تحل اليوم الجمعة 29 يوليو ذكرى إنشاء وكالة الفضاء الأمريكية ناسا، والتي تأسست عام 1958، ومن هذا المنطلق نستعرض في السطور التالية أبرز الإنجازات التي حققتها “ناسا” منذ تأسيسها.
الهبوط على سطح القمر “أبولو 11”
بعد 20 يومًا فقط من دوران آلان شيبرد حول الأرض، والذي يعد أول أمريكي يصعد إلى الفضاء، أعلن الرئيس الأمريكي الراحل “جون كينيدي” عن المهمة التي ستكون الأعظم لناسا في التاريخ، وهي رحلة الصعود إلى القمر
بعد ثماني سنوات من هذا الإعلان، أطلقت ناسا “أبولو1” وتحديدًا في عام 1967، ولكنه كان حدثًا كارثيًا، فقد انفجرت المركبة بسبب حريق في منصة الإطلاق ومات رواد الفضاء الثلاثة، ولكن على مدار العامين التاليين، أجرت ناسا تسع بعثات أخرى، واختبرت جوانب مختلفة من العملية، حتى وصلت إلى أبولو 11 لينجح بالفعل في أول مهمة هبوط على سطح القمر.
عندما وطأت قدم رائد الفضاء نيل أرمسترونج سطح القمر في 20 يوليو 1969، كان يشاهده ما يقدر بنحو 530 مليون شخص من جميع أنحاء العالم.
Freedom 7 أول أمريكي في الفضاء
كان أول رائد فضاء أمريكي يدور حول الأرض هو آلان شيبرد، ولكنه ليس أول إنسان يصعد إلى الفضاء، فأول إنسان يصعد إلى الفضاء هو الروسي “يوري غاغارين”
وغادر “شيبرد” الأرض في 5 مايو 1961، لقد كان يومًا عصبيًا لناسا، حيث استغرق العد التنازلي ، المقسم إلى جزأين أكثر من 24 ساعة، حتى جاءت لحظة الإقلاع، فكان “شيبرد” على متن المركبة، وكان طيارو مركبة الإطلاق جاهزين ، وكانت جميع الأنظمة جاهزة، ولكن الغيوم غطت السماء.
لم يكن الطقس مشكلة بالنسة لمهمة الإطلاق، لكنها كانت مشكلة بالنسبة للمصور الذي سيغطي أكبر حدث لناسا، لذلك أجلت ناسا الإطلاق حتى اختفت الغيوم، وأثناء انتظارهم ، أظهر أحد محولات الطاقة في المركبة المدارية علامات على وجود مشكلة ، وقام المهندسون بإصلاح المشكلة في 86 دقيقة، ثم بدأ العد التنازلي مرة أخرى، بسلاسة وانطلقت المركبة في الساعة 9:34 صباحًا دون حدوث أي عوائق.
وصل شيبرد إلى مدار الأرض على ارتفاع 116.5 ميلًا (187.5 كيلومترًا)، وأمضى 15 دقيقة و 28 ثانية هناك ، مسافرًا 303 أميال (487 كيلومترًا) حول الأرض بسرعة 5134 ميلًا في الساعة (8262 كيلومترًا في الساعة)
وعندما هبط في المحيط الأطلسي ، كان قد أكمل مهمة مثالية، وهي المهمة التي عززت مكانة ناسا في التاريخ.
مهمة أبولو 8 استكشاف القمر
قبل أن تتمكن ناسا من إرسال ارمسترونغ إلى القمر، كانت الوكالة بحاجة إلى معرفة إن كان لديها التكنولوجيا اللازمة لذلك فبحلول عام 1968 ، كان عدد قليل من الأشخاص قد صعدوا إلى الفضاء، لكن لم يغادر أي من هؤلاء الرواد الأوائل مدارًا حول الأرض.
كانت ناسا تواجه ضغوطًا سياسية لتنفيذ عملية هبوط أميركي على سطح القمر قبل انتهاء العقد، كان الوقت ينفد، لذا في 19 أغسطس 1968، أعلنت ناسا أنه ستتم محاولة القيام برحلة مأهولة حول القمر في شهر ديسمبر.
تم تكليف رواد الفضاء فرانك بورمان ، وجيمس أ.لوفيل ، وويليام أندرس، وبعد فترة تدريب مكثفة، استقل الرجال الثلاثة صاروخ ساتورن الخامس بطول 363 قدمًا (110.6 مترًا) وأنطلقوا إلى الفضاء في 21 ديسمبر 1968، لتبدأ مهمة أبولو 8 رسميًا.
بعد ثلاثة أيام، وصل طاقم أبولو 8 إلى وجهتهم، ودخلوا المدار القمري في 24 ديسمبر، وهي المهمة التي تم بثها على الهواء مباشرة في جميع أنحاء العالم، وذلك عندما ظهرت الصور الملتقطة من Saturn V على الشاشة ، وقام Borman و Lovell و Anders بضبط الحالة المزاجية لجمهورهم عشية عيد الميلاد.
مركبة فضائية قابلة لإعادة الاستخدام
بعد أن أعلن الرئيس الأمريكي ريتشارد نيكسون عن خطة لبناء مركبة فضائية قابلة لإعادة الاستخدام، والتي من شأنها تشغيل عدة بعثات، طورت وكالة ناسا التصميم الأساسي لمركبتها “كولومبيا” من خلال معززان صاروخيان متصلان بوحدة مدارية وخزان وقود خارجي.
استغرق الأمر تسع سنوات من بداية المشروع إلى أول رحلة، ففي عام 1981 ، انطلق مكوك الفضاء كولومبيا وكانت مهمته الأولى ناجحة، وبذلك نجحت ناسا في إنشاء مركبة فضائية قابلة لإعادة الاستخدام.
تبعت كولومبيا أربع مكوكات فضائية أخرى: تشالنجر وديسكفري وأتلانتس وإنديفور، وذلك من عام 1981 حتى عام 2011 ، وطارت هذه المكوكات الفضائية في 135 مهمة مشتركة.
جونو – رحلة إلى المشتري
تم إطلاق جونو من محطة كيب كانافيرال الجوية في 5 أغسطس 2011 ، وتتمثل مهمة جونو في دراسة جوانب مختلفة من كوكب المشتري ، بما في ذلك حقول جاذبية الكوكب والجو العاصف.
في 13 يناير 2016، وجدت جونو نفسها على بعد 493 مليون ميل (793 مليون كيلومتر) من الشمس، لم تقطع أي مركبة فضائية أخرى تعمل بالطاقة الشمسية مثل هذه المسافة الكبيرة.
ناسا تحتفي بمجرة تبعد عنا 30 مليون سنة
