انتشرت أساطير عديدة حول أسباب غرق السفينة الشهيرة تايتانيك، سواء كانت الأسباب منطقية أو خرافية، وأحد تلك الأساطير أن السفينة أصابتها لعنة الفراعنة.
في عام 1912، قرر رجل أعمال أمريكي نقل مومياء فرعونية اشتهرت بتسببها في لعنة لكل من يراها أو يقترب منها، وبالفعل اختار تايتانيك المتجهة إلى نيويورك لهذه المهمة باعتبارها الأقوى والكثر أماناً ما يجعلها محمية من اللعنات.
غرقت السفينة وهي تحمل المومياء ومعها أكثر من 1500 غريق، حتى عندما وصلت السفينة كارباثيا لإنقاذ ما يمكن إنقاذه، وكان من بينها المومياء، وتم شحنها مع سفينة “إمبراطورية أيرلندا” إلى كندا، وتأتي المفاجأة بغرق السفينة هي الأخرى، التي كانت تقل 700 مسافرًا بعد اصطدامها بناقلة فحم.
هذه الأسطورة التي صدقها الملايين دحضها العلماء والباحثون، فقج وجدوا في عام 1985 أن سجل الحمولة الخاص بتايتانيك لم يكن فيه أي بيانات خاصة بالمومياء المزعومة.
كما أن غطاء المومياء الفرعونية ما يزال موجوداً إلى يومنا هذا في المتحف البريطاني وتحديداً في القاعة الفرعونية الثانية، مع تأكيد المتحف أنه لم يُرسل إلى تايتانيك.
من ناحية أخرى، أوضح زاهي حواس عالم الآثار المصري أن المومياء التي يتحدث عنها الجميع موجودة في الأساس في جامعة بلفاست بأيرلندا الشمالية.
وأضاف أن المليونير الأمريكي قرر إيداعها الجامعة بعدما ظن أن مجرد عزمه في نقلها إلى السفينة كان سبباً في غرقها، وبذلك صار مؤكداً أن الربط بين لعنة المومياء وغرق تايتانيك خرافة لا أساس لها من الصحة.
اختلق هذه القصة صحفيان بريطانيان أولهما المؤمن بالسحر والروحانيات ويليام توماس ستيد والثاني دوجلاس موراي خبير المصريات.
كتبا عدة مقالات عن لعنة المومياء وما أحدثتها من كوارث لكل من اقترب منها، وعزز نظريتهما عندما تلقى “ستيد” دعوة من الرئيس الأمريكي لإلقاء محاضرة عن السلام العالمي، فقرر السفر بتايتانيك.
وخلال الرحلة، حكى كثيراً عن المومياء ولعنتها الشهيرة واستمع له كثير من الركاب، إلى أن غرقت السفينة بمن فيها، لتتحقق بذلك اللعنة المزعومة.
[two-column]
ويبدو أن الخرافات التي حيكت حول المومياء كانت سبباً لاعتبارها لعنة ممتدة تطال الجميع، والبداية كانت قبل غرق تايتانيك بـ 22 عاماً وتحديداً عام 1890، عندما اشترى رجل بريطاني المومياء من الأقصر.
[/two-column]
وعانى من مشاكل عديدة أثناء رحلته فقرر بيعها للمتحف البريطاني للتخلص منها، ومنذ هذه اللحظة بدأت لعنتها تصيب كل من يتعامل معها.
كان أمين المتحف يسمع صوت بكاء من قاعة المومياوات ليلاً، بدون وجود سبب حقيقي ومنطقي لهذا الصوت، فيما حكى آخرون أن من يمسح التراب عن وجه المومياء كان يموت ابنه بعد أسبوع بعد إصابته بمرض الحصبة، واستمرت هذه الأساطير تحاك حولها حتى ظن البعض أنها حقيقة وألصقوا بها تهمة التسبب في غرق تايتانيك.