شهدت العلاقات الأمريكية الأوروبية خلال الفترة الأخيرة قليل من التوتر، على خلفية تغير السياسة الخارجية الأمريكية نحو أوكرانيا منذ تولي الرئيس ترامب السلط في 20 يناير الماضي.
وأوضح رئيس مركز الإعلام والدراسات العربية – الروسية، الدكتور ماجد التركي، أن الحالة التي يعيشها العالم الآن فيما يخص الملف الاوكراني، شاهدة على أن المصالح السياسية هي الإطار والسياق للعلاقات الدولية بالنسبة للولايات المتحدة.
وأضاف خلال استضافته في برنامج “هنا الرياض” المُذاع على قناة الإخبارية، إن التغير الجذري في الموقف الأمريكي في ملف أوكرانيا وانعكاسه على العلاقات الأمريكية الأوروبية دليل على أن العالم الغربي يسير على سياق المصالح.
وتابع التركي: “حينما تأتي المصالح تجد ان هاك لُحمة وحينما تختلف نجد أن هناك فُرقة، وهذا لسبب رئيسي وهو أن العلاقة الأمريكية الأوروبية لا تستند على أسس قائمة بذاتها لبناء الشراكة، وبرجوعنا إلى الحربين العالميتين نجد أن الاتحاد السوفيتي كان شريكًا للولايات المتحدة الأمريكية، وعندما تغيرت الأجندة تحولت العلاقة الأمريكية الأوروبية في مواجهة النفوذ السوفيتي”.
واستكمل: “وعندما تحولت الاستراتيجية الأمريكية إلى جنوب بحر الصين، أصبحت هي الأولوية بالنسبة لها وباتت أوكرانيا بمثابة عبء ولا تحقق أهداف الاستراتيجية الأمريكية لأن الإدارة الحالية مختلفة كليًا عن السيناريو الطويل للسنوات العشر الماضية، وهي المدة التي شكّلت إشكالية في العقلية الأمريكية تجاه الجانب الأوروبي”.
وقال التركي إنه بالرجوع إلى التاريخ نجد أنه في عام 1862، أرسل الرئيس الأمريكي الأسبق، إبرهام لينولكن رسالة إلى القيصر الروسي يستنجد به في النوايا الأوروبية لمهاجمة الولايات المتحدة الأمريكية، وبالتحديد نوايا فرنسا التي اتحدت مع بريطانيا في هذا الوقت وحلفاءها ممن النمسا وإسبانيا، بحسب روايته.
وأضاف: “لذلك التاريخ يوضح أن العلاقة الأمريكية الأوروبية تُبنى على أساس المصالح، لذلك قال ماكرون في تصريح إنه مصلحته الأوروبية مرتبطة بالمصلحة الأمريكية مع أوكرانيا، بمعنى أنه عندما ابتعدت الولايات المتحدة عن كييف سمعنا تصريحات غريبة سواء من ألمانيا التي هددت بقطع العلاقات مع واشنطن، أو تصريحات من الداخل البريطاني فيما يتصل بالموقف الحاد من الجانب الأمريكي، في مقابل انسجام أمريكي روسي سريع”.
“العالم الغربي يتحرك في سياق المصالح.. حين تجتمع المصالح يكون التلاحم وحين تختلف تجد فرقة”
يستعرض رئيس مركز الإعلام والدراسات العربية – الروسية د. ماجد التركي أسباب ترنح العلاقات الأميركية الأوروبية #هنا_الرياض pic.twitter.com/tJ8H9Zr1nQ
— هنا الرياض (@AlriyadhHere) February 25, 2025
اقرأ أيضًا:
كييف وواشنطن تتفاوضان على صفقة المعادن.. لماذا؟