أعلن المركز الوطني لتنمية الغطاء النباتي ومكافحة التصحر في السعودية عن توقيع 4 عقود تشجير، مدة كل منها عامان، لإنتاج وزراعة 2.2 مليون شجرة مانجروف على السواحل الشمالية للبحر الأحمر وجنوبه والخليج العربي.
يأتي هذا في إطار مبادرة السعودية الخضراء التي تسعى المملكة لتحقيق مستهدفاتها، والتي تولي اهتماماً كبيراً بغابات المانجروف التي تمثل إحدى أهم ثرواتها الطبيعية.
في هذا التقرير نطلعكم على أهمية ذلك النوع من الأشجار وأبرز ما يميزه.
ما هو المانجروف؟
عبارة عن مجموعة من الأشجار والشجيرات الصغيرة يبلغ عددها حوالي 80 نوعًا، تنمو في مناطق المياه المالحة الساحلية في خطوط العرض الاستوائية وشبه الاستوائية حول العالم.
هي الأشجار الوحيدة في العالم التي يمكنها تحمل المياه المالحة، وإخراج الملح الزائد من خلال أوراقها، وتميل أشجار المانجروف إلى نمو العديد من الجذور الطويلة التي تشكل هياكل تشبه العش، تنمو جذور بعض أنواعها لأعلى لتمتص الأكسجين بينما يظل باقيها تحت الأرض.
وتشكل غاباتها موائل فريدة تؤوي تنوعًا هائلاً من الحياة البرية، بما في ذلك العديد من الأنواع المتوطنة.
لماذا تعتبر أشجار المانجروف مهمة؟
تعتبر أنظمة بيئية مهمة لأسباب عديدة، الأول هو التنوع البيولوجي، حيث تعد أشجار المانجروف بؤرًا للحياة الحيوانية، سواء تحت الماء أو فوق سطح الأرض.
هذا التنوع البيولوجي يجعل النظم البيئية أكثر مقاومة للأمراض والموت، وبالتالي يحافظ على بعض أهم موارد كوكب الأرض، والتي توفر القوت البشري وسلامة الكوكب.
يعتمد 40% من الاقتصاد العالمي على الموارد البيولوجية، ويساعد التنوع البيولوجي النظم البيئية على التكيف بشكل أفضل مع تغير المناخ ويضمن استمرار إنتاجها للأكسجين وامتصاص ثاني أكسيد الكربون الذي يبطئ الاحترار العالمي.
وتعتبر أشجار المانجروف عوازل غزيرة لثاني أكسيد الكربون، وبالتالي فهي جزء لا يتجزأ من مكافحة تغير المناخ.
وعلى الرغم من أنها تمثل أقل من 2% من البيئات البحرية، إلا أن غابات المانغروف مسؤولة عن 10-15% من دفن الكربون.
تعتبر أشجار المانغروف الأكثر فاعلية من بين جميع النظم البيئية – المائية والبرية – في عزل الكربون من الغلاف الجوي، ورغم أن المساحة الإجمالية التي تغطيها أشجارها تعادل 3% فقط من غابات الأمازون المطيرة على سبيل المثال، إلا أنها تحبس نفس كمية الكربون مثل 12% من غابات الأمازون.
تخزن أشجار المانجروف أيضًا كميات كبيرة من الكربون في تربتها، والتي يتم إطلاقها عند إزالة الأشجار، وتم إطلاق ما يقدر بـ 122 مليون طن من الكربون عن طريق قطع أشجار المانجروف بين عامي 2000 و2015 حول العالم.
تعتبر أشجار المانجروف حواجز ساحلية أساسية في بعض المناطق، مما يمنع تآكل السواحل من التعدي على المجتمعات البشرية.
يمكن أن تمتص أشجار المانغروف ما يقدر بنحو 70-90% من الطاقة الناتجة عن الأمواج المنتظمة، كما يمكنها أيضًا إنقاذ آلاف الأرواح من الأحداث المناخية القاسية مثل تسونامي.
حيث كشفت المقارنة بين قريتين في سريلانكا في أعقاب زلزال المحيط الهندي وتسونامي عام 2004 أن القرية التي تحميها أشجار المانجروف شهدت حالتي وفاة فقط، في حين بلغت وفيات القرية الأخرى 6 آلاف شخص.
أما كارثة تسونامي التي تعرضت إليها إندونيسيا وراح ضحيتها أكثر من 230 ألف شخص، شجعت على زراعة أشجار المانجروف وتنميتها في مقاطعة أتشيه بإندونيسيا، حيث يقوم المواطنون بزراعتها لاستخدامها كحاجز طبيعي ضد الكوارث المستقبلية.
ومن الناحية الاقتصادية، فإن غابات المانجروف غنية جدًا بالموارد الطبيعية التي يستخدمها البشر، فهي مصادر الخشب والفواكه والعسل والعديد من الأدوية.
كما أنها بديل مجاني وطبيعي للحواجز البحرية والبنية التحتية باهظة الثمن لمنع الكوارث الطبيعية.
علاوة على ذلك، تقوم الأشجار أيضًا بتنظيف المياه التي تمر عبرها وبالتالي تصفية التلوث من المجاري المائية قبل وصولها إلى البحر.
“الذهب السائل”.. تعرف على شجرة الأرجان التي تعتزم الجزائر تطوير زراعتها؟
36 مليون شجرة سنويًا | الولايات المتحدة تخسر غطاءها الأخضر
بـ100 مليون شجرة.. “نيوم” تبادر بالزراعة وتأهيل الأراضي والمحميات