أحداث جارية سياسة

محادثات معقدة بشأن مصير قوات “قسد” في سوريا

محادثات معقدة بأن مصير قوات "قسد" في سوريا

تُجرى حاليًا محادثات معقدة بشأن مصير قوات “قسد” في سوريا، في محاولة تقودها الإدارة الجديدة حل واحدة من أكثر القضايا الشائكة التي ربما تعاني منها سوريا خلال الفترة المقبلة. وتُعد قوات سوريا الديمقراطية “قسد” بمثابة معادلة يصعب حلها بين الجانبين الأمريكي والتركي، إذ تراها واشنطن بمثابة الحليف في وجه تنظيم الدولة الإسلامية، فيما تعتبرها أنقرة عدوًا يهدد أمنها القومي.

وبحسب ما نقلته رويترز عن مصادر مطلعة على المحادثات التي أُجريت خلال الأسابيع الأخيرة، فإن جميع الأطراف المشاركة في النقاشات من الولايات المتحدة وقسد وتركيا وسوريا أبدت مرونة وصبر كبيرين. وأفادت أن هذه المشاورات من شأنها أن تدفع بعض القوات بمغادرة سوريا فيما يظل الآخرون تحت سلطة وزارة الدفاع الجديدة. ولكن المتفاوضين يقولون إن هناك بعض المشكلات التي يجب حلها في البداية، وأهمها الطريقة التي ستتم بها دمج قوات “قسد” في الإطار الأمني الجديد لسوريا وطريقة إدارة الأراضي الخاضعة لهم وخصوصًا تلك التي تحتوي على حقول النفط والقمح، بحسب رويترز.

ماذا تريد “قسد”؟

بحسب قائد قوات سوريا الديمقراطية، مظلوم عبدي، فإن المطلب الأساسي للتحالف يتمثل في الإدارة اللامركزية، وهو تحد أمام السلطة السورية الجديدة التي تسعى لتوحيد البلاد بعد الإطاحة بنظام بشار الأسد قبل أسابيع. مؤكدُا أن “قسد” لا تنوي حل التحالف، ولكنها منفتحة في نفس الوقت على التعاون مع وزارة الدفاع والعمل وفق قواعدها ولكن في هيئة “كتلة عسكرية”، بحسب ما نشرته قناة “الشرق الإخبارية”.

ولكن على الجانب الآخر لقى هذا الرأي رفضًا من جانب وزير الدفاع السوري الجديد، مرهف أبو قصرة، قائلًا في لقاء مع وكالة رويترز، الأحد الماضي، إن بقاء قوات قسد كتلة واحدة أمر غير صحيح. موضحًا أن الهدف الآن هو دمج جميع الأطياف المسلحة في القوات الرسمية السورية.

ويُعد الحكم الذاتي الذي تتمتع به قوات قسد الكردية مرهونًا بخطط الرئيس الأمريكي المنتخب ترامب حول ما إذا كان سيستمر في دعمها أم لا، وهو أمر لم يتحدث عنه ترامب بشكل علني، حتى عندما أشار إلى نيته لنشر نحو 2000 جندي أمريكي في سوريا. كما يتوقف أي اتفاق على خطط الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بشأن التوقف عن شن هجمات على “وحدات حماية الشعب” وهي الميليشيا الكردية التي تقود تحالف قوات سوريا الديمقراطية.

وتقول تركيا إن هذه الوحدات تُعد امتدادًا لحزب العمل الكردستاني، والذي شن هجمات إرهابية ضد الدولة التركية منذ عام 1984 هددت أمن البلاد. وقال وزير الخارجية التركي، هاكان فيدان، أن السلطة السورية الجديدة يجب أن تنهي الإرهاب الذي اعتادت عليه قوات حماية الشعب، وأن نزع السلاح من تلك الوحدات ورحيلهم أمر مهم لاستقرار سوريا، وكلما كان في أقرب وقت كلما كان أفضل.

محادثات متعددة الأطراف

منذ الإطاحة بنظام الأسد على يد قوات هيئة تحرير الشام، بدأ مسؤولون أمريكيون وأتراك في عقد مباحثات مكثفة، بحسب ما نقلته رويترز عن دبلوماسي أمريكي كبير، مؤكدًا أن هناك توافق كبير في وجهات النظر حول ضرورة خروج المقاتلين الأجانب من سوريا. ولكن الدبلوماسي قال إنه في نفس الوقت تشهد المباحثات تعقيدات عديدة، وأنها ستحتاج لمزيد من الوقت. على الجانب الآخر تُجرى مباحثات منفصلة بين الولايات المتحدة وقوات سوريا الديمقراطية وهيئة تحرير الشام من ناحية، وقوات سوريا الديمقراطية وهيئة تحرير الشام من ناحية أخرى.

وتخشى الجهات المتفاوضة من أن يتسبب الفشل في حل مصير الفصائل الكردية في سوريا من شأنه أيضًا أن يقوض الجهود الناشئة لإنهاء تمرد حزب العمال الكردستاني في تركيا. كما أن الأمم المتحدة حذرت من “عواقب وخيمة” على سوريا والمنطقة إذا لم يتم التوصل إلى حل سياسي في شمال شرق البلاد.

اقرأ أيضًا: عدد السوريين العائدين إلى سوريا منذ سقوط الأسد يهدد استقرارها