تحل اليوم ذكرى واقعة المروحة، تلك الواقعة الشهيرة التي تسببت في احتلال فرنسا للجزائر، ما الذي حدث وما الذي دار في الكواليس؟
يعد قيام الثورة الفرنسية عام 1798، عانت فرنسا من أزمة اقتصادية طاحنة، وارتفع الدين العام لديها، بسبب حصارها أوروبيًا على خلفية الثورة، والأمر الذي دفع “باريس” للبحث عمن يقرضها المال لحل أزمتها والخروج من المأزق.
وبالفعل لجأت فرنسا إلى الجزائر، واستدانت منها مبلغًا بلغت قيمته 20 مليون فرنك، وذلك خلال فترة حكم الداي حسين للجزائر.
وبعد فترة من الوقت لم تقم فرنسا برد الأموال التي اقترضتها من الجزائر، وهو الأمر الذي دفع الداي حسين، لمخاطبة الحكومة الفرنسية عدة مرات لمطالبتها بالسداد ولكنها امتنعت عن ذلك، فلم يجد الحاكم الجزائري أمامه سوى استدعاء القنصل الفرنسي في الجزائر ليستفسر منه عن سبب عدم سداد الدين.
وهنا جرت حادثة المروحة الشهيرة، في قصر الداي حسين، وذلك عندما جاء “شارل دوفال”، القنصل الفرنسي إلى القصر، واستفسر منه الداي حسين عن سبب عدم رد حكومته على رسائله، ثم طالب بدفع الديون المقدرة بـ 20 مليون فرنك فرنسي، ليقوم القنصل الفرنسي بالرد على الحاكم الجزائري بطريقة وقحة وغير لائقة وهو ما أغضب الداي حسين، فلوح له بالمروحة (مهفة الهواء) التي في يده، ثم طرده.
[two-column]
كانت هذه الواقعة الذريعة التي جعلت فرنسا تحاصر الجزائر عام 1828 ولمدة 6 أشهر، قبل أن تنجح في احتلالها لفترة وصلت إلى 132 عامًا
[/two-column]
أسرع القنصل الفرنسي وأبلغ حكومته بالإهانة التي تعرض لها في القصر، وهو الأمر الذي تحججت به فرنسا واعتبرته إهانة لشرف البلاد، قبل أن يقوم “شارل العاشر”، بإرسال الجيش الفرنسي إلى الجزائر حجة استعادة مكانة وشرف فرنسا.
وكانت هذه الواقعة الذريعة التي جعلت فرنسا تحاصر الجزائر عام 1828 ولمدة 6 أشهر، قبل أن تنجح في احتلالها لفترة وصلت إلى 132 عامًا.
وكانت فرنسا قد حاولت إضفاء الشرعية على احتلالها للجزائر، بإقناع الرأي العام العالمي والفرنسي، بأنها تشن حملة لاسترجاع هيبة وشرف البلاد بعد الإهانة البالغة التي وجهها الداي حسين لهم وأخذ الفنانون الفرنسيون في رسم العديد من اللوحات التي تجسد تلك الواقعة في محاولة لدغدغة المشاعر وتأجيج الأزمة.
الاتحاد السوفيتي.. والقتل الرحيم للمعاقين!
أسرار إطلالة ملكة بريطانيا بـ «بريق اللؤلؤ».. لماذا؟
البوليس السري الألماني.. حكاية الجهاز الذي بث الرعب في قلب العالم
