سياسة

أيمن أصفري.. من هو المرشح لرئاسة الحكومة السورية الجديدة؟

رجحت مصادر إعلامية عدة أن يتولى رجل الأعمال السوري-البريطاني أيمن أصفري رئاسة الحكومة السورية الجديدة، في ظل تغييرات مرتقبة في المشهد السياسي، من المتوقع أن يُعلن عنها في بداية مارس المقبل.

ويأتي هذا الطرح في سياق جهود لإعادة هيكلة الإدارة السورية، وسط تحديات سياسية واقتصادية معقدة تواجه البلاد.

برز اسم أصفري، الذي لم يكن فاعلًا في السياسة السورية قبل عام 2011، ضمن الأوساط الدبلوماسية والمعارضة السورية، خاصة بعد دعمه للجهود الإنسانية وتمويله الدفاع المدني السوري المعروف بـ«الخوذ البيضاء».

كما استخدم نفوذه في بريطانيا للضغط على نظام الأسد، الذي أصدر بحقه مذكرة اعتقال بتهمة «تمويل الإرهاب»، لكن خبرته الممتدة في قطاع الطاقة وإدارته لشركات عالمية مثل «بتروفاك» و«فينتيرا»، بالإضافة إلى علاقاته الدولية، جعلته اليوم مرشحًا محتملاً لرئاسة الحكومة، وفق ما أفادت به تقارير إعلامية.

 من هو أيمن أصفري؟ 

وُلد أصفري في إدلب عام 1958 لأسرة سياسية، حيث كان والده من مؤسسي حزب «البعث» الحاكم سابقًا، وحصل على بكالوريوس الهندسة المدنية من جامعة «فيلانوفا» الأميركية، ثم تابع دراسته ليحصل على ماجستير في الهندسة المدنية والحضرية من جامعة «بنسلفانيا».

بدأ مسيرته المهنية في عُمان في قطاع المقاولات، قبل أن يصبح شريكًا رئيسيًا في شركة «بتروفاك» المتخصصة في خدمات الطاقة، التي أسسها عام 1991، ليحولها إلى واحدة من أبرز الشركات العالمية في قطاع النفط والغاز.

لاحقًا، وسّع أصفري نشاطه ليشمل الطاقة المتجددة عبر شركته «فينتيرا» التي تركز على طاقة الرياح البحرية. وإلى جانب عمله في القطاع الاقتصادي، يشارك في عدة مؤسسات بحثية وأكاديمية، فهو عضو في مجلس أمناء «الجامعة الأميركية في بيروت» و«مؤسسة كارنيجي للسلام الدولي»، بالإضافة إلى كونه مستشارًا في «تشاتام هاوس»، أحد أبرز مراكز الفكر في بريطانيا.

لماذا قد يتولى رئاسة الحكومة؟ 

يرى مراقبون أن ترشيح أصفري يأتي ضمن سياق إعادة تشكيل الحكومة السورية بطريقة تضمن انفتاحًا سياسيًا واقتصاديًا أكبر، خاصة مع الضغط الدولي المتزايد لإيجاد حل سياسي للأزمة.

ووفقًا لمصادر قناتي «العربية» و«الحدث»، فإن اختيار رجل أعمال يحمل جنسية بريطانية ولديه علاقات واسعة في الأوساط الدولية قد يكون محاولة لاجتذاب استثمارات جديدة، وإعادة بناء الاقتصاد السوري الذي يعاني من انهيار متسارع.

لكن هذا الطرح يواجه تحديات، إذ لم يكن أصفري جزءًا من المؤسسات الرسمية السورية.

ما الذي يميز أصفري عن غيره من المرشحين؟ 

إلى جانب خبرته الاقتصادية، يتمتع أصفري بعلاقات قوية مع صناع القرار في بريطانيا وأوروبا، وهو ما قد يسهل حصول الحكومة الجديدة على دعم دولي أوسع.

كما أن انخراطه في العمل الإنساني، من خلال تأسيس منظمة «مدنية»، قد يعزز صورته كشخصية إصلاحية قادرة على قيادة مرحلة انتقالية في سوريا.

في المقابل، يرى محللون أن تولي شخصية قادمة من خارج المنظومة السياسية التقليدية قد يواجه عقبات، خاصة في ظل تعقيد المشهد السوري وتداخل النفوذ الإقليمي والدولي فيه، لكن في حال تم تأكيد تعيينه، فإن ذلك قد يشير إلى توجه جديد نحو إحداث تغيير في الإدارة السورية، وإن كان تدريجيًا.