علوم

هل يولّد المجال المغناطيسي للقلب الحب؟

المجال المغناطيسي للقلب

يُعد القلب هو العضو الوحيد في جسم الإنسان القادر على توليد أقوى مجال كهرومغناطيسي، كما أنه صاحب الدور الأكبر في التأثير على جميع أنظمتنا البيولوجية. ويأتي الدماغ في المركز الثاني.

والمجال المغناطيسي هو مزيج بين الكهرباء والمغناطيسية، ويُنظر إليه على أنه نظام معقد يتفاعل مع الجسم نفسه ومع البيئة أيضًا. وتأتي قوة المجال المغناطيسي للقلب بسبب امتلاكه لنظام كهربي خاص به والمعروف بـ “نظام التوصيل القلبي”، وهو المسؤول عن تنسيق الانقباض والاسترخاء الإيقاعي للعضلة. وهذا النشاط الكهربي يمكن قياسه من خلال تخطيط كهربية القلب على سطح الجلد ECG.

كما تأتي قوة المجال المغناطيسي للقلب أيضًا من خلال حركة الأيونات المشحونة داخل خلاياه، والذي يمكن قياسه من خلال أجهزة القياس المغناطيسية الحساسة.

ما العلاقة بين المجال المغناطيسي والحب؟

أثبتت الأبحاث أن هناك علاقة بين قوة المجال المغناطيسي الذي ينتجه القلب والحالات العاطفية للشخص، إذ إن المشاعر الإيجابية مثل الحب تستطيع أن تولّد إيقاعًا متناغمًا للقلب. على النقيض من ذلك فإن المشاعر السلبية يمكن أن تًضعف من المجال.

ويعمل المجال المغناطيسي بمثابة وسيط بين قلبنا والمجال المغناطيسي للأشخاص من حولنا، ويمكن له أن ينقل المشاعر والحالات العاطفية إليهم. والحالات العاطفية المختلفة تؤثر على طبيعة ضربات القلب التي تضطرب عند اختبار مشاعر سلبية وتعود لتنتظم بالمشاعر الإيجابية، ونفس الأمر يُطبق على المجال المغناطيسي.

ويعكس المجال المغناطيسي للقلب أيضًا الإشارات على جميع خلايا الجسم وأعضائه، ما يسمح لها بالعمل بكفاءة أكبر وتحقيق نتائج أكثر فائدة بموارد بيولوجية أقل. وهذا يعني أن تماسك المجال الكهرومغناطيسي الذي يولده القلب يخلق التكامل عبر نظامنا البيولوجي بالكامل. وبمثال آخر فإن المجالات الكهرومغناطيسية تعمل مثل هوائي الراديو الذي يلتقط المجالات الكهرومغناطيسية للآخرين ويتبادل معها الإشارات التي يولّدها القلب، وهو أمر يساهم في تقوية وتماسك مجالاتهم الكهرومغناطيسية.

المجال المغناطيسي والتأثير في الآخرين

المفيد في الأمر أن التركيز على تحسين قوة المجال الكهرومغناطيسي للقب يمكن أن يساعد كثيرًا على تعزيز صحة الشخص وحالته العاطفية، إلى جانب أنه يساعد على نقل ذات الحالة للمحيطين به دون أن ينطق بكلمة واحدة. وأكبر دليل على تأثير المجال المغناطيسي على عواطفنا هو الشعور بالفرح والسعادة عند مقابلة شخص لأول مرة دون الحديث معه، أو الشعور بإحساس غير مريح وضيق عن مقابلة شخص آخر، وهذا الأمر يرجع إلى طبيعة المجال المغناطيسي الذي يولّده هذا الشخص.

وتُعتبر المجالات المغناطيسية بين الأشخاص بمثابة أداة تواصل تُضاف إلى نبرة الصوت وتعابير الوجه ولكنها في جانب غير واع، وهذا يحدث لأن القلب ينقل المعلومات ويستقبلها أولًا في حين يحتاج الدماغ لوقت أكبر حتى يترجمها ويفهمها. ولذلك كلما زاد التماسك بين القلب والعقل فإن قدرة الشخص في التأثير على قلوب وأدمغة المحيطين به لتتماشى ما حالته العقلية والعاطفية، وكلما زاد اتزان نبضات القلب كلما وادت قوة مجاله الكهرومغناطيسي وقدرة الآخرين على التقاطه والذي يمكن أن يحدث على مسافة 5 أقدام وربما أكبر.

ويؤثر تماسك الحالة العاطفية وبالتالي قوة المجال المغناطيسي للشخص على حجم المعلومات التي يمكن التقاطها من المجال المغناطيسي للآخرين، ما يُطلق عليه “الحدس” أو الحس الداخلي. ويمكن توضيح هذا التماسك من خلال العلاقة العاطفية بين الأم وطفلها، والتي كلما زاد التماسك بينهما أصبح المجال المغناطيسي أقوى وتمكّن من توليد نبضات كهربائية تًترجم إلى شعور بالحب والود تجاه الأطفال، ما يمنحهم نموًا عقليًا وجسديًا أفضل.

اقرأ أيضًا: سر خفي لتأثير فيتامين “د” على القلب