاني، بزعم أن السويد تأوي عناصر مسلحة منهم، والذي تُحمّله تركيا مسؤولية محاولة الانقلاب في تركيا في عام 2016.

وتُصنف تركيا والولايات المتحدة وأوروبا، حزب العمل الكردستاني على أنه جماعة إرهابية.

وكانت فنلندا والسويد اتفقتا على العمل بجدية أكبر لمكافحة الإرهاب، بما في ذلك تكثيف العمل على تسليم وترحيل المسلحين المشتبه بهم، لكن المحاكم السويدية تراجعت عن بعض عمليات الطرد.

وما زاد من حدة التوترات بين السويد وتركيا، هي الاحتجاجات في ستوكهولم التي تقول أنقرة إنها جرائم كراهية، لكنها محمية بموجب قوانين حرية التعبير في السويد.

وعلى الرغم من أن السويد تحاول احتواء الكثير من مخاوف تركيا في هذا الشأن، إلا أن أنقرة تبدو غير مقتنعة بهذه الجهود، بحسب بول ليفين مدير معهد الدراسات التركية بجامعة ستوكهولم.

ويُرجع بعض المحللين موقف أردوغان من انضمام السويد وفنلندا إلى حلف شمال الأطلسي إلى محاولته لصرف انتباه الناخبين عن أزمات ارتفاع الأسعار وغلاء المعيشة، خلال الانتخابات المرتقبة في مايو المُقبل.

فيما يذهب آخرون، إلى أنه يحاول من خلال تبني هذا الموقف عقد صفقة مع الولايات المتحدة، في ظل العلاقة المتوترة بين البلدين على خلفية صراع تركيا ع الأكراد السوريين المسلحين الذين تدعمهم أميركا في قتالهم ضد تنظيم الدولة الإسلامية.

بالإضافة إلى ذلك، تسعى تركيا لشراء طائرات مقاتلة من طراز F-16 من الولايات المتحدة، لكنها تواجه اعتراضات من بعض أعضاء الكونجرس.

هدف السويد وفنلندا

تداعيات أزمة الغزو الروسي لأوكرانيا دفعت السويد التي تضم جزيرة بالقرب من منطقة كالينغراد الروسية، وفنلندا التي تمتلك حدودًا مع روسيا، إلى السعي للانضمام إلى الناتو، على الرغم من أنهم لطالما اتبعا سياسات عدم الانحياز العسكري الرسمي، وتهدف فنلندا والسويد من وراء هذا الانضمام إلى ضمان الحماية في ظل هذه الأزمة.

وتعزز قوة الجيشين السويدي والفنلندي من قدرتهما على الانضمام إلى الناتو، لأنهما يضمنا بذلك سد فجوة في خط جبهة الناتو ضد روسيا مع تمكين الحلف من إبراز قوته في منطقة البلطيق.

وفي ظل اعتراض تركيا على انضمام السويد تحديدًا، قد تبحث فنلندا عن مسار فردي للانضمام إلى الحلف، وهو أمر ممكن من الناحية الفنية، ولكن الدفاع عنها من قبل قوات التحالف العسكري سيكون صعبًا من دون المرور عبر السويد.

من جانبها قالت السويد إن بعض طلبات تركيا صعبة التنفيذ، وفي ظل ذلك يتوقع المحللون أن يستمر توقف عملية الانضمام حتى نهاية الانتخابات التركية.

ولكن من ناحية أخرى، يرغب الحلف وكذلك السويد وفنلندا في تسريع إجراءات الانضمام، خصوصًا وأن تصرفات تركيا تُفيد بوتين بشكل كبير في حربه على أوكرانيا.

حدود وقوة وجنود.. كيف سيستفيد الناتو من انضمام السويد وفنلندا إليه؟

عوشة السويدي.. من هي فتاة العرب التي يحتفي بها غوغل؟

كيف سيدافع “الناتو” عن أوكرانيا ومتى سيتحرك؟