عشرات مندفعين إلى الطرقات.. يجرون حقائبهم ويحملون أطفالهم، يقصدون الحدود بعدما طاردهم الغزو الروسي في ديارهم ويستمر محاولًا الوصول إلى العاصمة الأوكرانية كييف.
سار البعض عدة أميال خلال الليل بينما فر آخرون بالقطار أو السيارة أو الحافلة، مشكلين طوابير طويلة على معابر الحدود.. رحب بهم الأقارب والأصدقاء المنتظرين، بينما توجه بعضهم إلى مراكز الاستقبال التي تنظمها الحكومات المجاورة.
شكلت النساء والأطفال وكبار السن الغالبية العظمى من الأوكرانيين النازحين، بعدما منع الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، الرجال في سن التجنيد من 18 إلى 60 من المغادرة، على الجانب الآخر كان بعض الرجال الأوكرانيين عائدين إلى أوكرانيا قادمين من بولندا لحمل السلاح ضد القوات الروسية.
قالت مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين يوم السبت إن ما لا يقل عن 150 ألف شخص فروا من أوكرانيا إلى بولندا ودول مجاورة أخرى في أعقاب الغزو الروسي.
وقالت جونج آه غيديني ويليامز، المتحدثة باسم المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، إن الأرقام والوضع يتغيران دقيقة بدقيقة، فر ما لا يقل عن 150 ألف شخص خارج أوكرانيا، وتتوقع الوكالة أن يفر ما يصل إلى 4 ملايين أوكراني إذا تدهور الوضع أكثر.
على عكس الصراعات الأخرى في جميع أنحاء العالم، أدى هجوم روسيا على أوكرانيا إلى تدفق هائل من الدعم للأوكرانيين الفارين، وشمل ذلك ترحيبًا غير مشروط من دول مثل بولندا والمجر التي لم ترغب في قبول أولئك الفارين من الصراع والفقر في الشرق الأوسط وأفريقيا.
كانت أكبر الأعداد تصل إلى بولندا، حيث استقر مليوني أوكراني بالفعل للعمل في السنوات الأخيرة، مدفوعين بأول توغل روسي في أوكرانيا عندما ضمت شبه جزيرة القرم في عام 2014 والبحث عن فرص في الاقتصاد المزدهر لجارتها الاتحاد الأوروبي.
قالت الحكومة البولندية إن أكثر من 100 ألف أوكراني عبروا الحدود البولندية الأوكرانية خلال 48 ساعة، وأعلنت بولندا أن حدودها مفتوحة أمام الأوكرانيين الفارين، حتى بالنسبة لأولئك الذين ليس لديهم وثائق رسمية.
وقالت الأمم المتحدة إن معظم الأوكرانيين يتجهون إلى بولندا ومولدوفا والمجر ورومانيا وسلوفاكيا المجاورة لكن بعضهم فر إلى بيلاروسيا التي دخلت منها بعض القوات الروسية إلى أوكرانيا، وخطط البعض للتوجه أكثر إلى بلدان أخرى في أوروبا.
اقرأ أيضاً
تداعيات الغزو الروسي على أوكرانيا تصل إلى تصفيات كأس العالم
ما بعد الغزو الروسي.. خسائر كبرى متوقعة للاقتصاد العالمي
بعد الغزو الروسي لأوكرانيا.. ماذا قال العالم عن العملية العسكرية في دونباس؟
