سياسة

أزمة اللاجئين الأوكرانيين في أوروبا.. نزوح غير مسبوق منذ الحرب العالمية الثانية

دفعت ثلاث سنوات من الحرب في أوكرانيا إلى أكبر أزمة نزوح تشهدها أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية، حيث أجبرت الملايين على مغادرة منازلهم بحثًا عن الأمان.

ووفقًا لمفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، تم تهجير أكثر من ثلث سكان أوكرانيا، مما يعكس حجم الكارثة الإنسانية التي تعيشها البلاد، كذلك تكشف أحدث الإحصائيات أن ما يقارب 6.9 مليون أوكراني نزحوا حول العالم، مع استضافة 10 دول أوروبية ما يقارب 5 ملايين منهم. وتصدرت ألمانيا وروسيا وبولندا قائمة الدول المستقبلة لأكبر عدد من اللاجئين الأوكرانيين، بينما قدمت دول أصغر مثل التشيك وسلوفاكيا ومولدوفا دعمًا كبيرًا رغم إمكانياتها المحدودة.

ما الدول الأوروبية الأكثر استقبالًا للاجئين الأوكرانيين؟

أظهرت البيانات الأخيرة لمفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين أن ألمانيا استقبلت أكبر عدد من اللاجئين الأوكرانيين، حيث سجلت 1.24 مليون لاجئ، تليها روسيا بـ1.22 مليون، ثم بولندا بـ998 ألفًا.

وشملت القائمة أيضًا التشيك (390 ألفًا)، والمملكة المتحدة (254 ألفًا)، وإسبانيا (223 ألفًا)، ورومانيا (179 ألفًا)، وإيطاليا (170 ألفًا)، وسلوفاكيا (163 ألفًا)، ومولدوفا (127 ألفًا).

وتفاوتت البيانات الزمنية بحسب الدول؛ حيث تعود أحدث الأرقام لروسيا إلى يونيو 2024، بينما تعود بيانات المملكة المتحدة وهولندا والتشيك إلى ديسمبر 2024، أما بولندا وألمانيا وإيطاليا وإسبانيا ورومانيا فتعود إلى يناير 2025، وسلوفاكيا إلى فبراير 2025.

كيف تعاملت الدول المستضيفة مع تدفق اللاجئين؟

اتخذت العديد من الدول الأوروبية إجراءات مؤقتة لحماية اللاجئين الأوكرانيين، حيث وفرت لهم السكن والخدمات الصحية وفرص العمل. ولكن مع استمرار النزوح الجماعي، بدأت بعض الدول تواجه تحديات متزايدة، خصوصًا في مجال الإسكان والتوظيف.

على سبيل المثال، أظهرت دراسة حديثة أن تدفق اللاجئين إلى بولندا أدى إلى ارتفاع في أسعار الإيجارات بنسبة 0.72% إلى 0.74% مقابل كل زيادة بنسبة 1% في عدد سكان المدينة بسبب اللاجئين. هذه التحديات تضع ضغطًا إضافيًا على الموارد المحلية، مما يستدعي حلولًا طويلة الأمد لمساعدة اللاجئين وضمان استقرار المجتمعات المستضيفة.

ما مستقبل اللاجئين الأوكرانيين في أوروبا؟

مع استمرار الحرب وعدم وضوح أي حل سياسي قريب، لا تزال أزمة اللاجئين الأوكرانيين تشكل تحديًا كبيرًا لأوروبا. وتواجه الدول المستضيفة معضلة تحقيق التوازن بين توفير الدعم اللازم للاجئين، وضمان استدامة الموارد والخدمات لمواطنيها.

ويعتمد مستقبل اللاجئين على تطورات الأوضاع في أوكرانيا، وسياسات الدول المستضيفة، ومدى التعاون الدولي لإيجاد حلول إنسانية عادلة. في ظل هذه التحديات، يبقى اللاجئون الأوكرانيون بحاجة إلى دعم طويل الأمد، ليس فقط في توفير المأوى والغذاء، بل في تمكينهم من إعادة بناء حياتهم وسط الظروف الصعبة.