منوعات

ما هي ملصقات البصمة الكربونية للطعام؟ وهل يمكن تعميمها؟

انبعاثات الكربون الخاصة بالطعام

بالإضافة إلى المكونات والمحتوى وحتى نسبة السعرات الحرارية، تقدم بعض المطاعم الآن معلومات عن انبعاثات الكربون الخاصة بالطعام، وهو ما قد يساعد رواد المطاعم على اتخاذ خيارات أكثر استدامة.

عندما تطلع على القائمة في Wahaca ، وهي سلسلة مطاعم مكسيكية شهيرة في المملكة المتحدة، سترى علامتين بجانب كل طبق: الأولى توضح عدد السعرات الحرارية، والثانية تخبرك عن البصمة الكربونية للطعام.

في أبريل الماضي، قالت حكومة المملكة المتحدة إن المطاعم والمقاهي ومحال الوجبات السريعة التي تضم أكثر من 250 موظفًا ملزمة قانونًا بطباعة عدد السعرات الحرارية في قوائمها، وهي سياسة تستهدف القضاء على السمنة، وتشجيع الناس على اتخاذ خيارات غذائية صحية، لكن العديد من المطاعم انتقدتها قائلة إنها ستزيد التكاليف.

الإجراء الأكثر فائدة للكوكب

كان Wahaca من بين النقاد، حيث وصف مؤسسها المشارك ” توماسينا مايرز”،حساب السعرات الحرارية بأنه “أداة فظة لتقييم جودة الطعام” في ذلك الوقت.

لكن الشركة قررت اغتنام الفرصة لإضافة تعليق توضيحي آخر إلى قائمتها ليأخذها رواد المطعم في الاعتبار: معلومات حول تأثير المناخ على الطعام الذي يأكلونه.

يقول “مايرز”، الذي أسس سلسلة المطاعم بعد فوزه ببرنامج مواهب الطهي على تلفزيون المملكة المتحدة Masterchef  في عام 2005: “السعرات الحرارية ليست طريقة رائعة لتحديد مدى صحة الغذاء وهي بالتأكيد ليست طريقة جيدة لتحديد ما إذا كان مفيدًا لكوكب الأرض.”

قدمت سلسلة مطاعم Wahaca ملصقات الكربون لإعطاء العملاء معلومات واضحة حول خياراتهم، كما تقول، وأوضح “مايرز” أن الناس يشعرون بالإرهاق التام من الأحداث المناخية القاسية التي يشهدونها في جميع أنحاء العالم، مثل الفيضانات المدمرة في باكستان، وبالتالي ستساعدهم ملصقات “بصمة الكربون” على إدراك أن لديهم بالفعل قدرًا كبيرًا من القوة للمشاركة في التغيير.

تأثير الخيارات الغذائية على أزمة المناخ

خياراتنا الغذائية لها تأثير كبير على المناخ، فإنتاج الغذاء العالمي مسؤول عن 35٪ من جميع انبعاثات غازات الاحتباس الحراري التي يسببها الإنسان، وضمن هذا الرقم، تساهم الانبعاثات من الأطعمة النباتية بنسبة 29٪، بينما تمثل الانبعاثات من الأطعمة الحيوانية 57٪. تأتي الانبعاثات المتبقية من تحويل الأراضي المستخدمة لزراعة المحاصيل مثل القطن إلى حقول للمحاصيل الغذائية، وبينما تساهم المنتجات الحيوانية في غالبية الانبعاثات، فإنها توفر 20٪ فقط من السعرات الحرارية في العالم.

ولتحقيق أهداف المناخ في المملكة المتحدة، توصي لجنة تغير المناخ في البلاد (CCC) بتخفيض استهلاك اللحوم والألبان بنسبة 20٪ بحلول عام 2030، وترتفع النسبة إلى 35٪ بحلول عام 2050 بالنسبة للحوم.

وجدت دراسة استقصائية أجرتها شركة Carbon Trust على 10 آلاف شخص في 8 دول أوروبية أن ثلثي المستجيبين أيدوا وضع علامات “البصمة الكربونية” على المنتجات.

وأوضح “مايرز” أن ملصقات الكربون الخاصة Wahaca تسلط الضوء حقًا على أنه إذا كنت تأكل المزيد من الخضروات والبقوليات، فهو أفضل لكوكب الأرض وأفضل لصحتك”.

عقدت سلسلة مطاعم Wahaca شراكة مع شركة Klimato السويدية الناشئة، التي تحسب التأثير المناخي للأغذية ، لتطوير نظام الملصقات.

