تتصاعد أحداث العنف في منطقة تيغراي بشمال إثيوبيا، منذ شن رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد هجومًا على منطقة إقليم تيغراي، ما جعل مؤسسات أممية وإقليمية تحذر من أحداث العنف في البلاد.
في الوقت ذاته، حذرت مبعوثة الشؤون السياسية للأمم المتحدة روزماري ديكارلو في اجتماع لمجلس الأمن، الاثنين، من الحرب الأهلية التي قد تنزلق فيها إثيوبيا، وقالت: “لا يمكن التنبؤ بما سيجلبه استمرار القتال وانعدام الأمن. ولكن اسمحوا لي أن أكون واضحة، المؤكد هو أن خطر انزلاق إثيوبيا إلى حرب أهلية متسعة أمر حقيقى للغاية”.
وأشارت إلى أن الصراع في تيغراي بلغ أبعاداً كارثية، وأن المعارك تضع مستقبل البلاد وشعبها بالإضافة إلى استقرار منطقة القرن الأفريقي الأوسع في حالة من عدم اليقين في الأيام الاخيرة.
متى بدأت توترات إثيوبيا؟
التوترات بين الحكومة الإثيوبية في أديس أبابا وجبهة إقليم تيغراي بدأت بعد رفض الأخيرة الانضمام إلى الحزب الجديد الذي شكله آبي أحمد.
بعد ذلك، وفي نوفمبر 2020، شن آبي أحمد هجوماً عسكرياً على الجبهة، التي كانت تدير منطقة إقليم تيغراي لفترة طويلة، وكانت طرفاً فاعلاً رئيسياً في السياسة الوطنية الإثيوبية.
جدير بالذكر أن جبهة تيغراي تعد كيانًا قويًا سياسياً هيمن على السياسة الإثيوبية خلال السنوات الـ 27 السابقة، قبل أن يتم تهميشها من قبل رئيس مجلس الوزراء.
قبل أسبوع من الآن، أعلنت إثيوبيا حالة الطوارئ في جميع أنحاء البلاد، وطُلب من سكان أديس أبابا الاستعداد لحمل السلاح للدفاع عن المناطق السكنية، وهو الأمر الذي رآه البعض قد يُحدث حرباً أهلية بين الإثيوبيين.
هل هرب آبي أحمد؟
تواردت أنباء، الاثنين، أن آبي أحمد، هرب خارج البلاد خوفًا من سيطرة قوات تيغراي، وذلك في ظل تخوفات أممية من الحرب الأهلية التي تقترب منها إثيوبيا.
سريعًا، خرج آبي أحمد للرد على مزاعم هروبه، مؤكداً وجوده في البلاد، قائلاً: “أعداء إثيوبيا روجوا لانهيار العاصمة أديس أبابا وهروب المسؤولين إلى دول الجوار بهدف خلق حالة من الذعر الكاذب وسط الشعب والمجتمع الدولي”.
ودشن آبي أحمد، حفلاً لجمع تبرعات لدعم قوات الدفاع الإثيوبية، وقال إن بلاده تتعرض لمحاولات إخضاع من قبل قوى أجنبية متعددة.
وأشار رئيس الوزراء الإثيوبي إلى أنه موجود في أديس أبابا، وأن أعداء بلاده روجوا لانهيار العاصمة أديس أبابا وهروب المسؤولين إلى دول الجوار وذلك لخلق حالة من الذعر وسط الشعب والمجتمع الدولي.
الوضع قد ينذر بكارثة
في سياق متصل، أعلن الاتحاد الإفريقي أن هناك فرصًا لإنهاء القتال في إثيوبيا، وقال مبعوث الاتحاد الإفريقي، الرئيس النيجيري السابق ألوسيجون أوباسانجو، إنهم يأملون بحلول نهاية الأسبوع، أن يكون لديهم برنامج يوضح كيف يمكنهم تحقيق وصول المساعدات الغذائية وانسحاب القوات بشكل يرضي جميع الأطراف.
على الجانب الآخر، تتحالف قوات إقليم أورومو مع جبهة تحرير تيغراي، وتعتقد الأولى أن نهاية حكومة آبي أحمد أصبحت قريبة جداً، وأن السيطرة على العاصمة أديس أبابا باتت قريبة.
وفي السياق ذاته، قال جال مورو، قائد جيش تحرير “أورومو” إن القتال مع القوات الإثيوبية سينتهي قريباً جداً، مشيراً إلى أن المقاتلين الموالين للحكومة بدأوا الانشقاق، فيما تنفي الحكومة الإثيوبية كل ما يصدر من بيانات وتصريحات تشير إلى تفوق القوات المتمردة عليهم، وتصفهم في البيانات بـ”الإرهابيين”.
اقرأ ايضا:
4 سيناريوهات للحرب الأهلية في إثيوبيا
بخلاف أن العام 13 شهرًا | لماذا إثيوبيا في العام 2014 الآن وليس 2021؟
“الفشقة”.. أبرز المعلومات عن المنطقة الزراعية التي استردها السودان من إثيوبيا