سياسة

قطع المساعدات أو قبول التهجير.. إلى أي مدى يستطيع ترامب تنفيذ خطته؟

يواجه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب معارضة شديدة من الحلفاء والدول الإقليمية بشأن خطته لترحيل الفلسطينيين قسرًا من غزة، وهي خطوة يعتبرها القانون الدولي انتهاكًا صارخًا، فيما وصفها بعض الخبراء بالتطهير العرقي.

رفض قاطع من الأردن ومصر

أكد بريان كاتوليس، الباحث في السياسة الخارجية بمعهد الشرق الأوسط، أن هناك “احتمالية صفرية” لنجاح تهجير الفلسطينيين من غزة إلى الأردن أو مصر، مشيرًا إلى أن الفلسطينيين صامدون في وطنهم رغم الدمار الذي تعرضوا له.

كما شدد على أن هذا النموذج “لن ينجح في الشرق الأوسط اليوم”.

وهدد ترامب بسحب المساعدات من مصر والأردن لإجبارهما على قبول الفلسطينيين، لكنه تراجع سريعًا عن ذلك.

وأوضح دانييل دريزنر، أستاذ السياسة الدولية بجامعة تافتس، أن السعودية تعتبر الخطة “غير مقبولة”، مؤكدًا أن الأردن ومصر، رغم أزماتهما الاقتصادية، لن ترضخا لهذه الضغوط.

موقف عربي موحد ضد التهجير

أعلنت المملكة العربية السعودية موقفها الراسخ تجاه القضية الفلسطينية، حيث شدد ولي العهد الأمير محمد بن سلمان على رفض أي حلول لا تتضمن إقامة دولة فلسطينية مستقلة.

كما أكدت مصر دعمها للحقوق الفلسطينية ودعت لحل الدولتين، بينما رفض الأردن بشكل قاطع أي محاولة لتهجير الفلسطينيين.

توتر في العلاقات مع واشنطن

أدى إصرار ترامب على الترحيل القسري إلى توتر في علاقاته مع قادة المنطقة، حيث ألغى الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي زيارته المقررة إلى البيت الأبيض احتجاجًا على التصريحات الأمريكية.

كما استضافت مصر اجتماعًا عربيًا لمناقشة بدائل سياسية لمواجهة هذه الطروحات.

الأزمات الاقتصادية تحدّ من الخيارات

تعاني كلا من الأردن ومصر من تحديات اقتصادية كبرى، حيث واجه الأردن تدفق اللاجئين من العراق وسوريا لعقود، فيما تعاني مصر من تراجع قيمة الجنيه وارتفاع التضخم.

يرى دريزنر أن استقبال ملايين اللاجئين الفلسطينيين سيضاعف هذه الأزمات ويزيد من التحديات الأمنية.

الخيار الدولي: الصين أم روسيا؟

مع احتمالية تراجع الدعم الأمريكي، قد تلجأ الدول العربية إلى قوى دولية أخرى.

رغم أن روسيا تعاني من أزمات إقليمية، فإن الصين قد تكون البديل الأبرز بسبب مصالحها في الطاقة بالمنطقة.

إلا أن اعتماد الأردن ومصر على الأسلحة الأمريكية يجعل من الصعب التحول إلى موردين عسكريين جدد مثل الصين أو روسيا.