اقتصاد

سوق الأسهم السعودية.. انخفاض محلي وعالمي على خلفية الرسوم الجمركية

افتتحت سوق الأسهم السعودية جلسة اليوم على تراجع 5% فاقدة 614 نقطة، لتتبع هبوط الأسواق العالمية المستمر منذ إعلان الرسوم الجمركية التي فرضها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.

وفقدت الأسهم السعودية نحو نصف تريليون ريال من قيمتها السوقية خلال تعاملات اليوم، ويعود الجزء الأكبر من الخسائر لسهم أرامكو الذي فقد 340 مليار ريال.

وتراجع سهمي “أرامكو” و”الراجحي” بأكثر من 5% فيما تراجع سهم “الأهلي” بنحو 6%.

تراجع كافة الأسهم السعودية خلال الجلسة.. أداء الأسهم القيادية بداية الجلسة

حرب الرسوم الجمركية تهوي بالأسواق

خسرت أسواق الأسهم العالمية تريليونات من قيمتها منذ أن أعلن ترامب عن فرض ضرائب استيراد جديدة بنسبة 10% على السلع من كل بلد، حيث تواجه المنتجات من عشرات البلدان، بما في ذلك شركاء تجاريين رئيسيين مثل الصين والاتحاد الأوروبي وفيتنام، معدلات أعلى بكثير.

ويقول المحللون إن هذه الخطوات، تمثل أكبر زيادة ضريبية في الولايات المتحدة منذ عام 1968.

ويتوقع المسؤولون أن تؤدي هذه الإجراءات إلى انكماش التجارة، وحذروا من أنها قد تدفع العديد من البلدان إلى الركود الاقتصادي.

وردت الصين على ترامب يوم الجمعة بفرض ضرائب استيراد بنسبة 34% على السلع الأميركية، وتقييد صادرات المعادن الرئيسية وإضافة شركات أميركية إلى القائمة السوداء، ووصفت تصرفات ترامب بأنها “تنمر” وانتهاك لقواعد التجارة الدولية.

وتعمقت اضطرابات سوق الأسهم يوم الجمعة، مع رد الصين على الرسوم الجمركية التي أعلنها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، مما زاد من احتمال نشوب حرب تجارية مطولة وإلحاق الضرر بالاقتصاد العالمي.

انخفضت مؤشرات الأسهم الرئيسية الثلاثة في الولايات المتحدة بأكثر من 5%، مع انخفاض مؤشر S&P 500 بنحو 6%، مما أنهى أسوأ أسبوع لسوق الأسهم الأمريكية منذ عام 2020، عندما أدى جائحة كوفيد-19 إلى إغلاقات عالمية واضطرابات أخرى.

وفي المملكة المتحدة، انخفض مؤشر فوتسي 100 بنحو 5%، وهو أكبر انخفاض له في خمس سنوات، في حين انخفضت الأسواق الآسيوية أيضا وواجهت البورصات في ألمانيا وفرنسا انخفاضات مماثلة.

ورفض ترامب، الذي تعهد بإعادة تشكيل النظام التجاري العالمي، المخاوف بشأن صدمة السوق، مشيرا إلى أن سوق العمل في الولايات المتحدة قوية.

وتتوافق تحركات ترامب مع الوعود التي قطعها خلال حملته الانتخابية العام الماضي.

تفاوض وإحصاء الخسائر

في مذكرة للمستثمرين، قال بنك جي بي مورجان إنه يقدر الآن احتمالات حدوث ركود اقتصادي عالمي هذا العام بنسبة 60%، ارتفاعا من 40% في السابق، مشيرا إلى أن الصدمة الناجمة عن الرسوم الجمركية قد تدفع النمو في الولايات المتحدة إلى الانخفاض بنقطتين مئويتين هذا العام.

وقلل بعض المستثمرين من شأن الخسائر، مشيرين إلى أنها تأتي في أعقاب ارتفاع مذهل في قيمة أسعار الأسهم في الولايات المتحدة على مدى السنوات القليلة الماضية.

