منوعات عالم

قصة “شلوس إلماو”.. القلعة التاريخية التي تجمع زعماء السبع في ألمانيا

 بدأ زعماء مجموعة السبع منذ أمس الأحد قمتهم التي تستمر حتى يوم غد الثلاثاء، في قلعة “شلوس إلماو”، في ألمانيا، ولكن بعيدًا عن أهداف الاجتماع أو حتى نتائجه هل سمعت عن هذه القلعة البافارية من قبل؟

في السطور التالية سنحاول أن نأخذكم في رحلة عبر التاريخ للتعرف على قصة هذه القلعة العريقة وارتباطها على مر العصور بالساسة والزعماء.

قلعة “شلوس إلماو”، التي تحيط بها القمم المغطاة بالثلوج لجبال الألب البافارية في ألمانيا، بناها “في بداية الحرب العالمية الأولى، من قبل الفيلسوف وعالم اللاهوت، “يوهانس مولر” كملاذ جماعي لأتباعه.

ترتبط القلعة ارتباطًا وثيقًا بتاريخ ألمانيا المضطرب في القرن العشرين، ولكن القلعة تحولت الآن إلى فندق فخم، ولا يزال مملوكًا لعائلة مولر، على الرغم من سقوط ملكيتها عن عائلة مولر مؤقتًا أثناء عملية نزع النازية التي أعقبت الحرب العالمية الثانية بسبب تملق الفيلسوف لأدولف هتلر.

الهدف من تأسيسها

قال “مولر إلماو” حفيد “يوهانس مولر”: “أراد جدي أن يخلق مكانًا للعيش المشترك حيث يمكنك الهروب من نفسك، مما أسماه المصلحة الذاتية، والتركيز على الذات، كانت فكرته تستهدف التحرر من الذات”

قبل أن يبني مولر قلعة شولس إلماو، بين عامي 1914 و1916، كان يملأ قاعات المحاضرات في جميع أنحاء ألمانيا، لقد اجتذب أتباعًا من الطبقة الأرستقراطية ونخبة من رجال الأعمال والجالية اليهودية في ألمانيا.

توافد المعجبون بعمل مولر – الذي انتقد الفردية والمادية والرأسمالية، وكذلك الكنيسة المسيحية – القلعة، حيث انغمسوا في الرقص والموسيقى، كما استضافت القلعة سياسيين بارزين وشخصيات ثقافية في جمهورية فايمار، الحكومة الألمانية بين عامي 1919 و 1933.

قلعة "شلوس إلماو"

تناقض “مولر” بين دعم النازية ورفض معاداة السامية

يتهم “مولر” بالتناقض والازدواجية لأنه بالرغم من دعمه لليهود ولكنه أشاد بهتلر باعتباره “العضو المستقبِل لحكومة الله” و”زعيم ثورة وطنية للصالح العام على المصلحة الذاتية”، وهو ما يتنافى مع اعتقاده بأن سياسات هتلر المعادية لليهود كانت “وصمة عار لألمانيا”.

ومن جانبه، قال “مولر إلماو”، إن جده برر موقفه المتناقض بالحجة القائلة بأن تولي هتلر غير المتوقع للسلطة لا يمكن تفسيره إلا على أنه قدر أراده الله “وأنه يمكن للمرء أن يتعرف على القائد المرسل من الله على وجه التحديد بحقيقة أنه لن يتوافق مع التفكير العقلاني والتمني”.

علاقة صاحب القلعة بالنظام النازي كانت غريبة ومتناقضة فكان يدعم “هتلر”، وينتقد اضطهاده لليهود، ورفض أن يقوم أي من مرتادي القلعة بتحية هتلر الشهيرة، أفكاره كانت تجعل أي شخص ألماني عرضة للاعتقال، لكن “مولر”، حماه أتباعه بجانب علاقاته، ومع ذلك، كان يتم استجوابه باستمرار من قبل الجستابو، الشرطة السرية لألمانيا النازية، وفي النهاية تم حظر أعماله – على الرغم من أن ذلك لم يغير إيمان مولر بمشروع “هتلر”.

قلعة "شلوس إلماو"

مصادرة القلعة

في عام 1942، وبهدف منع مصادرة القلعة من قبل القوات الخاصة، المجموعة شبه العسكرية النازية، قام “مولر” بتأجير القلعة إلى الجيش الألماني النازي ويرماخت، كمنتجع لقضاء العطلات للجنود العائدين من الجبهة.

ولكن بعد عامين، تم وضع “مولر”، قيد الإقامة الجبرية وتحولت القلعة “شلوس إلماو”، إلى مستشفى عسكري للجنود الألمان، وفي العام التالي، عندما استسلم النازيون، سيطر الجيش الأمريكي على إلماو، وأصبحت لفترة وجيزة معسكرًا للجنود الذين كانوا يتلقون العلاج هناك، ثم مدرسة تدريب عسكرية.

ربما تكون الحرب قد انتهت، ولكن في أعقابها، ظل موقف “مولر”، المتناقض تجاه الرايخ الثالث مشكلة، ففي عام 1946، رفع فيليب أورباخ، مفوض الولاية البافارية للأشخاص المضطهدين والناجين من المحرقة، دعوى قضائية ضد مولر بدعوى “تمجيد” هتلر.

ومن جانبه قال “مولر” الحفيد: “اختار جدي عدم الدفاع عن نفسه، لقد اعترف بخطئه السياسي، لكن ليس بالخطأ اللاهوتي الذي ارتكز عليه”، نظرًا لأن مولر لم يكن عضوًا في الحزب النازي ولم يشارك في أعمال الحرب”.

“الراجحي” .. قصة مؤسسة بدأت من الصفر وتحولت لإمبراطورية مالية ضخمة

الأمم المتحدة تحتفي بصورة للملك فيصل.. ما حكايتها؟

قصة المحرك الكهربائي .. العنصر الرئيسي لتطور البشرية