تحل اليوم ذكرى حريق المسجد الأقصى، حيث أشعل المتطرف الأسترالي دينيس مايكل روهان، النار في المصلى القبلي بالمسجد الأقصى عام 1969، بعدما اقتحم الحرم القدسي، من باب الغوانمة.
كان الحريق ضمن سلسلة من الإجراءات التي حاول بها الاحتلال الإسرائيلي محو الهوية الحضارية الإسلامية لمدينة القدس، منذ عام 1948.
حريق المسجد الأقصى
شبّ الحريق في الجناح الشرقي للمصلى، وطالت النيران واجهات المسجد وسقفه وسجاده وزخارفه النادرة، وكل محتوياته من المصاحف والأثاث، وتضرر البناء بشكل كبير.
كما التهمت النيران منبر المسجد التاريخي الذي أمر بإعداده السلطان نور الدين زنكي، وأحضره صلاح الدين الأيوبي من مدينة حلب، حينما استعاد المسلمون بيت المقدس عام 1187م.
عام 2006، أعد الأردن منبرًا بديلًا يماثل منبر نور الدين زنكي ووُضع في الأقصى.
هرع الفلسطينيون إلى إخماد النيران، باستخدام ملابسهم في الوقت الذي قطع فيه الاحتلال الماء عن المصلى القبلي ومحيطه، وتباطأ في إرسال سيارات الإطفاء.
وامتدت النيران لتلحق الضرر بنحو 1500 متر مربع من مساحة المسجد البالغة 4400 متر مربع.
زعم الاحتلال أن الحريق كان بفعل ماس كهربائي، كما أن الفاعل مختل عقليًا، لكن أثبت المهندسون العرب أن الحريق مفتعل.
تعليق دولي
لاقى الحريق استنكارًا دوليًا، وأدان مجلس الأمن الدولي سنة 1969 -بأغلبية 11 صوتا وامتناع 4 دول عن التصويت، إسرائيل ودعاها إلى إلغاء جميع التدابير التي من شأنها تغيير وضع القدس.
ونص قرار مجلس الأمن على أن: “مجلس الأمن يعبر عن حزنه للضرر البالغ الذي ألحقه الحريق بالمسجد الأقصى يوم 21 أغسطس 1969 تحت الاحتلال العسكري الإسرائيلي، ويدرك الخسارة التي لحقت بالثقافة الإنسانية نتيجة لهذا الضرر”.
اجتمع قادة الدول العربية والإسلامية في المغرب يوم 25 سبتمبر 1969، وأنشأوا منظمة المؤتمر الإسلامي، ودخل فيها 30 دولة عربية وإسلامية، وأنشأت صندوق القدس عام 1976.
إسرائيل ستُسحق
بعد الحادث، تحدثت رئيسة وزراء الاحتلال آنذاك، غولدا مائير، على موقف العرب قائلة: “عندما حُرق الأقصى لم أنم تلك الليلة، واعتقدت أن إسرائيل ستُسحق، لكن عندما حلَّ الصباح أدركت أن العرب في سبات عميق”.
الترميم
بدأت أعمال الترميم بعد عام واحد من حريق المصلى القبلي، حيث وضع حاجز من الطوب يفصل ربع المصلى القبلي المحروق عن باقي الأروقة التي لم تتأذَّ من الحريق.
واستبدل منبر نور الدين زنكي بمنبر حديدي، واستمرت أعمال الترميم حتى عام 1986، فأزيل الطوب واستؤنفت الصلاة في الجزء الجنوبي من المسجد، وبقي المنبر الحديدي حتى عام 2006، ريثما يُصنع منبر على شاكلة الذي حرق.
بعد اشتباكات المسجد الأقصى.. إسرائيل تقصف جنوب لبنان لهذا السبب
لليوم الخامس.. الاشتباكات متواصلة بين الفلسطينيين والشرطة الإسرائيلية في المسجد الأقصى