مع ارتفاع تكاليف استيراد الطاقة في جميع أنحاء العالم وتسبب أزمات المناخ في إحداث الفوضى، يتزايد الاهتمام بالطاقة النووية مع سعي الدول للبحث عن مصادر بديلة.
انخفض الاستثمار في الطاقة النووية بعد كارثة فوكوشيما اليابانية عام 2011، وهي أسوأ حادث نووي في العالم منذ تشيرنوبيل في عام 1986، مع تزايد المخاوف بشأن سلامتها وخوف الحكومات.
لكن في أعقاب غزو موسكو لأوكرانيا، والضغط اللاحق على إمدادات الطاقة، ودفع أوروبا للتخلص من النفط والغاز الروسيين، بدأ المد الآن يتراجع لصالح الطاقة النووية.
فواتير مرتفعة
تواجه الحكومات قرارات صعبة مع ارتفاع فواتير الغاز والكهرباء وشح الموارد، ما يهدد بالتسبب في معاناة واسعة النطاق هذا الشتاء.
يجادل بعض الخبراء بأنه لا ينبغي اعتبار الطاقة النووية خيارًا، لكن آخرين يجادلون بأنه، في مواجهة العديد من الأزمات، يجب أن تظل جزءًا من مزيج الطاقة في العالم.
ألمانيا ترجع إلى الخلف
كانت ألمانيا تخطط للتخلص من المفاعلات والمحطات النووية تمامًا في غضون بضعة أشهر، لكن بسبب أزمة الطاقة أعلنت أنها ستحتفظ بمحطتين نوويتين على أهبة الاستعداد كحلول بديلة في ظل إغلاق إمدادات الغاز الروسية.
أوضح وزير الاقتصاد الألماني، روبرت هابيك، أن ألمانيا لن تتراجع في خطتها الرامية إلى الانتقال من الطاقة النووية، مع فصل جميع المحطات عن الشبكة في نهاية العام.
واضطرت ألمانيا إلى إعادة تشغيل محطات توليد الطاقة التي تعمل بالفحم، وتعبئة الغاز قبل فصل الشتاء لتفادي نقص الطاقة، فيما تواجه أيضًا تجمعات واحتجاجات من الأحزاب على ما يعتبرونه عدم كفاية تدابير الدعم الحكومية.
فرنسا تضع آمالها على محركاتها النووية
أشارت وزارة الطاقة في فرنسا إلى أنها ستعيد تشغيل جميع المفاعلات لهذا الشتاء، بعدما أغلقت عددًا منها بسبب مشكلات في التآكل، فمن أصل 56 محركًا نوويًا، 32 متوقفين عن العمل.
يقول خبير الطاقة، جيريمي حداد، وفقًا للقناة الفرنسية TF1 Info، إنه سيتم إعادة تشغيل المحركات تدريجيًا، عند الانتهاء من أعمال الترميم والصيانة، مع عودة 23 منها إلى العمل في نهاية نوفمبر، و4 في ديسمبر، و3 في يناير، و2 في فبراير.
أوروبا تبحث عن حلول بديلة
ومنح أعضاء البرلمان الأوروبي العلامة “الخضراء” للغاز والطاقة النووية، وهما مصدران للطاقة تم التعرف إليهما على أنهما ضروريان لمحاربة التغير المناخي برغم غضب الحركات البيئية، وفقًا لـAFP.
ووافقت الدول الأعضاء على العلامة الخضراء لهذين المصدرين، باستثناء 8 دول أعربت عن معارضتها، بينهم: ألمانيا، والنمسا، ولوكسمبورغ.
وأوضحت المفوضة الأوروبية للاستقرار المالي والخدمات المالية واتحاد أسواق رأس المال، مايرد ماغينيس، أن “الطاقات المتجددة وحدها لن تكون قادرة على تلبية الطلب المتزايد على الكهرباء، بسبب إنتاجها المتقطع. ومن هنا دعت الحاجة، على الأقل على أساس انتقالي، إلى تشجيع الاستثمار في موارد مستقرة يمكن التحكم بها مثل الغاز والنووي”.
كيف تستعد أوروبا لاستقبال الشتاء بدون الغاز الروسي؟
أكبر مصدري الغاز الطبيعي المسال في العالم.. هل يصبح بديلًا عن الغاز الروسي؟
صفقة أمريكية أوروبية.. كيف سيحدون من الاعتماد على الغاز الروسي؟