وقال إن البيت الأبيض يحاول إجراء “إعادة ضبط كبيرة” في التجارة العالمية، لكن هناك حاجة إلى هذا الجهد.

وقال جيروم باول رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي، البنك المركزي، يوم الجمعة، إنه يعتقد أن الاقتصاد لا يزال “قويا”، مشيرا إلى أحدث البيانات التي تظهر التوظيف القوي في الولايات المتحدة في مارس، ولكنه أقر بوجود درجة عالية من عدم اليقين.

وقال باول “لقد تعلمنا أن الرسوم الجمركية أعلى من المتوقع، وأعلى مما توقعه جميع المتنبئين تقريبا”، محذرا من أن النمو سوف يتباطأ ومن المرجح أن ترتفع الأسعار.

وفي الأسواق، كانت الشركات المرتبطة بالإسكان بمثابة نقطة مضيئة، وربما ارتفعت أسهمها بفضل الرهانات على أن الاضطرابات قد تؤدي إلى خفض أسعار الفائدة على الرهن العقاري ومساعدة سوق الإسكان في الولايات المتحدة.

كما ارتفعت أسهم نايكي وشركات أخرى لتجارة الملابس، والتي تضررت بشدة يوم الخميس، بعض الشيء يوم الجمعة، بدعم من الآمال في التوصل إلى اتفاق بعد أن قال ترامب إنه أجرى “مكالمة بناءة للغاية” مع زعيم فيتنام.

ويبدو أن دولاً أخرى تأمل في أن تتمكن من التفاوض على صفقات، على الرغم من الإشارات المتضاربة من البيت الأبيض بشأن رغبته في إجراء محادثات.

وقال ماروش شيفتشوفيتش، مفوض التجارة بالاتحاد الأوروبي، الذي كان يخطط للرد، يوم الجمعة إنه أجرى محادثة “صريحة” لمدة ساعتين مع مسؤولين أمريكيين، وكتب على وسائل التواصل الاجتماعي أن العلاقات التجارية تحتاج إلى “نهج جديد”.

قال: “الاتحاد الأوروبي ملتزم بإجراء مفاوضات جادة، ولكنه مستعد أيضًا للدفاع عن مصالحنا. وسنبقى على اتصال”.

كما أرسلت كمبوديا خطابًا تعرض فيه خفض الرسوم الجمركية وتطلب من الولايات المتحدة التفاوض، ولكن أجزاء أخرى من السوق ظلت قاتمة.

أبرز المتضررين

انخفضت أسهم شركة آبل، التي تعتمد بشكل كبير على الصين في التصنيع، بأكثر من 7% يوم الجمعة، بينما انخفضت القيمة السوقية للشركة المصنعة لهواتف آيفون بنحو 15% منذ يوم الأربعاء.

انخفض مؤشر داو جونز بنسبة 5.5%، مما أدى إلى انخفاضه بنسبة 10% عن ذروته في فبراير، فيما انخفض مؤشر ناسداك بنسبة 5.8%، مما أدى إلى محو ما يقرب من خمس قيمته منذ ديسمبر، مما وضعه في منطقة “سوق هبوطية”.

في المملكة المتحدة، أغلق مؤشر FTSE 100 منخفضًا بنسبة 4.9%، وهو أكبر انخفاض يومي منذ 27 مارس 2020.

في أوروبا، انخفض مؤشر كاك 40 الفرنسي بنسبة 4.3%، بينما انخفض مؤشر داكس في ألمانيا بنحو 5%.

وفي وقت سابق، في اليابان، حيث وصف رئيس الوزراء الوضع بأنه “أزمة وطنية”، انخفض مؤشر نيكي 225 بأكثر من 2.7%.

وانخفض خام برنت، وهو المعيار الدولي لأسعار النفط، بنحو 6%.

ومع استمرار الهزيمة، بدأ حتى بعض حلفاء البيت الأبيض في انتقاد هذه الإجراءات.