عالم

“ليز تراس”.. المرشحة الأوفر حظًا لخلافة “جونسون” في بريطانيا (بروفايل)

بعد استقالة “بوريس جونسون”، من رئاسة حزب المحافظين البريطاني، وبالتالي مغادرة منصب رئيس الوزراء يترقب الجميع خليفته، الشخص الذي سيقود الدولة في مرحلة صعبة إذ تواجه البلاد العديد من الأزمات المتشابكة، سواء المتعلقة بتوابع أزمة سلاسل التوريد والحرب الروسية الأوكرانية، أو بسبب تبعات خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي.

وتنحصر المنافسة حاليًا بين وزيرة الخارجية “ليز تراس”، ووزير المالية السابق “ريشي سوناك”، رغم أن التوقعات تصب في مصلحة الأولى، فمن هي “تراس” المرشحة الأوفر حظًا لخلافة “جونسون”؟

نشأتها

ولدت “تراس” في عام 1957 بمدينة “أكسفورد”، فوالدها أستاذ الرياضيات ووالدتها التي كانت تعمل ممرضة تم وصفهما بأنهما يساريان، حيث شاركت “تراس” أثناء طفولتها مع والدتها في مسيرات ضد السلاح النووي، وهي المسيرات التي كانت تنظمها “حملة نزع السلاح النووي”، تلك المنظمة التي كانت تعارض بشدة قرار حكومة “تاتشر” بالسماح بنشر رؤوس حربية نووية أمريكية في قاعدة سلاح الجو الملكي البريطاني في جرينهام كومون غرب لندن.

وعندما بلغت “تراس” الرابعة انتقلت مع عائلتها إلى مدينة “غلاسكو” الاسكتلندية، ثم انتقلت بعد ذلك إلى مدينة “ليدز”، والتحقت بإحدى المدارس الثانوية الحكومية في حي روندهاي، وهناك بدأت تظهر عليها الميول السياسية فكانت مختلفة عن زميلاتها، فكانت تعلق على النظام الدراسي في مدرستها وكانت تنتقد العديد من الأمور، لدرجة أنها واجهت العديد من الانتقادات كان أبرزها ما كتبه عنها “مارتن بينغلي”، الصحفي بالغارديان حيث قال آنذاك: “ربما تنشر سيرة حياتها بشكل انتقائي وترسم صورة سلبية عن المدرسة والمعلمين الذين علموها لتحقيق مكاسب سياسية”.

نشاط سياسي مبكر

“ليز تراس”، بجامعة أكسفورد، واختارت أن تدرس الفلسفة والسياسة والاقتصاد، وسجلت حضورًا ملحوظًا في السياسة الطلابية من خلال التحاقها بصفوف الديمقراطيين الأحرار.

في عام 1994 وأحد المؤتمرات الخاصة بحزب الديمقراطيين الأحرار، عارضت الملكية وجادلت بضرورة إلغاؤها لأنها لا تقتنع بأن هناك أشخاص ولدوا ليحكموا، وقالت حينها: “نحن الديمقراطيون الأحرار نؤمن بتساوي الفرص للجميع”.

تغيير المسار

وفي نفس فترة تواجدها في “أكسفورد” انضمت “تراس” لحزب المحافظين، تاركة الديمقراطيين الأحرار في خطوة يراها الكثيرون بأنها تغيير لمسارها الفكري والسياسي.

فور تخرج “تراس” التحقت بوظيفة “محاسبة” في شركة “شل” الشهيرة، وثم تنقلت بين العديد من الشركات، قبل أن تتزوج أحد زملاءها المحاسبين وهو “هيو أولري”، وذلك في عام 2000، وأنجبت منه ابنتان.

في عام 2001 ترشحت “تراس” عن حزب المحافظين في الانتخابات العامة، ولكن لم يحالفها الحظ، قبل تعيد الكرة مرة أخرى في انتخابات 2005، ولكنها خسرت أيضًا.

الفشل في الانتخابات لمرتين متتاليتين لم يحبطها، ولكنها واصلت نشاطها السياسي حتى انتخبت كعضو في مجلس بلدية غرينتش جنوب شرق لندن في عام 2006 وفي عام 2008، كما شغلت منصب نائب مدير مؤسسة الأبحاث “إصلاح” ذات التوجهات المحافظة.

دور “كاميرون” البارز

ومن أبرز الأشخاص الذين اقتنعوا بجدارة “تراس” زعيم حزب المحافظين السابق “ديفيد كاميرون”، حيث قام بترشيحها على رأس “قائمة أ” للمرشحين الذين يحظون بأولوية الترشيح في انتخابات عام 2010 وتم اختيارها للترشح عن المقعد الآمن للحزب في جنوب غرب نورفولك الذي فازت به بأكثرية 13 ألف صوت.

في عام 2012 واجهت “تراس” معركة شرسة لإلغاء تمثيلها لدائرتها الانتخابية، وذلك من قبل جمعية حزب المحافظين الانتخابية، على خلفية علاقتها الغرامية مع “مارك فيلد”، عضو مجلس العموم البريطاني عن حزب المحافظين مارك فيلد، ولكن معارضيها فشلوا في إزاحتها.

وفي سبتمبر 2012 دخلت الحكومة كنائبة لوزير التعليم، وسرعان ما دخلت في خلاف كبير مع “نيك كليج”، نائب رئيس الوزراء آنذاك حول قضية إصلاح المدارس، وفي عام 2014 ظهر “دافيد كاميرون” مجددًا وأسند لها منصب وزيرة البيئة.

موقفها من “بريكست”

“تراس” لديها بعض المواقف المتناقضة وأبرزها ما فعلته في أزمة “بريكست”، حيث كانت تعارض الخروج بشدة حيث قالت الخروج سيتسبب في مأساة ثلاثية: المزيد من القواعد والمزيد من الإجراءات الورقية والمزيد من التأخير عند الاتجار مع الاتحاد الأوروبي”.

ولكنها سرعان ما غيرت موقفها الرافض لمغادرة الكتلة الأوروبية قائلة: “هذه الخطوة ستوفر فرصة لتغيير طريقة عملنا في المملكة المتحدة”.

في عام 2016 تولت “تراس” منصب وزيرة العدل في حكومة “تيريزا ماي”، قبل أن تتولى وزارة الخزانة في عام 2017، وهو المنصب الذي وضعها في قلب البرنامج الاقتصادي للحكومة.

وفي عام 2019 أصبحت “تراس” وزيرة للتجارة الدولية، في حكومة “بوريس جونسون”، أما في عام 2021، تولت الحقيبة الأهم في مسيرتها وهي وزارة الخارجية.

يذكر أن “تراس” لم تتخلى عن دعمها لبوريس جونسون، طوال فترة قيادته الحكومة على عكس منافسها “ريشي سوناك”، الذي استقال من الحكومة وهاجم: جونسون” في أكثر من مناسبة.

سقطات لـ “جونسون” وضعته وحكومته في مهب الريح.. ماذا حدث؟

6 أسماء مرشحة لخلافة بوريس جونسون في حال استقالته أو عزله

ريشي سوناك المرشح الأبرز لرئاسة حكومة بريطانيا.. كم تبلغ ثروته وكيف جمعها؟

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *