أطلق البيت الأبيض اليوم الجمعة، موقعًا إلكترونيًا جديدًا، يروّج لنظرية نشأة فيروس كورونا الذي تسبب في مرض كوفيد -19عن طريق تسريب من مختبر للأمراض المعدية في ووهان بالصين.
ويُعد إنشاء مثل هذه الصفحة الإلكترونية بمثابة إحياء لجدل كبير حول سبب جائحة كوفيد-19 التي ضربت العالم في 2020، والذي فُتحت على إثره تحقيقات من قِبل الوكالات الفيدرالية ومنظمات الصحة العالمية ولجان الكونغرس.
تسريب مختبري
وفي يناير الماضي، أصدرت وكالة المخابرات المركزية الأمريكية تقريرًا خلص إلى احتمال حدوث تسرب من المختبر، ولكن مع “ثقةٍ ضعيفة” في هذا الحكم، وهو ما يُوازي استنتاجاتٍ مماثلةً من وزارتي الطاقة والخارجية. وسابقًا، قالت وكالة المخابرات المركزية الأمريكية إنها لا تمتلك المعلومات الكافية حول مصدر الفيروس، ولكن منظمة الصحة العالمية أنها لا تزال منفتحة على جميع الفرضيات، ومن بينها احتمالية انتقال المرض من الحيوانات إلى البشر في سوق ووهان.
واستبعدت الصفحة أن يكون الفيروس طبيعيًا، قائلة إنه يمتلك سمة بيولوجية غير موجودة في الطبيعة، ولو كان هناك دليل على أصل طبيعي، لكان قد ظهر بالفعل، لكنه لم يظهر. وفي حين أن وكالات الاستخبارات الأمريكية توقعت سابقًا أن الفيروس انتقل بشكل طبيعي خلال الأبحاث في المختبر، إلا أنها أكدت في نفس الوقت أنه ليس معدلًا وراثيًا.
ويعتقد العديد من العلماء، استنادًا إلى تحليلات الفيروس والحالات المبكرة، أن الفيروس نشأ بشكل طبيعي في الحيوانات وانتقل إلى البشر في تفشي المرض في سوق ووهان. كما قالوا إن أصل الفيروس قد لا يُثبت أبدًا.
تغيير توجه الموقع الإلكتروني
تمت إعادة توجيه موقع Covid.gov الفيدرالي، الذي كان مرتبطًا سابقًا بمعلومات حول اللقاحات والاختبار والعلاج، ليتناول تسريبات مختبر البيت الأبيض. وظهر أن مفوض إدارة الغذاء والدواء الأمريكية مارتي ماكاري يدافع عن تغيير هوية الموقع خلال مقابلة مع قناة فوكس نيوز بعد ظهر الجمعة. وقال ماكاري: “أن الناس يريدون إجابات حول فترة الإغلاق التي امتدت لـ3 سنوات بسبب الجائحة، وأن مثل هذا الكابوس كان يمكن تجنبه لو لم نكن نعبث بالطبيعة بطريقة لا ينبغي أن نفعلها”.
وتوفر الصفحة الإلكترونية الجديد رابط لآخر تقرير أصدرته اللجنة الفرعية المختارة التابعة لمجلس النواب العام الماضي والتي يقودها الجمهوريون، وخلص التقرير وقتها إلى أن الفيروس نشأ في مختبر؛ بينما أصدر الديمقراطيون تقريرًا منفصلًا لم يُخلص إلى استنتاج قاطع حول أصول الفيروس، ولكنه طالب أيضًا بمزيد من الشفافية.
ويسرد الموقع الإلكتروني التابع للبيت الأبيض الإخفاقات الواضحة في الاستجابة إلى الجائحة ومن بينها عمليات الإغلاق وفرض ارتداء الأقنعة وتمويل أبحاث الأمراض المعدية، و”عرقلة” وزارة الصحة والخدمات الإنسانية لتلك التحقيقات التي يجريها الكونغرس. كما تطرقت الصفحة إلى العفو الاستباقي الذي أصدره الرئيس جو بايدن عن الدكتور أنتوني فاوتشي، المدير المتقاعد للمعهد الوطني للحساسية والأمراض المعدية، وبعض أسماء مسؤولي الصحة وقتها.
كانت إدارة ترامب انتقدت طريقة تعامل إدارة الرئيس جو بايدن مع جائحة كورونا، وقد يفتح الموقع الطريق لمزيد من الإجراءات من قِبل وزارة الصحة بقيادة روبرت إف. كينيدي الابن.
اقرأ أيضًا:
بينها كورونا والهيربس.. ابتكار علكة نباتية تقاوم الفيروسات
إنفوجرافيك | مصدر كورونا يشعل معركة بين أمريكا والصين
دراسة تظهر كيف أثر فيروس كورونا على أدمغة المراهقين
