أحداث جارية عالم

من الطب للإرهاب.. كيف ضل “أيمن الظواهري” طريقه؟ (بروفايل)

زعيم تنظيم القاعدة

أعلنت الولايات المتحدة الأمريكية اليوم الثلاثاء عن مقتل، “أيمن الظواهري“، زعيم تنظيم القاعدة، في عملية عسكرية دقيقة استهدفته في العاصمة الأفغانية “كابل” ومن هذا المنطلق نستعرض معكم أبرز المعلومات عن “الظواهري”، ثاني أخطر المدرجين على قوائم الإرهاب الدولي خلف الراحل أسامة بن لادن.

نشأة “أيمن الظواهري”

أيمن الظواهري مصري الجنسية ولد في 19 يونيو عام 1951، في القاهرة لأسرة مصرية تنتمي للطبقة المتوسطة.

عائلة “أيمن” الظواهري عائلة فيها العديد من الأطباء وعلماء الدين فجده لوالده “ربيع الظواهري”، تقلد منصب شيخ جامع الأزهر، أحد أبرز المراكز التعليمية الإسلامية في الشرق الأوسط، أما والده الذي توفي عام 1995 فكان أستاذًا بكلية الصيدلة بجامعة القاهرة، كما شغل أحد أعمامه أول أمين عام لجامعة الدول العربية.

“الظواهري” ترعرع في حي المعادي الذي يقع جنوب العاصمة المصرية القاهرة، وتأثر كثيرًا بمؤلفات سيد قطب المتطرفة، وهو ما دفعه لمواصلة شغفه بهذا التوجه والانضمام إلى حركات الإسلام السياسي مبكرًا، وأدت توجهاته المتطرفة إلى اعتقاله وهو لم يتجاوز الخامسة عشر، بتهمة الانضمام لجماعة الإخوان المسلمين المحظورة.

اهتمامه بالإسلام السياسي لم يمنعه من مواصلة الدراسة، حيث أنهى دراسة الطب تخصص جراحة العيون بجامعة القاهرة في عام 1974، ثم التحق بالتجنيد وخدم في الجيش المصري لمدة ثلاث سنوات، ثم نجح في الحصول على درجة الماجستير في الجراحة عام 1978.

أسس “أيمن الظواهري” عيادة خاصة له في إحدى ضواحي العاصمة المصرية، وكان شابًا محافظًا يتبع التقاليد العائلية، ولكنه كان منجذبًا باستمرار للأفكار الجهادية، حيث انضم عام 1973، إلى جماعة الجهاد الإسلامية التي كانت تدعو لإسقاط الحكومة المصرية.

من التحولات المهمة في حياة “أيمن الظواهري” في مرحلة الشباب كان سفره إلى بيشاور الباكستانية، كعامل إغاثة مع الهلال الأحمر في الفترة من 1980 حتى 1981، فكان يشارك في علاج جرحى الحرب الأفغانية مع السوفييت، وهي الفترة التي شهدت سفره لعدة مرات إلى الحدود الأفغانية ما مكنه من متابعة الحرب عن قرب.

من هو أيمن الظواهري

اغتيال السادات

وبعد اتفاقية كامب ديفيد التي أعقبت حرب أكتوبر عام 1973 في مصر، غضبت الجماعات الإسلامية من الرئيس الراحل “محمد أنور السادات”، بسبب السلام مع إسرائيل وقررت اغتياله، وبعد هذه الواقعة تم اعتقال “أيمن الظواهري” بتهمة اغتيال “السادات”، ضمن مئات المعقلين لنفس السبب.

أثناء محاكمة المتهمين كان “أيمن الظواهري” يتولى التحدث باسم المتهمين، وكانت تبرز أفكاره حيث صور وهو يقول للمحكمة: “نحن مسلمون نؤمن بديننا ونسعى لإقامة الدولة الإسلامية والمجتمع الإسلامي”.

في النهاية تم تبرئة “أيمن الظواهري” من تهمة قتل السادات، ولكنه واجه السجن لمدة 3 سنوات بسبب حيازته للأسلحة بصورة غير مشروعة، وفي عام 1985 تم الإفراج عنه وسافر إلى السعودية.

ونقلت العديد من المصادر فيما بعد عن أصدقائه السجناء قولهم أن فترة السجن زادت من تعمقه في الأفكار الجهادية، وأن التعذيب الذي كان يتعرض له داخل السجن ساهم بصورة كبيرة في قراره بالتحول للتطرف بعد الإفراج عنه.

ويقال إن الفترة التي قضاها “الظواهري” في “باكستان”، كعامل إغاثة هي نفس الفترة التي التقى فيها بأسامة بن لادن، مؤسس تنظيم القاعدة الإرهابي.

التحالف مع “بن لادن”

بعد خروج “الظواهري” من السجن في مصر يبدو أنه تواصل مع بعض المتطرفين، حيث ظهر في العديد من الأماكن في أوائل التسعينيات، ويُعتقد أنه زار كاليفورنيا بجواز سفر مزور.

ونجح خلال هذه الفترة في تكوين مجموعة جهادية، قامت بالعديد من الهجمات الإرهابية التي استهدفت السفارات المصرية، والسياسيين المصريين، إلى أن اندمج ومجموعته تحت راية القاعدة بقيادة “أسامة بن لادن”.

من المعروف أن “الظواهري” و”بن لادن”، كان لديهما نفس الأهداف ونفس الأفكار، إذ كان يعتبر “الظواهري” الذراع الأيمن لـ “بن لادن”، بل والمنظر الخاص لتنظيم القاعدة.

“الظواهري” و”بن لادن” أعلنا في عام 1998 وتحديدًا في شهر مايو، الحرب على الولايات المتحدة الأمريكية، ثم أعقب هذا الإعلان عدة هجمات إرهابية استهدفت السفارات الأمريكية في إفريقيا.

من هو أيمن الظواهري

11 سبتمبر

من أكبر الهجمات التي تبناها التنظيم الأخطر كانت أحداث 11 سبتمبر عندما هاجمت العناصر الإرهابية مبنى البنتاغون الأمريكي وبرجي التجارة بطائرات مدنية مختطفة، وهي الضربة الأقوى والتي جعلت “الظواهري” يظهر في عدد من المقاطع الخاصة بالتنظيم مستهزئًا بالولايات المتحدة.

وبعد الغزو الأمريكي لأفغانستان، بدأ “بن لادن” و”الظواهري” في الهرب، في بعض الأحيان معًا، في كثير من الأحيان مفترقين، حتى قُتلت زوجته وبناته في غارة جوية أمريكية استهدفته.

لكنه استمر في إصدار رسائل حول مواضيع تراوحت بين الحرب في العراق إلى هجمات مترو الأنفاق في لندن عام 2005.

وبعد مقتل “أسامة بن لادن” في مايو 2011، استغرق تنظيم القاعدة عدة أسابيع لإعلان “أيمن الظواهري” زعيمًا للتنظيم، وكان قليل الظهور في السنوات الأخيرة، حتى نجحت القوات الأمريكية في رصد مكان تواجده وقتله في ضربة جوية شديدة الدقة كشف الإدارة الأمريكية عن تفاصيلها صباح اليوم الثلاثاء.

في ظهور جديد.. ماذا قال أيمن الظواهري عن أمريكا وأوكرانيا؟

“هيلفاير”.. الصاروخ الذي قتل “الظواهري”

كيف خططت الولايات المتحدة لقتل “الظواهري”؟