بات للسيارات الكهربائية في السنوات الأخيرة حضورٌ لافت، شركات عملاقة دخلت خط إنتاجها، نما سوقها بشكل كبير حتى وصل ما تم شراؤه في عام 2021 إلى أكثر من 5.6 مليون سيارة ركاب كهربائية حول العالم، وهو ما يمثل ضعف ما تم شراؤه في 2020 تقريباً، حسب “بلومبرج”. تعمل السيارات الكهربائية بالبطاريات من فئات مختلفة، وتكتسب مع الوقت شعبية تتسع شيئاً فشيئاً، فهي سيارات صديقة للبيئة، مناسبة تماماً في ظلّ دعوات الحفاظ على البيئة المتزايدة التي فرضها التغيّر المناخي وآثاره السلبية.
توقعات مستقبل السيارات الكهربائية
تقول “بلومبرج” إن المستقبل سيشهد تقليل الاعتماد على النفط الخام، وسط تنافس شديد بين عمالقة الصناعة عالمياً من أجل تحقيق هدف الحياد الكربوني وتقليل الانبعاثات، مشيرةً إلى توجّه صناعة السيارات اليوم نحو “الكهربة” بالفعل، وإن كان ذلك يحدث ببطء، فإنه يحصل بثبات. وتذهب توقعات بنك “مورجان ستانلي” إلى أن السيارات الكهربائية ستشكّل 11.6% من مبيعات السيارات الجديدة عالمياً بحلول 2025، و26% بحلول عام 2030 ارتفاعاً من 2.8% حالياً، حسب “بلومبرج”. فيما تشير توقعات منصة “فورتشن بيزنس إنسايتس” إلى أن حجم سوق السيارات الكهربائية سينمو بحلول عام 2028 حتى يصل إلى 318.22 مليار دولار، بمعدل نمو سنوي مركب يبلغ 24.3%.
لكن من ناحية أخرى، فإن الأمر ليس بهذه البساطة، إذ توجد عدة مشكلات تواجه طريق الحياد الكربوني، فحسب البيانات فإن 66% من المنتجات النفطية تُستخدم في قطاع النقل، نصفها تقريباً في النقل البري، أي أن سيطرة وقوة الذهب الأسود لا تزال قائمة، بالرغم من التحولات الجذرية والثورة التي تشهدها صناعة السيارات الكهربائية.
ماذا عن “تسلا”؟
تحتل شركة “تسلا” المملوكة للملياردير الأمريكي إيلون ماسك عرش صناعة السيارات الكهربائية في العالم، لكن ماذا عن المستقبل؟ هل يهتزّ عرشها؟ يقول فادي غصن، عضو مجلس إدارة “مجموعة التوكيلات السعودية” إن التنبؤ بذلك صعب، خاصة وأن “تسلا” لا تزال تتصدر المشهد حتى الآن.
لكن بالرغم من ذلك، فإن المستقبل سيشهد تغييراً على الأرجح “سنرى منافسة أكبر من شركات السيارات الكبرى مثل جنرال موتورز ونيسان وفولكس واجن وغيرها، ومن المرجح أن تمتلك جميع هذه الشركات الكبرى حصة مهمة في هذه السوق الضخمة مستقبلاً”، على ما قال غصن.
أضاف أن استثمار الشركات بشكل متزايد بتكنولوجيا البطاريات يهدد هيمنة “تسلا” على السوق، وكذلك سيكون حتمياً بالنسبة للأخيرة أن توفر سيارات بسعر أقل لضمان حصتها مستقبلاً، وهو ما يصب في صالح المستخدمين حول العالم.
جدير بالذكر أن شركة “تسلا” حققت طفرة في أعداد السيارات المسلَّمة للعملاء خلال العام الماضي، إذ سلَّمت 936 ألف سيارة، بزيادة 87% عن العام 2020 الذي كانت فيه التسليمات أقل من نصف مليون سيارة.
ماذا عن سوق السيارات الكهربائية؟
يقول “غصن” إن غصن إن صناعة السيارات حول العالم أضافت نحو 66 مليون سيارة خلال 2021، فيما يعتبر السوق الصيني أكبر هذه الأسواق بنحو 25 مليون سيارة، يليه الأمريكي ثم الأوروبي ثم اليابان، أما سوق السيارات الكهربائية فهي تبلغ نحو 5.6 مليون سيارة بحصة تصل إلى 8% من إجمالي سوق السيارات، علماً بأن 50% من مبيعات السيارات الكهربائية حول العالم تستحوذ عليها الصين.