زار ولي العهد السعودي، الأمير محمد بن سلمان، أمس الثلاثاء، منطقة الأكروبوليس الأثرية في العاصمة اليونانية أثينا، وتفقد خلال جولته بالمنطقة المباني والمسارح الأثرية، مثل مبنى أريثيون، ومنطقة بيلفادير، ومنطقة بارثينيون، ومسرح ديونيسوس، ومسرح اديون هيروديس.
ومن منطلق زيارة ولي العهد السعودي لهذه المنطقة المميزة في اليونان نستعرض لكم تاريخ هذه المنطقة الحضارية الملهمة.
“أكروبوليس” هي كلمة إغريقية تتكون من شقين، هما “أكروس” وتعني “المرتفع عن الأرض”، و”بوليس” تعني “المدينة”، وبالتالي كلمة “أكروبوليس” تعني “المدينة العالية”، فهي عبارة عن هضبة عالية تقع وسط العاصمة اليونانية وبها جبل صخري، وترتفع الهضبة عن سطح البحر بنحو 152 مترا، و92 مترا عن مدينة أثينا.
تعد الأكروبوليس في أثينا وآثارها رموزًا عالمية للروح والحضارة الكلاسيكية وتشكل أعظم مجمع معماري وفني تركته العصور القديمة اليونانية للعالم، ففي النصف الثاني من القرن الخامس قبل الميلاد، احتلت أثينا، بعد الانتصار على الفرس وتأسيس الديمقراطية، مكانة رائدة بين دول المدن الأخرى في العالم القديم.
مراحل التطور
وفي العصر الذي تلا ذلك، حيث ازدهر الفكر والفن، وضعت مجموعة استثنائية من الفنانين حيز التنفيذ الخطط الطموحة لرجل الدولة الأثيني بريكليس، وتحت التوجيه الملهم للنحات فيدياس، حولوا التل الصخري إلى نصب تذكاري فريد للفكر و الفنون، إذ تم بناء أهم المعالم الأثرية خلال ذلك الوقت: البارثينون ، الذي بناه إكتينوس ، وإريكثيون، والبروبيلايا، والمدخل الضخم للأكروبوليس، الذي صممه منيسيس والمعبد الصغير أثينا نايكي.
أكروبوليس المجمع الأثري اليوناني القديم يقع على تل متوسط الارتفاع (156 م) في حوض أثينا، وتبلغ أبعادها الإجمالية حوالي 170 × 350 مترًا.
التل صخري شديد الانحدار من جميع الجوانب باستثناء الجانب الغربي، وله قمة مستوية ممتدة تقريبًا، وتحيط جدران التحصينات القوية بقمة الأكروبوليس، وتم بناء أول سور تحصيني خلال القرن الثالث عشر قبل الميلاد، وكان محاطًا بمقر إقامة الحاكم الميسيني المحلي.
صمدت لقرون
وفي القرن الثامن قبل الميلاد، اكتسب الأكروبوليس طابعًا دينيًا تدريجيًا مع تأسيس عبادة أثينا، الإلهة الراعية للمدينة، وفي القرن الخامس قبل الميلاد، قام الأثينيون، بعد انتصارهم على الفرس، بتنفيذ برنامج بناء طموح تحت قيادة رجل الدولة العظيم بيريكليس، والذي يضم عددًا كبيرًا من المعالم الأثرية بما في ذلك البارثينون، وإريخثيون، والبروبيلايا، كما تم تطوير الآثار من قبل مجموعة استثنائية من المهندسين المعماريين (مثل Iktinos و Kallikrates و Mnesikles) والنحاتين (مثل Pheidias و Alkamenes و Agorakritos) ، الذين حولوا التل الصخري إلى مجمع فريد من نوعه.
على هذا التل ولدت الديمقراطية والفلسفة والمسرح وحرية التعبير والكلام، والتي توفر حتى يومنا هذا الأساس الفكري والروحي للعالم المعاصر وقيمه، فبعد أن نجت آثار الأكروبوليس لما يقرب من خمسة وعشرين قرنًا من الحروب والانفجارات والقصف والحرائق والزلازل والنهب والتدخلات والتعديلات، تكيفت مع الاستخدامات المختلفة والحضارات والأساطير والأديان التي ازدهرت في اليونان عبر الزمن.
في مثل هذا اليوم.. اختراع البطاقة الذكية واستقلال اليونان
فيديو.. ولي العهد السعودي يُذكر رئيس وزراء اليونان بوعد قديم