تحدث الكوارث الطبيعية بمختلف أشكالها وتتسبب في دمار مدن بأكملها، فضلًا عن آلاف الضحايا والمصابين والمشردين، بسبب الزلازل والبراكين والأعاصير.
ولم تنجح أنظمة الإنذار المبكر التي صنعها الإنسان، مثل مستشعرات المد والجزر والزلازل، في تقديم أي إنذار واضح للمناطق المتوقع تضررها.
كثيرون لاحظوا قبل وقوع هذه الكوارث بدقائق أو ساعات أن سلوك الحيوانات يتغير فجأة، ما يشير إلى شعورهم بالخطر الوشيك فتبذل جهودًا كبيرة للفرار.
تصرفات غريبة للحيوانات
وأفاد ناجون من بعض الكوارث أن قبل وقوعها تركض الأفيال إلى مناطق مرتفعة، فضلًا عن انتصاب آذان قطيع من الجاموس فجأة على الشاطئ فجأة، وبدأ يحدق في البحر قبل كارثة تسونامي.. فهل الحيوانات لديها أنظمة داخلية تنبهها إلى الكوارث الطبيعية الوشيكة؟
البحث في سلوك الحيوانات
قبل 5 سنوات، أجرى باحثون من معهد ماكس بلانك لسلوك الحيوان في ألمانيا، تحقيقات حول كيفية توقع الحيوانات للكوارث، بتسجيل أنماط حركة الحيوانات المختلفة “الأبقار والأغنام والكلاب” في مزرعة في منطقة “مارشيز” المعرضة للزلازل في وسط إيطاليا، وتم تزويد كل حيوان بأطواق بها رقائق، تُرسل بيانات الحركة إلى جهاز كمبيوتر مركزي كل بضع دقائق.
خلال عدة أشهر سجلت الإحصاءات الرسمية أكثر من 18 ألف زلزال في المنطقة، بدءًا من الهزات الصغيرة التي بلغت قوتها 0.4 درجة فقط وصولا إلى عشرات الزلازل التي بلغت قوتها أربع درجات أو أكثر – بما في ذلك زلزال نورسيا المدمر الذي بلغت قوته 6.6 درجة.
ماذا وجد الباحثون؟
ووجد الباحثون دليلًا على أن حيوانات المزرعة بدأت في تغيير سلوكها لمدة تصل إلى 20 ساعة قبل وقوع الزلزال. وعندما كانت حيوانات المزرعة التي جرى رصدها أكثر نشاطًا بنسبة 50% لأكثر من 45 دقيقة متواصلة، كان الباحثون يتوقعون حدوث زلزال بقوة أكبر من 4.0 درجة. وجرى التنبؤ بشكل صحيح بسبعة من ثمانية زلازل قوية بهذه الطريقة.
وقال البحث: “كلما اقتربت الحيوانات من مركز الصدمة الوشيكة، تغير سلوكها مبكرًا. هذا هو بالضبط ما يمكن توقعه عندما تحدث تغيرات فيزيائية بشكل متكرر في مركز الزلزال الوشيك وتصبح أضعف مع زيادة المسافة”.
ما سبب هذه التصرفات؟
وجد الباحثون أيضًا دليلًا على ما قد يكون سببًا للتغييرات في سلوك الحيوانات المحلية، وهي سلسلة من الاضطرابات القوية في الشحنات الكهربائية في الغلاف الجوي كل دقيقتين إلى أربع دقائق، بدءًا من أسبوعين قبل وقوع الزلزال، وسُجل تقلب كبير بشكل خاص قبل حوالي ثمانية أيام من زلزال كونتامانا- بالتزامن مع بداية المرحلة الثانية من اختفاء الحيوانات عن الأنظار.
ويستكشف العلماء الآن ما إذا كانت هذه الاضطرابات الكهرومغناطيسية في الغلاف الجوي قبل الزلازل يمكن أن تكون علامة تحذير على الزلازل الوشيكة التي قد تستشعرها الحيوانات.
لكن بعض العلماء يفكرون في أن الحيوانات يمكن أن تكون قد طورت آلية هروب من الزلازل، وربما ترصد الحيوانات موجات ضغط قبل وقوع الزلازل، وربما تكتشف تغيرات في المجال الكهربائي مثل خطوط الصدع عندما تبدأ الصخور في الانضغاط. وتحتوي الحيوانات أيضًا على الكثير من الحديد، وهو حساس للمغناطيسية والمجالات الكهربائية.
وعلاوة على ذلك، فإن العديد من الحيوانات، بالطبع، مجهزة بأجهزة حسية عالية التطور يمكنها قراءة مجموعة من الإشارات الطبيعية التي قد تعتمد عليها حياتها – لذلك يبدو من الممكن تمامًا أن بعض الحيوانات قد تكون قادرة على التقاط أي سلائف زلزال. ويمكن استنشاق المواد الكيميائية غير السارة، والتقاط الموجات منخفضة التردد، واستشعار الهواء المتأين من خلال الفراء أو الريش.
كيف ساهم المناخ في تغيير شكل الطيور والحيوانات؟
ماذا تفعل السعودية للحفاظ على الحيوانات والنباتات المهددة بالانقراض؟