أطلقت «أوبن إيه آي» تحديثًا ثوريًا لـ«تشات جي بي تي» يتيح له تذكّر المحادثات القديمة تلقائيًا دون طلب المستخدم.
وكشفت الشركة الأميركية، عن تحديث جذري لنظام الذاكرة في منصة «تشات جي بي تي»، يتيح للروبوت تذكّر المعلومات والمحادثات السابقة بشكل تلقائي واستثمارها لتحسين جودة الردود المستقبلية. هذا التحديث يتماشى مع رؤية الشركة في تطوير أنظمة ذكاء اصطناعي تتعرّف إلى المستخدمين مع مرور الوقت، لتتحول من مجرد أدوات تقنية إلى مساعدين شخصيين دائمين.
ويتيح التحديث الجديد لـ«تشات جي بي تي» نوعين من الذاكرة: الأولى هي الذكريات التي يطلب المستخدم حفظها صراحةً، والثانية تُعرف باسم «مرجع سجل الدردشة»، وهي ملاحظات وبيانات يستنتجها الروبوت من المحادثات السابقة لتوظيفها لاحقًا.
لماذا يعد التحديث مهمًا؟
يُعدّ هذا التحديث نقلة نوعية في علاقة المستخدم بالذكاء الاصطناعي، إذ يُمكّن المستخدمين من العودة إلى المحادثات القديمة دون الحاجة إلى إعادة شرح التفاصيل في كل مرة.
على سبيل المثال، يستطيع المستخدم القول: «تذكر الورقة التي كنا نعمل عليها؟»، ليبدأ الروبوت بالرد بناءً على تفاصيل سابقة جمعها حول المشروع والمهنة وأسلوب الكتابة المفضل.
من يمكنه استخدام الخاصية؟
التحديث متاح حاليًا للمشتركين في خطة Pro البالغ قيمتها 200 دولار شهريًا، وسيتاح قريبًا لمستخدمي خطة Plus بسعر 20 دولارًا. وتخطط الشركة لطرح التحديث لاحقًا لمشتركي الخطط المؤسسية والتعليمية.
أما المستخدمون المجانيون، فلم تحدد الشركة بعد موعد توفير هذه الخاصية لهم.
وعلى الرغم من ذلك، فإن التحديث غير متوفر في عدد من الدول الأوروبية مثل المملكة المتحدة، سويسرا، والنرويج، نتيجة للقيود التنظيمية المتعلقة بالخصوصية والبيانات.
هل يمكن إيقاف الذاكرة؟
نعم. تبقى خاصية الذاكرة اختيارية بالكامل. يمكن للمستخدمين تعطيلها من إعدادات التخصيص، أو تفعيل «الدردشة المؤقتة» عند مناقشة مواضيع حساسة.
هذه الخاصية أشبه بوضع التصفح الخفي، حيث لا تُحفظ المحادثات ولا تُستخدم لاحقًا. لكنّ هذا الوضع يمنع الروبوت أيضًا من الرجوع إلى أي معلومات محفوظة سابقًا.
ماذا عن الخصوصية؟
أثارت الخاصية جدلًا بين مؤيدين يرون أنها تعزز التخصيص وتقلّل التكرار، ومعارضين يخشون تخزين المزيد من المعلومات الشخصية.
وقالت «أوبن إيه آي» إنها ملتزمة بالشفافية، حيث يمكن للمستخدم مراجعة ما يتذكره الروبوت أو حذف الذكريات المحفوظة من سجل الإعدادات.
كيف تقارن هذه الخاصية بمنافسين مثل «جيمني»؟
يأتي هذا التحديث بعد خطوة مماثلة اتخذتها «جوجل» في فبراير الماضي، عندما أطلقت خاصية ذاكرة لـ«جيمني».
وتشير هذه التحركات المتسارعة إلى توجه الشركات الكبرى نحو تطوير ذكاء اصطناعي شخصي يعزز التفاعل الطبيعي ويقلّل الجهد في شرح المعلومات على نحو متكرر.
هل نحن أمام بدايات المساعد الشخصي الحقيقي؟
تشير هذه التطورات المتلاحقة إلى أنّ الذكاء الاصطناعي يقترب من التحوّل إلى مساعد شخصي حقيقي، يتذكّر، يفهم، ويتعلّم من التفاعل المستمر.
وقال «سام ألتمان»، الرئيس التنفيذي لشركة «أوبن إيه آي»، على منصة إكس «نحن نبني أنظمة ذكاء اصطناعي تتعرّف إليك طوال حياتك، وتصبح أكثر فائدة بمرور الوقت»
وفي انتظار توفر الخاصية للمستخدمين كلهم، تواصل «أوبن إيه آي» اختبار الحدود الفاصلة بين التكنولوجيا والوعي البشري.