في الآونة الأخيرة، انتشرت شائعات غير موثوقة عبر وسائل التواصل الاجتماعي تزعم أن مسؤولين أستراليين حذروا من انتشار واسع لـ”سرطانات التوربو” المرتبطة بلقاحات كوفيد-19، مع توقع مقتل مليارات الأشخاص خلال عامين. هذه الادعاءات المثيرة للقلق استندت إلى مقال نُشر على موقع غير موثوق، لكنها تفتقر تمامًا إلى أي دليل علمي أو رسمي.
مصدر ادعاء أن لقاحات كوفيد-19 تسبب السرطان
المقال الذي أثار هذه المزاعم نُشر في 11 ديسمبر على موقع “The People’s Voice”، والذي تم تفنيده مرارًا من قبل AAP FactCheck. لم يقدم المقال أي دليل يدعم ادعاءاته، ولم يستشهد بمسؤولين أستراليين. عند البحث في مواقع الحكومة الأسترالية، بما في ذلك مكتب رئيس الوزراء ووزارة الصحة، لم يتم العثور على أي بيان أو تصريح يتحدث عن “سرطانات التوربو”.
مصطلح “سرطانات التوربو” والمشككين في اللقاحات
يشير الخبراء إلى أن مصطلح “سرطانات التوربو” ليس مصطلحًا طبيًا معترفًا به، بل ابتكره المشككون في اللقاحات للترويج لفكرة أن لقاحات كوفيد-19 تسبب أنواعًا عدوانية من السرطان. وفقًا لهيلين بيتوسيس-هاريس، خبيرة اللقاحات في نيوزيلندا، فإن هذا المصطلح يتم استخدامه بشكل غير دقيق في سياق نظريات المؤامرة.
تفاصيل الفيديو المزعوم عن سرطانات التوربو
المقال استشهد بالبروفيسور إيان برايتوب، وهو مدافع عن الطب التكميلي وليس خبيرًا في علم الفيروسات أو الأوبئة. في الفيديو المذكور، الذي أُخذ من حديث ألقاه في نوفمبر 2024، لم يزعم أن مليارات الأشخاص سيموتون بسبب سرطانات التوربو، بل كرر ادعاءات سابقة تم تفنيدها عن “بقايا DNA خطرة” في لقاحات كوفيد.
ادعاءات أخرى عن لقاحات كوفيد-19 تم تفنيدها
-
“لا يوجد وباء”:
هذا الادعاء خاطئ تمامًا. أظهرت ورقة بحثية في فبراير 2020 أن فيروس SARS-CoV-2 تسبب في جائحة عالمية منذ ديسمبر 2019. وفقًا لمنظمة الصحة العالمية، أودت الجائحة بحياة 7.1 مليون شخص عالميًا حتى ديسمبر 2024.
-
“اللقاحات علاج جيني”:
لقاحات mRNA ليست علاجًا جينيًا. وفقًا لمكتب منظم التكنولوجيا الجينية الأسترالي، تهدف هذه اللقاحات إلى تحفيز استجابة مناعية، ولا تحتوي على آلية لتعديل الجينات البشرية.
-
“وفاة المعلقة الصحية كيلي باورز”:
تم الزعم بأن وفاتها نتيجة اللقاح، لكنها توفيت بسبب ورم دماغي خبيث تم تشخيصه قبل بدء استخدام لقاحات كوفيد.
أهمية التحقق من المعلومات عن لقاحات كوفيد-19
الشائعات التي تفتقر إلى مصادر موثوقة تؤدي إلى نشر الذعر وتضليل الجمهور. التحقق من مصادر المعلومات، خاصة في القضايا الصحية، يعد أمرًا بالغ الأهمية. يجب الاعتماد على الجهات الصحية الرسمية والبحوث العلمية المؤكدة.
في النهاية
الادعاءات حول “سرطانات التوربو” ليست فقط خالية من الأدلة، بل تتعارض مع التفسير العلمي الموثوق. يجب أن نتعامل بحذر مع مثل هذه الشائعات ونوجه انتباهنا إلى المعلومات الموثوقة من مصادر رسمية وعلمية. التوعية والحقائق هما السلاح الأمثل ضد التضليل الإعلامي.