اقتصاد منوعات

عمالقة الإعلام حول العالم.. من يحقق أكبر الأرباح؟

تربعت شركة نتفليكس على قمة قائمة الشركات الإعلامية الكبرى من حيث صافي هامش الربح في عام 2023، حيث حققت 16% من الربحية على كل دولار دخل، متفوقة على شركات فوكس وسوني ووالت ديزني التي في المراكز التالية، بينما سجلت شركتا باراماونت ووارنر بروس ديسكفري خسائر صافية بلغت -2.1% و-7.6% على التوالي، مما يعكس التحديات الكبيرة التي تواجههما في تعزيز الربحية.

هذا التفاوت الملحوظ في الأرباح يعكس التحديات والفرص التي تواجهها شركات الإعلام في ظل تحولات السوق المستمرة، إذ تشير النتائج إلى أن شركات مثل نتفليكس وفوكس نجحت في تعزيز ربحيتها بفضل استراتيجياتها المتنوعة في الإنتاج والبث الرقمي، بينما تعاني شركات أخرى مثل باراماونت ووارنر بروس من صعوبات كبيرة، في ظل تراجع نتائج منصات البث الخاصة بهما.

كيف تهيمن نتفليكس على سوق الإعلام؟

تشير التقييمات إلى أن شركة نتفليكس استطاعت في عام 2023، أن تربح 16 سنتًا من كل دولار دخلت خزائنها، وهو نجاح لم يأتِ من فراغ، بل نتاج استراتيجيات متكاملة في مجال إنتاج المحتوى وتقديمه على منصتها، مما جعلها واحدة من الأكثر ربحية في هذا القطاع، بالرغم من المنافسة الشديدة.

تعد هذه النسبة أعلى بكثير مقارنة ببقية الشركات الإعلامية الكبرى، مما يعكس قدرة نتفليكس على إدارة التكاليف وابتكار حلول ترضي الجمهور مع الحفاظ على جني الأرباح، ومع تحقيقها 5.4 مليار دولار من الأرباح السنوية، فإنها تواصل توسيع قاعدة مستخدميها وحضورها في الأسواق العالمية، لتظل في صدارة الشركات التي توفر محتوى رقمي متميز.

هل هناك منافسة حقيقية لنتفليكس؟

تتبع شركة فوكس في التقييم، حيث أظهرت أداءً جيدًا في عام 2023 بنمو أرباح بلغ 1.5 مليار دولار، محققة هامش ربح قدره 10.7%. بالرغم من أن الشركة لم تحقق نفس مستوى ربحية نتفليكس، فإن فرقها ليس كبيرًا، حيث سجلت 11 سنتًا من الأرباح لكل دولار دخلت به.

تعتمد فوكس على استراتيجيات متعددة تشمل الإعلام التقليدي والرقمي، ما يجعلها أحد اللاعبين الرئيسيين في القطاع.

كيف تؤثر التنوعات في القطاعات الأخرى على أرباح سوني وديزني؟

على الرغم من أن شركتي سوني ووالت ديزني تسجلان نسب ربحية أقل، فإن إيراداتهما ضخمة، حيث حققت سوني 6.3 مليار دولار من الأرباح، مع هامش ربح بلغ 7.5%، بينما حققت ديزني أرباحًا قدرها 5.0 مليار دولار بهامش ربح 5.4%.

لكن، يتفاوت نطاق تأثير هذه الشركات، حيث أن كلًا منهما يستفيد من تنوع الأنشطة. فتتفرع ديزني إلى حد كبير في مجال المنتزهات والتجارب السياحية، بينما توسعت سوني لتشمل صناعة الألعاب والتكنولوجيا.

وبالرغم من أن حجم الإيرادات الخاصة بهذه الشركات يفوق بكثير إيرادات نتفليكس، فإن صافي هامش الربح لا يزال منخفضًا نسبيًا مقارنة بالشركات الأخرى، نظرًا لاعتمادها على عدة خطوط أعمال تتوزع ما بين الإعلام والترفيه.

ما هي الأسباب التي أدت إلى خسائر باراماونت ووارنر بروس؟

أما فيما يتعلق بشركتي باراماونت ووارنر بروس ديسكفري، فإن الأوضاع تبدو أكثر صعوبة. حيث سجلت باراماونت خسارة صافية وصلت إلى 608 مليون دولار، مع هامش ربح سلبي بلغ -2.1%، بينما سجلت وارنر بروس ديسكفري خسارة قدرها 3.1 مليار دولار، بهامش ربح سلبي أكبر بلغ -7.6%.

تشير هذه الأرقام إلى تأثيرات سلبية استمرت في القطاع، حيث فقدت هذه الشركات إيرادات ضخمة من مصادرها الأساسية نتيجة لظاهرة “قطع الأسلاك”، إضافة إلى الفشل في تحقيق الأرباح المرجوة من منصات البث الرقمية التي أطلقتها. يذكر أن محاولات الاندماج بين باراماونت ووارنر بروس ديسكفري قد باءت بالفشل في فبراير 2024، ما يزيد من تحديات المستقبل بالنسبة لهاتين الشركتين.

كيف يمكن أن تتغير مشهد الأرباح في المستقبل؟

رغم هذه التحديات، ما يزال قطاع الإعلام يشهد تطورًا ملحوظًا، خاصة مع استمرار توسع الشركات الكبرى في استخدام منصات البث الرقمي وتطوير التقنيات الحديثة لمواكبة الطلب العالمي المتزايد على المحتوى الرقمي. وفي الوقت نفسه، يُتوقع أن تواصل الشركات الكبرى مثل نتفليكس وفوكس تحقيق نمو في أرباحها، بينما تحتاج الشركات الأخرى مثل باراماونت ووارنر بروس إلى إعادة هيكلة استراتيجياتها المالية والتشغيلية لمواجهة التقلبات الاقتصادية والتغيرات في سوق الإعلام.د