أحداث جارية فن

مفاجأة.. لوحة شهيرة لفنان عالمي عرضت بالمقلوب لأكثر من 70 عاماً!

في عام 1941، أنجز الفنان التجريدي الهولندي بيت موندريان لوحته “مدينة نيويورك 1″، التي عرضت في متحف الفن المعاصر “موما” في نيويورك عام 1945. غير أنه بعد كل هذه السنوات، تبين أن اللوحة ظلّت تُعرض مقلوبة، في صالات عرض مختلفة، على مدى نحو 77 عاماً.

لوحة شهيرة تُعرض بالقلوب!

اللوحة الشهيرة عُلقت في مدينة دوسلدورف غرب ألمانيا، ضمن المجموعة الفنية بولاية شمال الراين – ويستفاليا منذ عام 1980، فيما تقول بي بي سي إن المؤرخة سوزان ماير- بوزر هي التي لاحظت ذلك الخطأ المرتكب منذ زمن طويل، خلال بحثها في عرض المتحف الجديد لأعمال موندريان بداية هذا العام، لكنها حّذرت من تمزقها في حال علّقت بالشكل الصحيح.

رغم اكتشاف الخطأ، ستبقى اللوحة معروضة بالمقلوب، لتجنب تعرضها للضرر، علماً بأنها تعتبر نسخة بأشرطة لاصقة من لوحة شبيهة للفنان ذاته، بعنوان “نيويورك سيتي”.

قالت سوزان ماير-بوزر لصحيفة الجارديان، إنه يجب أن تكون الخطوط المكثفة من الشبكة في الأعلى، كسماء مظلمة، مضيفة: “حين أشرت بذلك لأمناء المتحف الآخرين، أدركنا أن الأمر كان واضحاً جداً. هناك احتمال كبير بأن الصورة معلقة بشكل خاطئ”.

وحسب “بي بي سي” فإنه يبدو أن الأدلة تدعم هذه النظرية، فلوحة الفنان المماثلة والتي تحمل اسم “نيويورك سيتي”، معلقة في متحف “بومبيدو” في باريس بحيث تكون كثافة الخطوط في الأعلى.

بالإضافة إلى هذا، تُظهر صورة لمشغل الفنان الهولندي، التقطت بعد أيام من وفاته، ونشرت في مجلة “تاون أند كاونتري” الأمريكية في يونيو عام 1944، اللوحة ذاتها معلّقة على حامل باتجاه معاكس.

مَن بيت موندريان؟

ولد بيت موندريان في منطقة أوترخت في هولندا عام 1872، وينظر إليه على أنه واحد من أعظم فناني القرن العشرين، ورائد الأسلوب التجريدي الحديث، البسيط والتعبيري في الرسم، علماً بأنه كان مؤسس مجموعة وحركة “دي ستيل” الفنية. وفي بحثه عن “الجمال الكوني”، طوّر شكلاً غير تمثيلي، تحول إلى مصطلح “نيوبلاستسيم”.

وتركت أعماله تأثيراً كبيراً، ليس في عالم الفن فحسب، بل في ميادين التصميم والهندسة المعمارية والأزياء، فيما يرى أمناء متحف دوسلدورف في إعادة تسليط الضوء على سلسلة أعماله “نيويورك سيتي”، المنجزة بين 1941 و 1942 – قبل نحو عامين من وفاته عن 71 عاماً “ثورة في مفهوم موندريان الصارم للشكل الكلي”.

ويصفها أمناء المعرض اللوحة بأنها “إيقاع حيوي وديناميكي للخطوط الملونة، الأحمر والأزرق والأصفر، التي حلّت محل اللغة التصويرية المخففة جذرياً مع البنية الهندسية، مع تقليل الألوان الأساسية أيضًا كالأسود والأبيض”، حسب “بي بي سي”.