طريقة التصنيف والحساب

الأطباق التي يبلغ مستوى ثاني أكسيد الكربون فيها (أو “مكافئ ثاني أكسيد الكربون”) 0.6 كجم أو أقل، مثل بوريتو البطاطا الحلوة (0.46 كجم)، تحمل علامة “منخفضة الكربون”، أما إذا كان لديهم بصمة كربونية تتراوح بين 0.6 كجم و 1.6 كجم من ثاني أكسيد الكربون، مثل الدجاج المشوي كاساديلا ، فهي “متوسطة الكربون”، وأي أطباق ذات بصمة أعلى، مثل شريحة لحم بوريتو مشوية على الفحم (3.04 كجم من مكافئ ثاني أكسيد الكربون) ، يتم تصنيفها على أنها “عالية الكربون”.، وتغطي الحسابات انبعاثات زراعة جميع المكونات، وكذلك الانبعاثات الناتجة عن نقلها وتخزينها وطهيها.

تشير مجموعة متزايدة من الأبحاث إلى أن الملصقات البيئية على العبوات وقوائم المطاعم هي أداة مفيدة لتحفيز الناس على اتخاذ خيارات أكثر استدامة عندما يتعلق الأمر بالطعام، إذ كشفت إحدى الدراسات التي قادها عالما النفس “آن كاترين بيتز” و”بينيديكت سيغر” في جامعة “جوليوس ماكسيميليان” بفورتسبورغ في ألمانيا كيف يمكن لتصميم قائمة الطعام الذكية، وعلامات الكربون، أن تقلل من التأثير البيئي لتناول الطعام خارج المنزل.

تجربة فعالة

أنشأ الباحثون قوائم لتسعة مطاعم افتراضية لاختبار كيفية إضافة ملصقات الكربون، والتي كشفت عن انبعاثات غازات الاحتباس الحراري (CO2e) لكل طبق، وتحويل الخيارات الافتراضية إلى الأطعمة ذات التأثير البيئي المنخفض، مما أثر على خيارات رواد المطعم عند تناول الطعام بالخارج.

استخدم الباحثون نظام إشارات المرور لتسليط الضوء على ما إذا كان للأطباق بصمة كربونية عالية (حمراء) أو متوسطة (أصفر) أو منخفضة (خضراء).

قدم القائمون على الدراسة للمشاركين قوائم تحمل العلامات الكربونية وقوائم لا تحمل تلك العلامات، واختلفت اختياراتهم بعدما شاهدوا تأثر الطعام على البيئة واختاروا الأطعمة الأقل من حيث البصمة الكربونية.

عندما تم إعطاء الأشخاص قوائم بأطباق منخفضة الانبعاثات، مثل كاري جوز الهند مع التوفو بدلاً من لحم البقر، كإعداد افتراضي، انخفض ثاني أكسيد الكربون بمقدار الثلث تقريبًا، وأدى وضع ببساطة إلى انخفاض ثاني أكسيد الكربون بنسبة 13.5٪.

وفقًا لبحث أجراه معهد الموارد العالمية (WRI) ، فإن اللغة التي تركز على الاستدامة في القوائم تحفز المستهلكين على اختيار أطباق أكثر صداقة للبيئة.

الملصقات جزء بسيط من القصة

من جانبه يوافق “مايرز” على أن ملصقات الكربون تخبرنا فقط بجزء بسيط من القصة، لكنها تقول إنها أداة مفيدة تجعل الناس يعيدون التفكير في تأثير الغذاء على المناخ، مضيفًا: “ولكن إذا ركزنا فقط على الكربون، فإننا حقًا في خطر المبالغة في تبسيط موضوع معقد وهو الطبيعة وإطلاق النار على أنفسنا”.

وتبع “مايرز”: “نحن في Wahaca نركز أيضًا على القضايا البيئية الأخرى بخلاف انبعاثات غازات الاحتباس الحراري، بما في ذلك المزارعين التجديديين الذين لا يستخدمون أي مبيدات حشرية زراعية، أو أسمدة لتعزيز صحة التربة.

واختتم مؤسس سلسلة مطاعم Wahaca : ” باختصار لسنا هنا لضرب رؤوس الناس، الأمر يتعلق فقط بتزويد الناس بالمعلومات، أي لا يتعلق الأمر بإخبار الناس بما يمكنهم أو لا يمكنهم تناوله.”

متوسط عمر المفاعلات النووية في العالم 2022

أغلى المنتخبات من حيث القيمة السوقية في كأس العالم

السباق الفضائي للقارة العجوز.. كم تحتاج أوروبا لتلحق بركب أمريكا والصين؟