وفقًا لباحثي جامعة أكسفورد، فإن إنهاء استخدام الوقود الأحفوري بحلول عام 2050، سيوفر للعالم ما لا يقل عن 12 تريليون دولار (11.3 تريليون يورو).
وتدحض الدراسة الفتي أجرتها جامعة “أكسفورد“، المغالطة القائلة بأن التحول إلى البيئة الخضراء أمر صعب اقتصاديًا، كما يقول البروفيسور “دوين فارمر”، الذي قاد الدراسة.
اعتقاد مغلوط
وقال “فارمر”: “هناك اعتقاد خاطئ منتشر بأن التحول إلى طاقة نظيفة وخضراء سيكون مؤلمًا ومكلفًا وأن التضحيات ستكون كبيرة، ولكن هذا مجرد معتقد مغلوط”.
تتجه تكاليف الطاقة المتجددة إلى الانخفاض منذ عقود، إنها بالفعل أرخص من الوقود الأحفوري في العديد من الدول، ويظهر بحث “أكسفورد” أنها ستصبح أرخص من الوقود الأحفوري في جميع التطبيقات تقريبًا في السنوات القادمة.
وأوضح “فارمر” أنه كلما أسرعنا في التحول من الوقود الأحفوري إلى الطاقة النظيفة، ستنخفض التكاليف بسرعة أكبر.
المضللون
غالبًا ما يدعي أولئك الذين يستفيدون من الوقود الأحفوري أن التحول إلى الطاقة النظيفة سيكلف الكثير من المال، وهذا يثني المستثمرين عن ضخ الأموال في التقنيات الخضراء، ويحافظ على الأموال في الوقود الأحفوري المدمر للبيئة، ولكن نتائج بحث جامعة “أكسفورد” يدحض ذلك.
استخدم الباحثون في “أكسفورد” بيانات الأسعار التاريخية لمصادر الطاقة المتجددة لنمذجة الشكل الذي من المحتمل أن تبدو عليه في المستقبل، وفي المتوسط، انخفضت تكاليف طاقة الرياح والطاقة الشمسية بنحو 10% سنويًا، ويمكن أن يعزى هذا الانخفاض إلى زيادة هائلة في السعة، حيث زاد إنتاج الطاقة الشمسية بمعدل 44% سنويًا على مدار الثلاثين عامًا الماضية، بينما زادت طاقة الرياح بنسبة 23% سنويًا.
الأرقام السابقة تعني انخفاض الأسعار بشكل حاد، ففي الخمسينيات من القرن الماضي، كانت الطاقة الشمسية أعلى بـ 10000 مرة من تكلفة الفحم والغاز، لكنها الآن أرخص (على الرغم من أن التكاليف الأولية لا تزال أكثر تكلفة).
التوقعات وطريقة الحساب
باستخدام “البيانات الاحتمالية”، قدر الباحثون أن الأسعار ستستمر في الانخفاض، لأن الاستثمار يجعل التقنيات أرخص، وفي الوقت نفسه، فإن أسعار الوقود الأحفوري – عند تعديلها لمراعاة التضخم – لم تنخفض بشكل كبير خلال الـ 140 عامًا الماضية، وكانت التغييرات الكبيرة بسبب الأحداث الجيوسياسية مثل الحرب في أوكرانيا، وبشكل عام هذا يعني أن مصادر الطاقة المتجددة ستكون أرخص من الوقود الأحفوري.
في ظل “سيناريو التحول السريع” الذي حدده العلماء، من المتوقع أن تتكلف ميغاواط ساعة من الطاقة الشمسية في أي مكان من 2 دولار (1.88 يورو) إلى 40 دولارًا (37.66 يورو) بحلول عام 2050، بينما سيكون سعر برميل النفط في أي مكان من 20 دولارًا (18.83 يورو) ) إلى 110 دولارات (103.50 يورو).
من جانبه يقول الدكتور “روبرت واي”، أحد المؤلفين الرئيسيين للدراسة، إن المستثمرين بحاجة إلى التحول إلى الطاقة الخضراء.
وتابع “واي”: “النماذج السابقة، التي توقعت ارتفاع تكاليف الانتقال إلى الطاقة الكربونية الصفرية، منعت الشركات من الاستثمار وجعلت الحكومات متوترة بشأن وضع سياسات من شأنها تسريع انتقال الطاقة وتقليل الاعتماد على الوقود الأحفوري، في حين انخفضت تكاليف الطاقة النظيفة بشكل حاد خلال العقد الماضي، وأسرع بكثير مما توقعته تلك النماذج.”
آسيا تهدد مكانة أوروبا في تصدير البضائع.. كيف صعدت القارة الصفراء على حساب العجوز؟
بعد عام صعاب.. هل يستعيد عمالقة التقنية في الصين وتيرة النمو خلال2023؟
لماذا يقول العلماء إن التحول إلى الطاقة الخضراء سيوفر لنا المال؟
