سياسة

واشنطن تضع شروطًا لتخفيف العقوبات على سوريا

هل يوافق "ترامب" على خطة أوروبا لإنهاء الحرب الأوكرانية؟

قدّمت الولايات المتحدة قائمة شروط للحكومة السورية مقابل تخفيف جزئي للعقوبات المفروضة عليها، وفق ما أفادت به مصادر مطلعة لوكالة «رويترز».

وشملت المطالب الأمريكية التحقق من عدم تعيين مقاتلين أجانب في مناصب حكومية عليا، والمساعدة في العثور على الصحفي الأمريكي أوستن تايس.

ما تفاصيل اللقاء بين واشنطن ودمشق؟

التقى مساعد نائب وزير الخارجية الأمريكي لشؤون بلاد الشام وسوريا، ناتاشا فرانشيسكي، بوزير الخارجية السوري، أسعد الشيباني، على هامش مؤتمر للمانحين في بروكسل يوم 18 مارس.

اللقاء، الذي يُعدّ أول تواصل مباشر رفيع المستوى بين واشنطن ودمشق منذ تولي دونالد ترامب رئاسة الولايات المتحدة في 2017، شهد تسليم الشروط الأمريكية إلى الحكومة السورية.

ما الشروط الأمريكية؟

تضمنت المطالب الأمريكية عدة نقاط، من بينها ضرورة قيام سوريا بتدمير أي مخزون متبقٍّ من الأسلحة الكيميائية، والتعاون في جهود مكافحة الإرهاب، والتأكد من عدم شغل الأجانب مناصب عليا في الحكومة السورية، وفقًا لما أكدته مصادر أمريكية وسورية مطلعة على المفاوضات.

ووفقًا للمصادر، عبّرت واشنطن عن قلقها من تعيين مقاتلين أجانب في وزارة الدفاع السورية، بمن فيهم عناصر من الأويجور، وأردنيون، وأتراك.

كما طالبت بتعيين مسؤول سوري للتنسيق مع الولايات المتحدة في البحث عن الصحفي الأمريكي أوستن تايس، الذي اختفى في سوريا قبل أكثر من عقد.

ما المقابل الذي تعرضه واشنطن؟

في مقابل تنفيذ هذه الشروط، ستمنح واشنطن بعض التخفيف في العقوبات، بما في ذلك تمديد استثناء يسمح ببعض التعاملات المالية مع المؤسسات السورية لعامين إضافيين، وربما إصدار استثناء جديد، وفقًا للمصادر.

كما ستصدر واشنطن بيانًا يدعم وحدة الأراضي السورية.

كيف تستجيب دمشق لهذه المطالب؟

حتى الآن، لم يصدر أي رد رسمي من وزارة الخارجية السورية بشأن هذه المطالب. بينما رفض متحدث باسم الخارجية الأمريكية التعليق على تفاصيل المحادثات الدبلوماسية الخاصة، لكنه أكد أن واشنطن تتابع عن كثب التطورات في سوريا.

وتواجه سوريا أزمة اقتصادية خانقة بعد 14 عامًا من الحرب والعقوبات الغربية التي استهدفت الأفراد والشركات وقطاعات واسعة من الاقتصاد السوري. ورغم تعليق بعض العقوبات جزئيًا لأسباب إنسانية، إلا أن تأثيرها بقي محدودًا.

ففي يناير الماضي، أصدرت الولايات المتحدة ترخيصًا عامًا لمدة ستة أشهر لتسهيل وصول المساعدات الإنسانية، لكن هذا لم يكن كافيًا لإقناع الدول المانحة، مثل قطر، بدفع رواتب القطاع العام عبر البنك المركزي السوري.

ما الموقف الرسمي للحكومة السورية؟

طالب مسؤولون سوريون، بمن فيهم وزير الخارجية الشيباني والرئيس المؤقت أحمد الشرع، برفع العقوبات بالكامل، معتبرين أنه لا مبرر لاستمرارها بعد سقوط نظام بشار الأسد في ديسمبر الماضي على يد هجوم مفاجئ للمعارضة المسلحة.

وتعكس المطالب الأمريكية الجديدة جزءًا من سياسة واشنطن تجاه سوريا في ظل إدارة ترامب. بينما ركّزت التصريحات الرسمية على دعم الأقليات وإدانة التطرف، بقي موقف العقوبات ومستقبل الوجود العسكري الأمريكي في شمال شرق سوريا غير محسوم.

وأفادت مصادر مطلعة بأن هناك خلافات داخل الإدارة الأمريكية بشأن التعامل مع سوريا، حيث يفضّل بعض مسؤولي البيت الأبيض اتخاذ موقف أكثر تشددًا، بينما يسعى آخرون، خاصة في وزارة الخارجية، إلى نهج أكثر دبلوماسية.

هل تتأثر واشنطن بالموقف الإسرائيلي؟

ضغطت إسرائيل على واشنطن لعدم التعامل مع الحكومة السورية الجديدة، خوفًا من استعادة قوتها المركزية.

ورغم عدم تبني إدارة ترامب بالكامل للموقف الإسرائيلي، فإن بعض مخاوف تل أبيب بدأت تلقى دعمًا متزايدًا داخل أروقة صنع القرار في واشنطن.