عالم

السوريون يقاومون برد الشتاء بـ “تفل الزيتون”

وقود

تفل الزيتون

وسط موجات الغلاء والندرة التي اجتاحت سوريا، خلال سنوات الحرب العشر الماضية، بدأ السوريون رحلة البحث عن مصادر وقود رخيصة من أجل التدفئة خلال فصل الشتاء وخاصة في المناطق الباردة والتي لا تكفيها كمية المازوت الموزعة من قبل الحكومة، وبالفعل تمكنوا من تحويل تفل الزيتون إلى وقود يضمن لهم التدفئة الرخيصة.

مدافئ خاصة

تفل الزيتون هو بقايا الثمرة بعد استخراج الزيت منها، فيتم تجفيفه في الشمس، وبعد ذلك يُحول إلى كريات أسطوانية يتم إشعالها لاستخدامها في التدفئة في فصل الشتاء البارد.
وأصبحت بلدة سكرة بريف محافظة حمص (وسط سوريا)، من أهم المخازن لكميات تفل الزيتون، والتي تسمى محلياً باسم “بيرين” حيث تشتهر بمعاصر زيت الزيتون.
كما تشتهر محافظة حمص بهذه المواد، لانتشار زراعة أشجار الزيتون فيها بكثرة، وتراكم كميات كبيرة من تفل الزيتون في المعاصر، ولكون الجو شديد البرودة في حمص أكثر من مناطق أخرى في عموم الجغرافيا السورية، يلجأ الناس في حمص وفي الأماكن الباردة إلى استخدام البيرين كوقود بديل للمازوت.
ومؤخراً اعتاد سكان تلك المناطق على تصميم مدافئ أو سخانات خاصة؛ لتكون جاهزة لاستخدام “البيرين” بدلاً من مدافئ المازوت المنتشرة في عموم المحافظات السورية.

تفل الزيتون

صناعة أسطوانات تفل الزيتون للتدفئة وفرت فرص عمل للعديد من الشباب

إيجاد البدائل الطبيعية

وخلال الحرب ونقص الوقود الذي أعقب ذلك، وجد الأهالي أنفسهم بحاجة إلى إيجاد بدائل، على سبيل المثال، العودة إلى الحطب في دمشق وتفل الزيتون في حمص، وكذلك إلى الموارد الطبيعية الأخرى مثل قشور الفستق لتوليد الوقود.
وأكد الأهالي أنه قبل نشوب الأزمة كانوا يبيعون تفل الزيتون أو “البيرين” إلى معامل الصابون في عفرين بريف حلب، حيث يتم استخراج زيت لصناعة الصابون وخلال الحرب انقطعت الطرق ولم يعودوا قادرين على تسويقه وإيصاله إلى معامل الصابون، لذلك أصبح لديهم كميات كبيرة من البيرين تم تخزينها لأكثر من موسم بسبب عدم تصريفها، ومن هنا جاءت فكرة تصنيع كرات أسطوانية منه عبر كبسها بضاغط لتتحول إلى وقود للتدفئة لاحقاً كبديل للحطب، وأصبح الأكثر شيوعاً بين الناس؛ بسبب توفره وانخفاض سعره مقارنة بالوقود، وكذلك الحرارة التي ينشرها سواء في المنازل أو حتى في المصانع، مشيراً إلى أن نقص الوقود المنزلي وارتفاع أسعاره مؤخراً بنسبة 177.7٪، ساهم بتوجه الناس نحو “البيرين”.

توفير فرص العمل

وأشار عدد من الأهالي إلى أنه بعد تجربة تفل الزيتون في التدفئة لن يتخلوا عنه، خاصةً أنه أرخص بنسبة 50% عن المازوت، حيث إن قطعتين من البيرين المجفف تولدان حرارة توازي ما يتم توليده بواسطة استخدام لتر واحد من المازوت الذي أصبح سعره العالمي باهظ للغاية بالنسبة للأسر الفقيرة أو متوسطة الدخل، كما وفرت عملية تصنيع الوقود من تفل الزيتون العديد من فرص العمل في القرى.

اقرأ أيضًا:

“التدفئة”من الطين والأغصان إلى الكهرباء والزيت

طرق إبداعية لاستخدام بقايا الطعام

لبنان بلا كهرباء.. ما نتائج أزمة قطاع الطاقة؟