بعد انسحاب وزيرة الدفاع البريطانية السابقة، “بيني موردانت”، من سباق رئاسة وزراء بريطانيا وزعامة حزب المحافظين في بريطانيا، أصبح “ريشي سوناك”، رئيسًا للوزراء بسبب عدم وجود أي منافس له، وبالتالي أصبح الزعيم الجديد لحزب المحافظين.
ولم تحصد منافسته “موردانت”، إلا 26 مؤيداً علنياً فقط، أي أقل بكثير من 100 عضو برلماني تحتاجها لمواصلة المنافسة، ما دفعها إلى الانسحاب.
ونجح “سوناك” في الحصول على تأييد أغلبية نواب حزبه، حيث حصل على أكثر من 180 صوت، أي ما يزيد قليلاً عن نصف أعضاء الحزب في البرلمان.
وبعد إعلانه رئيسًا لوزراء المملكة المتحدة، من هو “ريشي سوناك”؟
وُلد “ريشي سوناك”، عام 1980 في ساوثهامبتون، لعائلة من أصول مهاجرة، حيث هاجر أجداده من البنجاب في شمال غرب الهند إلى شرق إفريقيا، بعدها هاجر والداه في الستينيات إلى إنجلترا، كان والده طبيباً عاماً، بينما كانت والدته تدير صيدليتها الخاصة.
نشأته
أنهى “سوناك” تعليمه في مدرسة “وينشيستر كوليدج” المرموقة، ثم التحق بجامعة “أكسفورد”، ليتخرج منها في عام 2001، قبل أن يصبح محللًا في شركة Goldman Sachs، كما عمل في شركة الخدمات المصرفية الاستثمارية حتى عام 2004.
حصل “سوناك” على درجة الماجستير في إدارة الأعمال، من جامعة ستانفورد، وهناك التقى بـ “أكشاتا مورثي”، ابنة نارايانا مورثي، الملياردير الهندي وأحد مؤسسي عملاق التكنولوجيا، Infosysوالتي أصبحت زوجته فيما بعد.
حقق “سوناك” نجاحًا كبيرًا في الأعمال التجارية، وبفضل حصة زوجته البالغة 0.91 في المائة في Infosys، بدأ الزوجان في جمع ثروة كبيرة، والتي تقدر بنحو 730 مليون جنيه إسترليني (877 مليون دولار) في عام 2022 بحسب صحيفة “صنداي تايمز”.
الانتقال إلى السياسة
بدأ “ريشي سوناك” العمل في حزب المحافظين عام 2010، ثم انخرط أيضًا في Policy Exchange، وهي مؤسسة بحثية رائدة في مجال المحافظين، ثم أصبح رئيساً لوحدة أبحاث السود والأقليات العرقية (BME) في عام 2014.
وفي عام 2014 جاءت الخطوة الأكبر في عالم السياسة، حيث تم ترشيحه من قبل حزب المحافظين كممثل لريتشموند في شمال يوركشاير، في مجلس العموم البريطاني، وهو مقعد في شمال إنجلترا شغله لفترة طويلة زعيم الحزب (1997-2001) ويليام هيغ.
وأعيد انتخابه في البرلمان في عامي 2017 و2019، وصوت خلالها 3 مرات لصالح خطط رئيسة الوزراء “تيريزا ماي” لخروج البلاد من الاتحاد الأوروبي.
وعمل “سوناك” عضواً في لجنة اختيار البيئة والغذاء والشؤون الريفية، كما شغل منصب السكرتير البرلماني الخاص في وزارة الأعمال والطاقة والاستراتيجية الصناعية.
أما في يناير 2018 حصل “سوناك” على أول منصب وزاري له، حيث تم تعيينه كوكيل دولة بوزارة الإسكان والمجتمعات والحكم المحلي.
وشهدت المرحلة اللاحقة لعام 2018، تأييد “سوناك” لبوريس جونسون في سعيه لتولي منصب رئاسة وزراء بريطانيا، وبمجرد الفوز كافأه “جونسون” وعينه رئيس السكرتارية بوزارة المالية في يوليو 2019.
الوجه اللامع
وفي فبراير 2020 وبمجرد إعلان وزير المالية “ساجيد جافيد” استقالته من المنصب، عين “جونسون” “سوناك” بدلًا منه، حيث تولى وزارة المالية بعمر 39 عامًا ليكون، رابع أصغر شخص يتولى هذا المنصب على الإطلاق.
وتعتبر فترة الجائحة من أكثر الفترات التي ساهمت في زيادة شعبية “سوناك”، حيث أسس برنامج دعم اقتصادي واسع النطاق بقيمة 330 مليار جنيه إسترليني، في شكل أموال طارئة للشركات، كما عمل على دعم الرواتب للتخفيف من الأثار السلبية للوباء وتحديدًا فترة الإغلاق.
وبفضل هذه البرامج الناجحة التي لامست الشارع، أصبح “سوناك” وجه الحكومة اللامع في المؤتمرات الصحافية اليومية، بينما بدا رئيس الوزراء “بوريس جونسون”، أقل اتزاناً.