منذ أيام قليلة كشف الحزب الجمهوري بولاية تكساس الأمريكية، عن سياساته للمرحلة المقبلة، حيث جاء بعضها مثيرًا للجدل، مثل التشكيك في طريقة انتخاب الرئيس الحالي “جو بايدن”، واعتباره انتخب بطريقة غير شرعية، بالإضافة إلى الدعوة لإجراء استفتاء شعبي في الولاية في نوفمبر 2023 “لتحديد ما إذا كان يجب على ولاية تكساس إعادة تأكيد وضعها كدولة مستقلة أم لا”.
التاريخ الانفصالي لتكساس
كان الانفصال والاستقلال من الموضوعات الدائمة طوال تاريخ ولاية تكساس، التي انفصلت عن المكسيك في عام 1836، وكانت جمهورية مستقلة قبل أن يتم ضمها من قبل الولايات المتحدة في عام 1845.
بين عامي 1860 و1861، كانت تكساس من بين 11 ولاية أمريكية تنفصل عن الاتحاد في أعقاب انتخاب إبراهام لينكون رئيسًا للبلاد، حيث تمزقت الولايات المتحدة بسبب الانقسامات حول إمكانية انتشار العبودية في الأراضي الغربية للبلاد، وصوتت تكساس في عام 1861 للانفصال عن الاتحاد، لتندلع بعد ذلك الحرب الأهلية الأمريكية في نفس العام، حيث مات ما يصل إلى 750 ألف شخص – أكثر من 2% من جميع الأمريكيين، والتي انتهت بهزيمة الكونفدرالية في عام 1865، لتبدأ أمريكا بعدها عصر إعادة العمار والتوحيد، والذي شهد إعادة ضم “تكساس” وتحديدًا في عام 1970.
على الرغم من الحديث الدائم عن انفصال آخر، فإن القانون واضح أن تكساس قد لا تستطيع بالفعل ترك الاتحاد مرة أخرى.
غالبًا ما يتم طرح الفكرة من قبل المحافظين الغاضبين من سياسات الحكومة الفيدرالية، ويبدو أن الدعوات تصبح أكثر تكرارًا عندما يحتل ديمقراطي البيت الأبيض.
سبق وقدم نائب الولاية كايل بيدرمان، مشروع قانون في عام 2021 لإجراء استفتاء حول ما إذا كان يجب على تكساس إنشاء لجنة تشريعية مشتركة “لوضع خطة لتحقيق استقلال تكساس”، إذ قال في بيانه: “حان الوقت الآن لمنح شعب تكساس الحق في تقرير مستقبلهم”.
حتى لو تصرفت الهيئة التشريعية بناءً على اقتراح الحزب الجمهوري الجديد بإجراء استفتاء على الاستقلال في الانتخابات العامة، فلن يكون ذلك صحيحًا من الناحية القانونية.
قال إريك مكدانيل ، الأستاذ المساعد بجامعة تكساس في أوستن ، لصحيفة تكساس تريبيون في عام 2016: “إن شرعية الانفصال إشكالية لأن الحكومة الفيدرالية لها القول الفصل في هذه القضايا “.
ما موقف الدستور من الانفصال
الدستور الأمريكي لا يوجد به ما يمنع ولاية تكساس من الانفصال، ولكن ويعتقد العديد من المؤرخين أنه عندما استسلمت الكونفدرالية في نهاية الحرب الأهلية عام 1865، فإن فكرة الانفصال انهزمت إلى الأبد، وأن انتصار الاتحاد كان بمثابة سابقة لعدم جواز انفصال الولايات قانونيا.
في القضية المعروفة باسم “تكساس ضد وايت”، والتي أثيرت بعد انتهاء الحرب الأهلية، أزالت المحكمة العليا الأمريكية الغموض الذي يحط بالمسألة بعدما قضت بأن “الاتحاد بين تكساس والولايات الأخرى هو اتحاد كامل ودائم ولا يمكن حله، مثله في ذلك مثل الاتحاد بين الولايات الأصلية” التي تشكلت منها دولة الولايات المتحدة الأمريكية.
وضمن الأمور المهمة في هذه المسألة إجابة القاضي الراحل “أنتونين سكاليا” في عام 2006، على تساؤل “عما إذا كان هناك أي سند قانوني للانفصال”، فقال “إذا كان هناك قضية دستورية واحدة حسمتها الحرب الأهلية فهي لا يحق للولايات الانفصال.
بعد «مذبحة تكساس».. قصة الغرب مع قوانين حيازة السلاح
حكاية قاتل الأطفال في تكساس.. لاحقه التنمر منذ الطفولة وكان يجرح نفسه “للمتعة”