أحداث جارية سياسة

ما هي مظاهرات اللافتات البيضاء؟.. تاريخ الاحتجاج الذي ظهر في جنازة الملكة إليزابيث

اعتقلت الشرطة البريطانية عددًا من الأشخاص الذين شاركوا في احتجاجات خلال الفعاليات الرسمية للحداد على وفاة الملكة إليزابيث، رافعين لافتات بيضاء. مظاهرات اللافتات البيضاء، هي نوع من الاحتجاج التي عرفها التاريخ منذ سنوات طويلة، وفي هذا الموضوع، نسلط الضوء على ماهية مظاهرات اللافتات البيضاء، وأبرز الاحتجاجات من هذا النوع.

تاريخ مظاهرات اللافتات البيضاء

تحدثت الخبيرة في تاريخ المظاهرات والعمل الجماعي بجامعة هارتفوردشير بالمملكة المتحدة، الدكتورة كاترينا نافيكاس، أن التظاهر برفع لافتات بيضاء، شكل من الاحتجاجات يعود إلى القرن الـ 18. وذكرت في حديث لـ “بي بي سي” أن “الحركة الميثاقية الديمقراطية التي شهدتها أربعينيات القرن التاسع عشر نظمت مظاهرات صامتة في الشوارع احتجاجًا على قمع السلطات المحلية لاجتماعاتها المعتادة”.

وأضافت: “في مانشستر عام 1795، شُكل (نادي التفكير) لعقد اجتماعات صامتة احتجاجًا على التشريع الحكومي الذي يحظر (الاجتماعات المثيرة للفتنة) والتجمعات الديمقراطية”. لكنها ليست على دراية بحدوث التظاهر باللافتات البيضاء الذي يخلو من الشعارات والرموز وحتى الألوان التي تمثل قضية سياسية في التاريخ الحديث. وأوضحت نافيكاس: “يبدو ذلك ابتكارًا جديدًا، وإن كان يتم باتباع أسلوب النقد الساخر للقيود التي تفرضها السلطة”.

بريطانيا

سأل ضابط شرطة المحامي بول باولزلاند، عن بياناته الشخصية، بعدما رفع ورقة بيضاء في ساحة البرلمان بلندن، يوم 12 سبتمبر، مكتوب عليها “ليس مَلِكي” وأخبره الشرطي أنه سيعتقله، إذا كتب هذه العبارة. وخلال سير موكب نعش الملكة إليزابيث في إدنبرة، كان هناك عدد من المحتجين الذين رفعوا لافتات بيضاء، لكن دون حدوث عمليات اعتقال.

كازاخستان

في عام 2019، حمل شاب يدعى أصلان ساغوتينوف، لافتة بيضاء أمام مكاتب المجلس المحلي في ساحة أباي بوسط مدينة أورال الواقعة غرب البلاد، ما دفع الشرطة لاحتجازه. وخاطب الناشط البالغ من العمر 24 عاما في فيديو الصحفيين: “أنا لا أشارك في مظاهرة، ولكنني أرغب في أن أثبت أنهم سيقتادونني إلى قسم الشرطة، رغم أنه ليست هناك أية كلمات مكتوبة على اللافتة، ورغم أنني لم أردد أية شعارات”.

روسيا

خلال العقدين الماضيين، شوهدت لافتات بيضاء في روسيا، وأصبحت أكثر شيوعًا في أعقاب الغزو الروسي لأوكرانيا في فبراير من العام الجاري. وفق مشروع أبحاث حقوق الإنسان الروسي، اعتقلت الشرطة نحو 16 ألف متظاهر مناهض للحرب، حتى 17 أغسطس الماضي. وأوردت تقارير وروايات إعلامية مستقلة وعلى وسائل التواصل الاجتماعي، أن الشرطة اعتقلت أشخاصًا يحملون لافتات بيضاء في عدة مدن روسية. تقول الدكتورة نافيكاس إن هذا الشكل من أشكال الاحتجاج أحيانا يكون “مزعجًا” بشكل خاص للسلطات.

هونغ كونغ

شهدت مظاهرات هونغ كونغ عام 2020 رفع اللافتات البيضاء؛ احتجاجًا على قانون أمني جديد فرضته الصين على الإقليم، يجرم بعض الشعارات المؤيدة للديمقراطية. وتحدث أحد المتظاهرين لوكالة رويترز للأنباء بأن “الجميع يحفظون الشعارات عن ظهر القلب”، ومن ثم لا حاجة إلى كتابتها. وأضاف الرجل الخمسيني أن “هذه الشعارات ستظل دائمًا محفورة في قلبي، وهذه الكلمات سوف تبقى دائمًا على ذاك الورق الأبيض، ولن تختفي أبدًا”.