أحداث جارية عالم

المجاعات الأكثر فتكاً في التاريخ

قالت الأمم المتحدة اليوم الاثنين إن الصومال تواجه شبح المجاعة، إذ تُشير التوقعات إلى تعرض البلد الإفريقي الفقير للمجاعة بين شهري أكتوبر وديسمبر من العام الجاري، وذلك بسبب تفاقم أزمة الجفاف وارتفاع أسعار الغذاء العالمية.

ويشهد القرن الأفريقي أسوأ موجة جفاف منذ 40 عامًا، إذ يقول الخبراء إن المنطقة تسير نحو موسم أمطار فاشل خامس على التوالي.

ومن جانبه قال منسق الشؤون الإنسانية بالأمم المتحدة، “مارتن غريفيث”، في مؤتمر صحفي في العاصمة الصومالية مقديشو “المجاعة على الأبواب”.

وتشير الدلائل إلى أن المجاعة ستؤثر على أجزاء من جنوب وسط الصومال لكنها أصبحت أسوأ الآن من تلك التي حدثت في عامي 2010 و2011 بسبب فشل أربعة مواسم مطيرة وعقود من النزاعات، حيث أودت مجاعة عام 2011 بحياة أكثر من ربع مليون شخص، معظمهم من الأطفال.

وبهذه المناسبة غير السارة، نستعرض لكم المجاعات الأكثر فتكاً في التاريخ.

المجاعة الصينية الكبرى 1959-1961

وقعت أكثر المجاعات دموية في التاريخ في الصين بين عامي 1959 و1961. وغالبًا ما يُشار إلى هذه الكارثة على أنها واحدة من أعظم الكوارث التي صنعها الإنسان، على الرغم من أن الجفاف الإقليمي لعب دورًا في ذلك.

كانت المجاعة ناتجة عن مجموعة من العوامل السياسية والاجتماعية التي أحدثتها جمهورية الصين الشعبية، هذه السياسات، في عام 1958 خلقت بيئة قاتلة كلفت عشرات الملايين من الأرواح.

وتضمنت هذه السياسات تغييرات جذرية في سياسة الزراعة وحظرت ملكية المزارع، بالإضافة إلى ذلك، تم إعادة توجيه الفلاحين من الزراعة لصالح إنتاج الحديد والصلب، مما قلل من إنتاج المزارع بشكل كبير.

 كل هذا أدى إلى انخفاض كبير في إنتاج الحبوب في الصين، ونقص الغذاء على نطاق واسع.

في حين أعلنت الحكومة الصينية في ذلك الوقت عن حوالي 15 مليون حالة وفاة، يتفق الخبراء على أن عدد القتلى كان أعلى بكثير، حيث تراوحت الأعداد في أي مكان بين 20 إلى 50 مليون حالة وفاة.

المجاعة الصينية عام 1907

شهد شمال الصين مجاعة أودت بحياة 25 مليون شخص، حيث جاءت هذه المجاعة بسبب الأمطار الغزيرة التي ضربت البلاد خلال موسم النمو وجرفت أعدادًا كبيرة من النباتات وحالت دون إنتاج الغذاء، حيث غمرت المياه ما يقرب من 40 ألف ميل مربع من الأراضي خلال هذا الوقت، في مقاطعات هونان وكيانغ سو وآنهوي. ما يقرب من 10٪ من سكان شمال الصين فقدوا في هذه الكارثة.

مجاعات تشاليسا وجنوب الهند 1782- 1784

حدثت مجاعة تشاليسا في شمال الهند من 1783 إلى 1784 وأعقبت مجاعة مماثلة حدثت في العام السابق في جنوب الهند.

اجتاحت الهند موجة حر  في عام 1780 واستمرت خلال السنوات القليلة التالية،حيث تسببت الحرارة الزائدة وقلة الأمطار، في تلف المحاصيل.

وعلى مدار كلتا المجاعتين، فقد أكثر من 11 مليون شخص، واستنزف السكان بشكل كبير، لا سيما في أراضي دلهي.

المجاعة البنغالية عام 1770

في عام 1770 تعرضت بنغال لمجاعة مدمرة قضت على ما يقرب من ثلث سكانها، حيث جاءت المجاعة بسبب الجفاف الشديد ونقص المحاصيل، حيث زادت الضرائب وتحولت المحاصيل بعيدًا عن الأرز إلى الأفيون والنيلي الأكثر ربحية، وهذا يعني أن المزارعين لم يكونوا فقط يكافحون من أجل إنتاج الغذاء، ولكن ما هو متاح كان سعره بعيدًا عن متناولهم.

