قبل مغادرة منصبه كمدير وكالة المخابرات المركزية الأمريكية، قدم روبرت إم جيتس وصفًا مفصلًا لأحد أكثر الأعمال أهمية وإثارة للجدل لإدارة جورج بوش الأب، وهو قرار ترك صدام حسين على رأس السلطة في العراق بعد نهاية حرب الخليج.
كان القبض على صدام حسين أحد أهداف الحرب الأمريكية في هذا الوقت بعد تحرير الكويت، لكن مسؤولي الإدارة رفضوا الفكرة لأنهم كانوا يخشون تكرار ما حدث مع رئيس بنما خلال التدخل العسكري الأمريكي عام 1989.
بعد نحو عامين من انتهاء عملية عاصفة الصحراء، كان على الرئيس بوش أن يتعايش مع بعض العواقب غير الجيدة سياسيًا وعلى السياسة الخارجية الأمريكية، وهي استمرار صدام حسين في السلطة، رغم أنه وصفه بأنه “أسوأ من هتلر”.
ماذا حدث في بنما؟
بعد غزو بنما في 20 ديسمبر 1989 اختفى رئيسها، مانويل أ. نورييغا، ما دفع المسؤولين الأمريكيين إلى تقديم مليون دولار مكافأة مقابل المعلومات التي أدت إلى اعتقاله، وبعد 4 أيام، طلب نورييغا اللجوء في سفارة الفاتيكان في مدينة بنما، وبعد 10 أيام أخرى، استسلم للسلطات الأمريكية.
قال جيتس: “لقد تأثرنا قليلاً بهذه التجربة، والعراق بلد أكبر بكثير من بنما، وكنا نعرف عنه أقل بكثير مما عرفناه في بنما.. أعتقد أنه كان هناك شعور عام بأنه لن يكون من الصعب على صدام الفرار من بغداد وسيكون من الصعب للغاية علينا محاولة العثور عليه. لذلك من المحتمل أن ينتهي بك الأمر باحتلال جزء كبير من العراق ثم تضطر إلى التعامل مع عواقب ذلك”.
صعوبة القبض على صدام
قال قادة عسكريون أمريكيون شاركوا في حرب الخليج، إنه كان من الصعب على القوات الأمريكية القبض على صدام حسين لو هرب من بغداد واختبأ، لكن لم يتم الاستشهاد بهذه الصعوبات كعنصر حاسم في قرار عدم ملاحقة صدام وقتها، وبدلًا من ذلك، ركزت التفسيرات الرسمية إلى حد كبير على ثلاثة عوامل أخرى:
– أن تتكبد القوات الأمريكية المزيد من الضحايا في حملة طويلة على بغداد.
– اعتقاد إدارة بوش بأن صدام حسين سيُسقط قريبًا في انقلاب ما بعد الحرب.
– أن دعم تحالف الأمم المتحدة لحرب الخليج قد تم تجميعه بشكل صارم ضد الغزو العراقي للكويت، وليس لتنصيب حكومة عراقية جديدة.
الأهداف والقدرات الأمريكية وقتها
أكد جيتس أنه كانت هناك دائمًا حالة من عدم اليقين في إدارة بوش، بشأن ما إذا كان المسؤولون العسكريون العراقيون والقادة الآخرون سوف يطيحون بصدام حسين بعد الحرب.
وقال جيتس إن مصير صدام النهائي كان قضية رئيسية في لجنة النواب نوقشت باستفاضة في الفترة التي سبقت الحرب، و”قررنا على وجه التحديد عدم جعلها هدفًا للحرب حتى لا نضع لأنفسنا أهدافًا لم نكن واثقين من قدرتنا على تحقيقها”.
33 عاماً على عاصفة الصحراء.. ماذا تعرف عنها؟