“أمنيتي في الحياة أن أخدم مليكي وبلادي وأمتي خدمة حقة، وأعمل في سبيل عزة الإسلام ومجد العروبة وأسير على نهج والدي وأنهض بالجيش”
هكذا عبّر صاحب السمو الملكي الأمير منصور بن عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود عن حبه لوطنه، لتتجاوز سيرته الانتساب للعائلة الملكية بصفته الابن الثامن من الذكور للملك عبدالعزيز طيب الله ثراه، بل ويسطر اسمه كأول وزير دفاع للمملكة العربية السعودية، قبل أن يرحل في 2 مايو 1951 بعد مرض عُضال أصابه، ليلحق بأخيه الأكبر تركي الذي أجهزت عليه الإنفلونزا الإسبانية عام 1919.
النسب والتعليم
وُلد الأمير منصور بن عبدالعزيز في مدينة الرياض عام 1918 – وفي رواية أخرى 1920 – وله أشقاء من الأم هم: الأمير مشعل، الأمير متعب، الأميرة قماشة، ونشأ الأمير منصور في قصر والده الملك عبدالعزيز، الذي ربّاه على خصال الشجاعة والمُلك، وأعطاه من صفات القيادة الكثير، وحين بلغ السابعة أسند الملك تعليمه للشيخ محمد السناري، يعلمه القراءة والكتابة، فأبدى الأمير ذكاءً وسرعة بديهة، ودرس الكثير من العلوم النافعة في مختلف التخصصات.
بالنسبة للعلوم الشرعية، فقد ختم الأمير القرآن الكريم مع تجويده وغيرها، ثم انتقل للشيخ الحساوي فدرس عنده شيء من علوم الحديث والفقه والتوحيد وغيرها، ولم ينس بالطبع الخط والحساب والإملاء، وانتسب أخيرًا للمعهد العلمي في مكة المكرمة، وتخرج منه بعد حصيلة كبيرة من العلم، كما انتقل إلى الرياض ليتلقى العلم على عدد من العلماء، ولم يقتصر الأمير على ذلك، فقد تابع مطالعاته في الكتب العامة والمتوفرة في مكتبة القصر التي أنشأها الملك عبدالعزيز.
مسؤوليات الأمير
أصبح الأمير مديرا للقصور الملكية بالرياض وهو لا زال في السابعة عشرة، بعدما عيّنه والده الملك لهمته العالية وصفاته الكريمة، فأثبت كفاءة كبيرة، ولم تمنعه مسؤولياته من الاهتمامات العسكرية، فراح يتدرب على الفروسية والقتال والتدريب واستثمار قوته الجسدية، وراعى الدفاعات اللازمة للقصور باقتدار كبير، ثم فكر الملك عبد العزيز في إنشاء الهجانة عام 1344هـ بعدما استتبت له الأمور، وبعدها المديرية العامة العسكرية، كأول تنظيم رسمي للوحدات العسكرية عام 1348هـ، ثم وكالة للدفاع عام 1353هـ، وأسندت رئاستها لأول رئيس للأركان، المقدم محمد طارق الأفريقي.
وبعد زيادة عدد الجيش وتطور الأسلحة وتشعب الفروع العسكرية، قرر الملك عبدالعزيز إنشاء وزارة خاصة لشؤون الدفاع والطيران وعُيّن أول وزير لها سمو الأمير منصور برتبة فريق أول وصدر المرسوم الملكي برقم 5- 2-1846، وتاريخ 5-11-1363هـ. وأنفقت الدولة خلال توليه الوزارة مبالغ كبيرة لتأهيل الجيش السعودي وحماية البلاد، ليقضي عمره القصير في خدمة البلاد عسكريًا، وقد قال سمو الأمير منصور رحمه الله: والله إنني لأخشى أن أفرط في عمل من أعمال وزارتي، وألتذ التعب والسهر والكفاح إرضاء لله لأن غيرتي على هذا البلد الأمين تستمد ضرامها وقوتها من حبي لله وحبي لرسوله وإخلاصي لمليكي ووطني.
الملك سلمان يوجه بتخصيص 10 ملايين دولار للاجئي أوكرانيا