المواطن الألماني يفتقر بشدة إلى تعبيرات الوجه التي بدورها تعكس ما يشعر به
تؤكد الدراسات والأبحاث أن للضحك فوائد مدهشة تقوي صحة الإنسان النفسية والجسدية، حيث يطلق الجسم هرمون الإندورفين، الذي يزيد القدرة على تحمل الألم، ويزيد الأكسجين في الدم، ويرفع معدل ضربات القلب، ومن ثم يقلل خطر تصلب جدران الشرايين.
علامات الحماقة
على الرغم من كل الفوائد، يَعتبِر الشعب الروسي أن الابتسامة والضحك ظاهرة مثيرة للقلق، ومن علامات الحماقة.
ولا يعني ذلك أن الروس شعب محتقِن ومنزعج دائماً، ولكنهم يرون أن الابتسامة في ثقافتهم يجب ألا يكون لأي سبب. ويَعتبِر 83% من سكان روسيا أنفسَهُم سعداء، بحسب المركز الروسي للدراسات العامة، إلا أن الابتسامة تكاد تختفي في الشارع. وغالباً ما يصف الأجانبُ الروسَ بأنهم شعب غير ودود.
دعوة للتواصل
وفي العالم الغربي، تدل الابتسامة على الأدب والانفتاح للحوار، لكنها في موسكو ليست الخيار الأفضل، حتى إن أحد الأقوال الروسية الشهيرة يربط الضحك بلا سبب بالحماقة.
وتتحدث تقارير عن أن الجدية في أعمال الحياة، مبالغٌ بها في روسيا، فساعاتُ العمل الطويلة والمملة، بالإضافة إلى قسوة الطقس البارد، فرضَت واقعاً على ثقافة البلاد وعلى تلك الملامح الحادة للمواطنين والمقيمين.
وعلى الجانب الآخر، ينظر الروس إلى الابتسامة على أنها دعوة للتواصل، والكثير منهم يحتفظون بها للأصدقاء والمقربين، لكن غالبيتهم يُجمِعون على ضرورة وجود سبب وجيه يبرر الابتسامةَ ويكون مقنعاً للآخرين.
ورغم تغير الوضع بعد تجرِبة الاحتكاك خلال نهائيات كأس العالم، وما تبِعَتها من دوراتٍ هادفة للحصول على ابتسامةٍ داعمة لاستدراجِ العملاء، فإن وجوهَ العديد من ضباط الجمارك والباعة وحتى العاملين بقطاع السياحة، ما زالت بعيدة عن مَلمَح الابتسامة.
[two-column]
كشف التقرير عن نسبة اكتئاب عالية يعاني منها الشعب الألماني
[/two-column]
الاكتئاب الألماني
على الرغم من الرفاهية التي يتمتع بها الشعب الألماني، ومستوى التطور التقني والتعليم الرائع الذي ينعمون به، فإن استطلاعات الرأي والأبحاث الاجتماعية كشفت أن المواطنين الألمان لا يحبون الضحك على الإطلاق، وأن المواطن الألماني يبتسم بحد أقصى 5 مرات في اليوم، كما أنه يفتقر بشدة إلى تعبيرات الوجه التي بدورها تعكس ما يشعر به الإنسان.
وفي ذات السياق، نشرت صحيفة “تلغراف” البريطانية، تقريراً لقي اهتمام العديد من الصحف العربية والعالمية، حيث كشف عن نسبة الاكتئاب المرتفعة التي يعاني منها الشعب الألماني، فوصفهم التقرير بأنهم “الشعب الذي لا يبتسم” وأنهم “حينما يضحكون بشدة – وهو أمر نادر – يكون هذا على حساب الآخرين”.
كما أكدت الدراسات أن معظم الشعب الألماني غير معتاد على الابتسام أو الشغف لبعض الأمور، ويبدو الألمان في الشوارع والمواصلات العامة “عاقدي الحاجبين”، خاصة في يوم الاثنين، وهو بداية أيام الأسبوع، ويزداد الأمر سوءاً مع تغيرات الجو وسقوط الأمطار. ويُرجِع البعض انتشار تلك الظاهرة في ألمانيا إلى تاريخ الحروب التي خاضتها، وما وقع فيها من كوارث خلال العقد الماضي، بالإضافة الى انتشار مفهوم “العمل أولاً وثانياً” لديهم، ولذا تعد ألمانيا من أهم الدول الصناعية والأكثر إنتاجاً للتقنيات.
اتهامات بتصنع الضحك
وأجرى الباحثون دراسة تمت فيها معاينة 5 آلاف صورة لأشخاص من 32 بلداً، فوجدوا أن الأمريكيين غالباً يظهرون في الصور مع ابتسامة عريضة، على خلاف سكان اليابان والصين. وعلاوة على ذلك، اتهم اليابانيون والصينيون الأوربيين بأنهم يصطنعون الابتسامة أثناء التصوير.
وأكدت العديد من الأبحاث أن الابتسامة يمكن أن تُبقِي صاحبها في مأمن من الفيروسات، عن طريق تحسين نظام المناعة لديه، فمع الضحك، تُفرَز أجسام مضادة للعدوى تساعد في حماية الجسم من العدوى.
هرمون التوتر
كما يساعد الضحك على تحسين المزاج، ويمكن أن يقلل من الاكتئاب المزمن والقلق، ويسهِّل التعامل مع المواقف الصعبة، إذ يحارب هرمون الكورتيزول الذي يفرزه الجسم عندما يكون الشخص متوتراً، ويساعد في إدارة مستويات السكر في الدم، ويقلل من الالتهابات، ويدير عملية التمثيل الغذائي، ويحفز الدورة الدموية.
اقرأ أيضًا:
الضحك منها | 10 طرق فعالة للشعور بالمزيد من الانخراط في الحياة
جوائز Ig Nobel 2021 للإنجازات المضحكة والغريبة
هل تعلم أن للضحك في أماكن العمل فوائد غير متوقعة؟.. تعرف عليها