جدد الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان تهديداته إلى الأكراد في شمال شرق سوريا، قائلًا في تصريح شديد اللهجة إنه على المسلحين الأكراد في سوريا إلقاء أسلحتهم وإلا سيدفنون في الأراضي السورية، في سلسلة مستمرة من العداء بين تركيا والميليشيات الكردية.
وشدد أردوغان على أن موقف بلاده ثابتًا في مكافحة الإرهاب، وأولئك الذين يسعون لاستغلال الفرص سيجدوننا في مواجهتهم جنبًا إلى جنب مع الشعب السوري. وتأتي تلك التهديدات إلى قوات سوريا الديمقراطية “قسد” في إطار استراتيجية طويلة الأمد تهدف إلى تقويض وجود الوحدات الكردية وتؤكد أن وجودها يشكل تهديدًا مباشرًا لأمنها القومي.
تداعيات العداء بين تركيا والأكراد
كشف الباحث الأمني والسياسي فايز الأسمر، عن تداعيات العداء التاريخي بين الأكراد وتركيا على المنطقة، قائلًا إن السنوات الطويلة من التوترات بين الجانبين لا يمكن لأحد إنكارها. وأشار الأسمر خلال مداخلة في برنامج “هنا الرياض” المُذاع على قناة الإخبارية، إن هناك جماعات كردية تُعد فروعًا لـ قوات سوريا الديمقراطية “قسد”، وأن وجود تلك الميليشيات أمر يقلق تركيا بالقرب من حدودها الجنوبية وخصوصًا بعد سقوط نظام بشار الأسد.
وتابع: “الآن القوات الأمريكية تتخذ من من قسد أو القوات الكردية ذراعًا لها في مقابل تنظيم داعش، والآن أصبح هناك جيش سوري سيشكل تقريبًا من 80 إلى 100 ألف مقاتل، ويمكن للولايات المتحدة الأمريكية أو التحالف أن يعتمد على الجيش السوري الذي ستحل فصائله، وسيصبح كتلة واحدة”. ولفت الأسمر إلى أن فرحة السوريين لم تكتمل بسبب استمرار سيطرة ميليشيات قسد مثل محافظات الحسكة والرقة ونصف دير الزور، وبالتالي تخضع الآبار النفطية هناك لتصرفها، إلى جانب سيطرتها على سلة سوريا النفطية والغازية والغذائية وتحرم الشعب السوري منها.
وشدد الأسمر على ضرورة تفكيك تلك الميليشيات الكردية وإعادة دمجها في الجيش السوري على حسب ما يمليه الدستور، وليس على حسب الأهواء مثلما قال ألدار خليل القيادي الكردي، في تصريحات أمس بأنه يجب أن تكون ميليشيات قسد العمود الفقري للجيش السوري المستقبلي، على الرغم أنهم لا يشكلون سوى 5% من النسيج الوطني السوري، متابعًا: “الأكراد مرحب بهم في الداخل السوري، وجميع الإثنيات مرحب بها ولكن دون إملاء شروط على الجيش المستقبلي”.
الباحث الأمني والسياسي فايز الأسمر يوضح لـ #هنا_الرياض تفاصيل العداء التاريخي بين الأكراد وتركيا وارتداده على المنطقة pic.twitter.com/ea7BdtlJNk
— هنا الرياض (@AlriyadhHere) December 26, 2024
ماذا لو تمسكت قسد بمواقفها؟
يقول الأسمر إن الولايات لن تبقى إلى الأبد تحمي قسد في سوريا، وقوات سوريا الديمقراطية تعي ذلك جيدًا، وكانت تعتمد على الروس والإيرانيين ونظام الأسد، ولم تقاتل نظام بشار منذ عام 2011، وهم الآن في أضعف حالاتهم بعد سقوط المشروع الإيراني في سوريا وكذلك حزب الله ورحيل الأسد. مضيفًا: “قسد الآن تبحث عن موطأ قدم لها مع الحكومة الجديدة، لأنها إذا بقيت على مواقفها ستصبح بين مطرقة تركيا وسندان الجيش الوطني الجديد”.
الباحث الأمني والسياسي فايز الأسمر لـ #هنا_الرياض: إذا بقيت “قسد” على مواقفها فستصبح بين مطرقة تركيا ومطرقة الجيش السوري الجديد pic.twitter.com/8LwV6nhpqr
— هنا الرياض (@AlriyadhHere) December 26, 2024
من ناحية أخرى، قال الأسمر إن الحكومة السورية كذلك في أضعف حالاتها وليست في وضع يسمح لها بإقامة حرب فتوحة بين سوريا والعدو الإسرائيلي، والمجتمع الدولي والدول العربية الشقيقية يجب أن تأخذ المبادرة في إيقاف التعديات الإسرائيلية. موضحًا أن الاحتلال دمر من 85 إلى 90% من القدرات العسكرية للنظام السابق، وهو ما يجعل القيادة العسكرية الجديدة لا تملك من الأسلحة الاستراتيجية نهائيًا.
وتابع: “الشعب السوري بات يشعر بالملل بعد 14 عامًا من الحروب والاستنزاف والقتلى بمئات الألوف، إلى جانب الجرائم المرتكبة والسجناء، ولذلك قال الشرع إن الوقت ليس مناسبًا للدخول في معارك مع العدو الإسرائيلي، لأن خطوة مثل هذه تتطلب تقدير واعي وحسابات صحيحة”.
الباحث الأمني والسياسي فايز الأسمر لـ #هنا_الرياض: إسرائيل دمرت نحو 90% من القدرات العسكرية للنظام السابق ودمشق لا تريد خوض أي معركة معها pic.twitter.com/E3e18Yn2NY
— هنا الرياض (@AlriyadhHere) December 26, 2024
اقرأ أيضًا: الدولة الفيدرالية.. نموذج قد تنتهجه سوريا متعددة الأطياف