أصدر البنك المركزي الصيني، نهاية هذا الأسبوع، أمرًا للبنوك الكبرى بتقليل شراء الدولار؛ للحد من تدهور اليوان، الذي سجل 7.3518 مقابل العملة الأمريكية، وهو أدنى مستوى له منذ ديسمبر 2007.
وسجّل اليوان الصيني هذا المستوى المتدني، نتيجة لاستمرار البنك المركزي في خفض توقعاته للنمو، وسط تصاعد التوتر التجاري مع أمريكا.
تخشى الحكومة الصينية أن يساعد ضعف اليوان في جعل الصادرات المحلية أرخص، مما يقلل أثر الرسوم على الصادرات، كما قد يؤدي الانخفاض الحاد إلى ضغط على تدفقات رؤوس الأموال ويهدد الاستقرار المالي.
وقال كريس تيرنر، رئيس الأسواق العالمية في “آي إن جي” إن “بنك الصين وأمريكا في لعبة خطيرة على النفوذ الاقتصادي، والدولار واليوان هما الآن محط التركيز في سوق الصرف”.
ومن الجدير بالذكر أن الصين بدأت تطبيق رسوم جمركية نسبتها 84% على المنتجات الأمريكية بقيمة تقارب 143.5 مليار دولار لعام 2024، وههو ما يعمق الصراع التجاري ويزيد المخاوف من ركود عالمي.
ودخلت الرسوم الجمركية المتبادلة التي فرضها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على عشرات الدول حيز التنفيذ يوم الأربعاء، بما في ذلك رسوم جمركية ضخمة بنسبة 104% على السلع الصينية.
وعلى الرغم من ضغوط الرسوم الجمركية، لن يسمح البنك المركزي الصيني بانخفاضات حادة في قيمة اليوان، وهو ما يؤكده طلب من البنوك الكبرى المملوكة للدولة خفض مشترياتها من الدولار الأمريكي.
وقالت “كابيتال إيكونوميكس” في مذكرة لعملائها: “ما لم تُلغَ هذه الزيادات، فإن أحدث زيادات في الرسوم الجمركية الأمريكية تعني أن شحنات الصين إلى الولايات المتحدة ستنخفض بأكثر من النصف خلال السنوات القادمة، حتى مع افتراض انخفاض قيمة العملة إلى 8 يوانات للدولار”.
سيؤدي هذا إلى انخفاض الناتج المحلي الإجمالي للصين بنسبة تتراوح بين 1.0% و1.5%، وذلك حسب مدى إعادة توجيه الصادرات عبر دول أخرى.