ونتيجة لهذه الإدارة السيئة، مات ما يقرب من 10 ملايين شخص من شدة الجوع.

المجاعة السوفيتية (هولودومور) 1932-1933

في عام 1932، شهد الاتحاد السوفيتي، الذي كان يحكمه جوزيف ستالين، مجاعة قتلت الملايين في أوكرانيا وكازاخستان وشمال القوقاز ومناطق الفولغا، حيث شهدت هذه المناطق انخفاضًا حادًا في عدد سكانها بين عامي 1932 و1933.

المجاعة ضربت مناطق إنتاج الحبوب حيث كان القادة يتطلعون إلى التصنيع بدلاً من الزراعة، كما تم حظر زراعة المحاصيل، ومصادرة الإمدادات الغذائية، مما تسبب في مجاعة جماعية.

كانت تفاصيل هذه المجاعة موضع نزاع على نطاق واسع وبسبب هذا، فإن عدد القتلى محل نقاش. في عام 2003، أعلنت الأمم المتحدة أن ما بين 7 و10 ملايين شخص ماتوا بسبب الجوع أو مضاعفاته، لكن الباحثين عدّلوا هذا التقدير منذ ذلك الحين إلى ما بين 3.5 و7.5 مليون.

المجاعة الروسية 1921

أدت الاضطرابات السياسية والحروب الأهلية حتى عام 1917 إلى ثورة دموية وبدء الحكم السوفيتي، حيث تمت مصادرة الإمدادات الغذائية أو إعادة توجيهها إلى الجنود البلاشفة، تاركين المدنيين بدونهم.

 وشهد هذا بدوره انخفاضًا في إنتاج الغذاء حيث اختار البعض عدم زراعة المحاصيل التي لن يُسمح لهم بتناولها، بينما تم وضع سياسات لتخفيف التوترات بين الفلاحين والسلطات، وعانى حوض الفولغا من فشل زراعي رهيب ونتيجة لذلك، فقد حوالي 5 ملايين روسي حياتهم.

مجاعة البنغال عام 1943

كانت مقاطعة البنغال آنذاك تحت الحكم البريطاني، وكان اقتصاد البنغال يعتمد بشدة على الزراعة في ذلك الوقت، لكن الإنتاجية توقفت مع زيادة السكان، مما تسبب في نقص في العمل والغذاء.

أنكرت الحكومة في ذلك الوقت وجود أي مجاعة، ولم يقدم رئيس الوزراء ونستون تشرشل سوى القليل من المساعدة، وفي نهاية المطاف، ساهمت المساعدات الإنسانية والحصاد المثمر في إنهاء المجاعة، التي أودت بحياة ما بين 2 إلى 3 ملايين شخص.

المجاعة الكورية الشمالية 1994- 1998

واحدة من أكثر المجاعات تدميراً في العصر الحديث، المجاعة الكورية الشمالية أو مسيرة المعاناة، حيث استمرت بين عامي 1994 و1998.

حدثت هذه المجاعة بسبب مجموعة من الأسباب الطبيعية وحكم الديكتاتورية، حيث شهد عام 1995 فيضانات كبيرة دمرت أكثر من مليون طن من الحبوب، كما إن سياسة كوريا الشمالية المتمثلة في “الجيش أولاً” تعني أيضًا أن الموارد والقوى العاملة والإمدادات الغذائية كانت موجهة إلى الجيش بدلاً من المدنيين، مما يعني، في كثير من الحالات، أن المدنيين الذين لا يستطيعون الدفاع عن أنفسهم سيموتون جوعاً ببساطة.

ساهمت المساعدات الخارجية في تقليل عدد القتلى، وتم تلقي ما يقرب من 3.5 طن متري من التبرعات الغذائية، وعلى الرغم من ذلك، تشير التقديرات إلى وفاة ما يقرب من 3 ملايين شخص في هذه المجاعة.

زيلينسكي: العالم سيعاني من المجاعة بسبب روسيا

إفريقيا تعاني.. مجاعة شديدة تهدد الملايين

وسط تحذيرات من خطر المجاعة .. هل تستطيع الأمم المتحدة إنقاذ أفغانستان؟