منوعات تقنية

لماذا مُنع استخدام غاز الخردل في الحروب؟

في جانب مظلم من نتائج التطور العلمي، يستخدم الإنسان العلم في القتل والدمار، ويتفنن في صناعة الأسلحة الفتاكة التي تحصد ملايين الأرواح، ومن ضمن هذه الأسلحة تلك الكيميائية وأبرزها غاز الخردل الفتاك.

البداية ألمانية

في أغسطس 2015، أعلنت منظمة حظر الاسلحة الكيميائية، أن غاز الخردل استخدم في حرب سوريا، وهو السلاح الفتاك الذي استخدم لأول مرة في الحرب العالمية الاولى، وكان يسمى وقتها “ايبريت” نسبة إلى مدينة ايبر في شمال غرب بلجيكا المكان الذي شهد أول استخدام لهذا الغاز السام في يوليو 1917 من قبل الألمان.

ويبدو أن مدينة “ايبر” كانت موعودة بتجارب الأسلحة الكيميائية، إذ قام الجيش الألماني في أبريل 1915 أي قبل عامين من واقعة استخدام غاز “ايبريت” ، برش سحابة من غاز الكلورين، على الخطوط الفرنسية، وكانت تلك المرة الأولى التي تستخدم فيها أسلحة كيميائية على نطاق واسع في الحروب.

بعدها أطلق الألمان على غاز “ايبريت”، اسم “لوست” نسبة إلى كيميائيين ألمانيين قاما بتطويره، وهو غاز مخيف يبطل فعالية أقنعة الغاز لأنه يستهدف الجسم مباشرة.

[two-column]

غاز الخردل هو سائل دهني لونه أصفر يأتي برائحة الثوم أو الخردل، وهو ليس بحاجة إلى الاستنشاق وينتشر في كل مكان، وما يجعله فتاكًا أنه يبقى فعالًا في الجو لعدة أسابيع.

[/two-column]

تطور هذا الغاز السام لم يقف عند الألمان، إذ طوره كيميائيون فرنسيون لتصبح فعاليته أسرع 30 مرة، وكان لاعبًا رئيسيًا في الانتصار بمعركة المارن الثانية عام 1918، وذلك وفقًا لما ذكره موقع حول مئوية الحرب التي دارت بين العامين 1914 و1918.

ظل غاز الخردل محفورًا في ذاكرة الحروب بالرغم من قلة عدد ضحاياه نسبيًا في الحرب العالمية الاولى، وذلك بسبب أضراره المروعة.

مواصفاته وأضراره

غاز الخردل هو سائل دهني لونه أصفر يأتي برائحة الثوم أو الخردل، وهو ليس بحاجة إلى الاستنشاق وينتشر في كل مكان، وما يجعله فتاكًا أنه يبقى فعالًا في الجو لعدة أسابيع.

ولا تتوقف أضراره عند الشم والاستنشاق فبمجرد لمسه يتسبب في بروز نتوءات في الجلد فيما تتورم العيون وتلتهب الجفون فيؤدي إلى فقدان البصر مؤقتاً، وبعد ذلك، يؤدي إلى نزيف داخلي وخارجي وإلى تدمير الرئتين، ويبدأ المصابون بمفارقة الحياة خلال أربعة أو خمسة أسابيع نتيجة تورم رئوي.

تاريخ استخدامه

هذا الغاز الفتاك له تاريخ طويل في الحروب على مر التاريخ حيث استخدمته روسيا عام 1919، وفي المغرب من قبل الفرنسيين بين العامين 1923 و1926، وفي ليبيا من قبل الإيطاليين في العام 1930، وفي الصين في شينجيانغ من قبل اليابانيين في العام 1934، أيضاً من قبل الايطاليين في إثيوبيا بين العامين 1935 و1940.

كل هذه الوقائع دفعت لتحريم استخدام الأسلحة الكيميائية في عام 1925، ولكن تحريمها  جاء دون تحريم إنتاجها وتطويرها وذلك وفقًا لبروتوكول جنيف، ثم جاءت اتفاقية باريس، عام 1993 لتحظر تطوير وإنتاج وتخزين واستعمال الاسلحة الكيميائية، وهي الاتفاقية التي دخلت حيز التنفيذ في 29 أبريل عام 1997.

في مثل هذا اليوم.. بدء حفر قناة السويس واستخدام سلاح غاز الخردل

غاز مصر أم الجزائر.. هل تتجه أنظار أوروبا إلى أفريقيا؟

الغاز مقابل الروبل.. روسيا تسعى لفرض أمر واقع على أوروبا