احتفل محرك البحث العملاق Google اليوم الخميس، بعيد ميلاد الفنان الجزائري محمد راسم الذي يعتبر من أشهر الرسامين الجزائريين والذي يعتبره النقاد إحياء فن الزخرفة المصغرة.
وضع محرك البحث الشهير على صفحته الرئيسية، رسمًا يظهر فيه الفنان الراحل ممسكًا بفرشته، في إطار لوحة مرسومة بطريقة المنمنمات التي أبدع فيها.
من هو محمد راسم؟
ولد محمد راسم في 24 يونيو 1869 في حي القصبة بالجزائر العاصمة لعائلة عريقة لها تاريخ في الفن التشكيلي.
عمل راسم لفترة طويلة كمدرس في معهد الفنون الجميلة، وجمعت منمنماته في العديد من الكتب، بما في ذلك الحياة الإسلامية في الماضي، كما أرسى الفنان الراحل، أسس مدرسة المنمنمات الجزائرية، وكان له الفضل في تكوين أجيال عديدة من الطلاب، الذين حملوا فنه من بعده، مستكملين مشيرة الإثراء التي بدأها محمد راسم.
يصف النقاد أعمال محمد راسم بأنها دقيقة وصبورة، وشاعرية وجمالية في التعبير، بالإضافة إلى حسن اختيار الألوان، كما اعتبروه من أهم وأكبر فناني المنمنمات في القرن العشرين.
بعد فوز راسم بجائزة الفن الكبرى للجزائر عام 1933، بالإضافة إلى وسام المستشرقين، عُرضت أعماله في جميع أنحاء العالم، وله العديد من الأعمال في متاحف ذات شهرة عالمية.
توفي الفنان محمد راسم وزوجته في مدينة الأبيار عام 1975 عن عمر يناهز 79 عامًا في ظروف غامضة لم تُعرف أسبابها بعد.
[two-column]
يصف النقاد أعمال محمد راسم بأنها دقيقة وصبورة، وشاعرية وجمالية في التعبير، بالإضافة إلى حسن اختيار الألوان، كما اعتبروه من أهم وأكبر فناني المنمنمات في القرن العشرين
[/two-column]
توطيد الذاكرة العربية
كان محمد راسم ضليعًا في أنماط مختلفة من رسم المنمنمات وعلى دراية جيدة بتاريخها، وغالبًا ما كان يعطي ألقابًا للوحاته، مثل الأسلوب الفارسي أو الأسلوب المصري، اعتمادًا على الأسلوب الذي استخدمه، وفقًا لما كتبته إيما تشب في موسوعة متحف الفن الحديث والعالم العربي.
يذكر الكاتب تشب أن الفنان محمد راسم، في الفترة الأخيرة من مسيرته الفنية، قال في وصفه لأعماله إنه أراد ترسيخ ذاكرة الثقافة العربية التي سرعان ما شوهها الاستعمار الفرنسي.
يرى مؤرخ الفن روجر بنيامين أن راسم كان يستخدم عن عمد المنظور غير الكامل والمتغير نسبيًا من أجل تأكيد هويته المغاربية ورفع تقليد المنمنمات على النماذج الأوروبية. وفي الوقت نفسه، يلاحظ روجر بنجامين أن لوحاته تشهد على فهمه الدقيق للإيماءات والأزياء المحلية وإعادة كتابة أساليب الرسم الاستشراقي المخزية.