منذ اندلاع الحرب بين روسيا وأوكرانيا، تسعى أوروبا جاهدة لخفض اعتمادها على الوقود الأحفوري الروسي، خاصة أن “موسكو” تستخدم موارد الطاقة كورقة ضغط على الدول الغربية لتغيير موقفها الداعم لكييف.
مع ارتفاع أسعار الغاز الأوروبية ثمانية أضعاف متوسطها لمدة 10 سنوات، تعمل البلدان على إدخال سياسات جديدة، للحد من تأثير ارتفاع الأسعار على الأسر والشركات، وتشمل كل شيء من إعانات تكلفة المعيشة إلى تنظيم أسعار الجملة، حيث وصل تمويل مثل هذه المبادرات إلى 276 مليار دولار اعتبارًا من أغسطس الماضي.
أزمة الطاقة بالأرقام
باستخدام بيانات من Bruegel، والخاصة بالفترة ما بين سبتمبر 2021 ويوليو 2022، تنفق ألمانيا أكثر من 60 مليار دولار لمكافحة ارتفاع أسعار الطاقة، إذ تشمل التدابير الرئيسية 300 دولار بدل طاقة للعمال، بالإضافة إلى 147 مليون دولار لتمويل الأسر ذات الدخل المنخفض، ومع ذلك من المتوقع أن ترتفع تكاليف الطاقة بمقدار 500 دولار إضافي هذا العام لكل أسرة.
أما في إيطاليا، سيحصل العمال والمتقاعدون على 200 دولار أمريكي علاوة على تكلفة المعيشة، كما تم تقديم تدابير إضافية، مثل الإعفاءات الضريبية للصناعات ذات الاستخدام العالي للطاقة، بما في ذلك صندوق بقيمة 800 مليون دولار لقطاع السيارات.
مع توقع زيادة فواتير الطاقة ثلاثة أضعاف خلال فصل الشتاء، ستتلقى الأسر في المملكة المتحدة دعمًا بقيمة 477 دولارًا في الشتاء، للمساعدة في تغطية تكاليف الكهرباء.
وفي الوقت نفسه، فإن العديد من دول أوروبا الشرقية – التي تنفق أسرها نسبة مئوية أعلى من دخلها على تكاليف الطاقة – تنفق أكثر على أزمة الطاقة كنسبة مئوية من الناتج المحلي الإجمالي، حيث تنفق اليونان أعلى مستوى عند 3.7٪ من الناتج المحلي الإجمالي.
عمليات إنقاذ المرافق
يمتد الإنفاق على أزمة الطاقة أيضًا إلى عمليات الإنقاذ الضخمة للمرافق العامة، حيث تلقت Uniper ، وهي شركة خدمات ألمانية، دعمًا بقيمة 15 مليار دولار، مع استحواذ الحكومة على حصة 30٪ في الشركة، حيث تعتبر واحدة من أكبر عمليات الإنقاذ في تاريخ البلاد، ورغم ذلك، طلبت شركة Uniper تمويلًا إضافيًا قدره 4 مليارات دولار.
ليس ذلك فحسب، فقد تلقت شركة Wien Energie ، أكبر شركة للطاقة في النمسا ، خط ائتمان بقيمة 2 مليار يورو مع ارتفاع أسعار الكهرباء بشكل كبير.
تفاقم الأزمة
يناقش حاليًا الوزراء الأوروبيون المزيد من الإجراءات، للسيطرة على تأثير ارتفاع أسعار الغاز، على سعر الطاقة، إذ يفكر القادة الأوروبيون في وضع سقف لسعر واردات الغاز الروسي وسقوف أسعار مؤقتة على الغاز المستخدم لتوليد الكهرباء، كما تم اقتراح سقوف أسعار لمصادر الطاقة المتجددة والنووية.
وبالنظر إلى عمق الموقف، قال الرئيس التنفيذي لشركة شل، إن أزمة الطاقة في أوروبا ستمتد إلى ما بعد هذا الشتاء، وإن لم يكن لعدة سنوات.
النسيان يهدد القارة العجوز.. أكثر الدول الأوروبية المعرضة للخرف
تمثل أحيانا أزمة.. هذه هي التكلفة اليومية للعيش في دار مسنين بأوروبا