وحَّد الملك المؤسس، عبد العزيز آل سعود، الأراضي السعودية تحت راية مملكة واحدة، وبعدها شرع في التأسيس لدولته الجديدة والبحث عن كل ما يدفعها إلى الأمام ويرسي دعائمها. وفي عام 1933 وقَّع الملك عبد العزيز اتفاقية الامتياز للتنقيب عن النفط مع شركة ستاندرد أويل أوف كاليفورنيا، بعدما أنعش اكتشاف النفط في البحرين المجاورة الآمال بوجود مخزون من الذهب الأسود في الأراضي السعودية.
بدء الحفر في آبار الدمام
بدأ الحفر في بئر الدمام 1 في 30 أبريل 1935، وبعد 7 أشهر من التأرجح بين الأمل واليأس، أنتجت البئر دفعة قوية من الغاز وبعض بشائر الزيت، حينما وصل عمق الحفر إلى قرابة 700 متر، لكن أجبر عطل في المعدات طاقم الحفر على إيقاف تدفق البئر وسُدَّ بالإسمنت، وكانت بئر الدمام 2 أفضل حالًا.
كان الحفر في بئر الدمام 2 في 8 فبراير 1936، وبعد نحو 3 أشهر كان فريق الحفر قد وصل إلى عمق 633 مترًا، وحينما اختبرت البئر في شهر يونيو 1936، تدفق الزيت منها بمعدل 335 برميلًا في اليوم، وبعد انقضاء أسبوع على ذلك الاختبار، وإثر المعالجة بالحامض، بلغ إنتاج الزيت المتدفق من البئر 3840 برميلًا يوميًا، ما شجع على حفر آبار الدمام 3 و4 و5 و6 دون انتظار التأكد من أن الإنتاج سيكون بكميات تجارية أو التعرف على حجم الحقل المكتشف.
بئر الدمام 7
صدر القرار بإعداد بئر الدمام رقم 7 لتكون بئر اختبار عميقة، ما زاد من عدد الرجال والعتاد والمواد، ومع نهاية عام 1936، ارتفع عدد العاملين من السعوديين إلى 1076 عاملًا، بالإضافة إلى 62 عاملًا من غير السعوديين. أخفقت الآبار التي تم حفرها من قبل، من 1 إلى 6، منها ما كان رطبًا ونسبة المياه فيها مرتفعة للغاية، ومنها ما كانت ضعيفة الإنتاج أو لا تنتج أي سوائل من الأساس.
وفي ديسمبر 1936م، بدأ اختصاصيو حفر الآبار الاستكشافية في حفر بئر الاختبار العميقة رقم 7، وإذا كانت الآبار الأخرى مخيبة للآمال، فإن البئر رقم 7 لم تكن خالية من ذلك في البداية. ورغم ظهور عدة مشكلات في البداية أخَّرت عملية الحفر، فإن البحث استمر وبعد 10 أشهر، وبالتحديد في 16 أكتوبر 1937، وعند عمق 1097 مترًا، شاهد الحفارون البشارة الأولى : 5.7 لترات من الزيت في طين الحفر المخفف العائد من البئر.
بئر الخير
في الأسبوع الأول من مارس 1938، حققت بئر الدمام رقم 7 الأمل المرجو، وكان ذلك عند مسافة 1440 متراً تحت سطح الأرض، أي بزيادة تقل عن 60 متراً عن العمق الذي كان الجيولوجيون يتوقعون وجود النفط عنده، وأنتجت في الرابع من مارس 1938، 1585 برميلاً في اليوم، ثم ارتفع هذا الرقم إلى 3690 برميلاً في السابع من مارس ، وسجل إنتاج البئر 2130 برميلاً بعد ذلك بتسعة أيام ، ثم 3732 برميلاً بعد خمسة أيام أخرى ، ثم 3810 براميل في اليوم التالي مباشرة. وواصلت البئر عطاءها على هذا المنوال مما أكد نجاحها كبئر منتجة، وفي ذلك الوقت، كان قد عُمِّق بئرَا الدمام رقم 2 ورقم 4 حتى مستوى المنطقة الجيولوجية العربية.
أول شحنة من الزيت الخام
اكتمل خط الأنابيب الذي امتد من حقل الدمام إلى ميناء رأس تنورة، بطول 69 كيلومترًا، حيث رست ناقلة النفط التي أدار الملك عبدالعزيز الصمام بيده لتعبئتها بأول شحنة من النفط السعودي، وهكذا، كانت هذه أول شحنة من الزيت الخام تصدرها المملكة على متن ناقلة في 11 ربيع الأول 1358هـ الموافق للأول من مايو 1939.