السعودية منوعات

«العناية بالصقور».. استراتيجية سعودية لـ «عصرنة التراث»

مهرجان الملك عبدالعزيز للصقور

تنطلق غدًا الأحد مسابقة المزاين لاختيار أجمل الصقور في المملكة العربية السعودية، التي ينظمها مهرجان الملك عبدالعزيز للصقور 2021، لمدة 4 أيام في مقر نادي الصقور السعودي بمركز ملهم شمال مدينة الرياض.

وينبع الاهتمام السعودي بطائر الصقر، كونه يمثل رمزاً للهوية العربية، وجزء لا يتجزأ من تراث أصيل ضارب في جذور ثقافة الجزيرة العربية لآلاف السنين، ما يجعل تربيته والاهتمام به كنز تراثي يبوح بأخلاق وهويات وحكايات لا تزال تنبض بالحياة مهما تنوعت أنماط العصور واختلفت ألوانها.

ومثلما تدفق الجذور بماء الحياة لا تزال “الصقور” بجمالها وشموخها والرياضات والتقاليد المرتبطة بها تلعب دوراً أساسياً في نسيج الحياة الثقافية والتراثية بالسعودية، إذ يرى فيها الصقارون نبعاً لإعلاء أخلاق القوة والصبر والشجاعة والفطنة عند العرب، فلـ«الصقر» اتسعت لغتهم وكُني بأسماء عديدة، وأطراه شعراؤهم في قصائدهم، وسموا أبناءهم باسمه من شده الإعجاب بصفاته ونبله، ودربوه على الصيد وتوفير الطعام.

[two-column]

تستهدف من خلال رؤية المملكة 2030، منح رياضة الصقور صبغة عصرية بالتقنيات المعاصرة كالتصوير الجوي بهدف جعلها ثقافة سعودية مفتوحة على العالم.

[/two-column]

وتبذل السعودية جهداً كبيراً في دعم هواية وتراث “الصقور” والعناية بها، وتشجيع مواطنيها على تربيتها والحفاظ عليها،  إيماناً منها بأهمية هذا التراث ليس كمجرد هواية أو رياضة فقط، بل كأحد ركائز الثقافة السعودية ورمزاً للبلاد وتاريخها.

كما تستهدف من خلال رؤية المملكة 2030، منح رياضة الصقور صبغة عصرية بالتقنيات المعاصرة كالتصوير الجوي بهدف جعلها ثقافة سعودية مفتوحة على العالم، ومن ثم تأصيل التراث ونقله عبر الأجيال، وإعطاء فهم حول طبيعة الحياة والحضارة العربية، فضلاً عن تحويل هذا التراث إلى مصدر هام لتنشيط السياحة ودفع عجلة الاقتصاد.

وتحقيقاً لهذه الغاية السياحية، صدر أمر ملكي بإنشاء نادي الصقور في المملكة في 20 يوليو عام2017م، بهدف استكمالاً للدور الريادي للصقار العربي، والمحافظة على التراث والتقاليد العربية المرتبطة بثقافة الصيد بالصقور، وما تتطلبه من دراسات وأبحاث، ووسائل تدريب وتوعية، وخطط لحماية الصقور النادرة من الانقراض.

ومنذ انطلاق هذا النادي، قد شكل رابطة داعمة لصقاري المملكة وتراثها، حيث تولى مسؤولية مهرجان الملك عبدالعزيز للصقور الذي يعد أكبر مهرجان دولي من نوعه في العالم، إذ يشهد مشاركات من نخبة الصقارين ومُلاك الصقور في السعودية ودول مجلس التعاون لدول الخليج العربي، للمشاركة في المسابقات المُقامة على أرض المهرجان بالمملكة، ومنها مسابقتي “الملواح، والمزاين”؛ ليشكل بذلك قوة دعم للأنشطة الحضارية والثقافية للعرب.

اقرأ أيضًا

ما سبب استبعاد 40 جملاً من “مهرجان الإبل” في السعودية؟

“أمازون” تقدم تجربة فريدة لمستخدمي “أليكسا” في السعودية ودول الخليج

أرقام عن التطوع في السعودية خلال 2020