أحداث جارية سياسة

أسباب تدفع ترامب للهيمنة على قناة بنما

أسباب تدفع ترامب للهيمنة على قناة بنما

لوّح الرئيس الأمريكي المنتخب، دونالد ترامب، بإمكانية سيطرة الولايات المتحدة على قناة بنما، مدفوعة بالرسوم الباهظة التي يتم فرضها لاستخدام الممر عبر أمريكا الوسطي، وهو الأمر الذي دفع رئيس القناة، خوسيه راؤول مولينو، إلى انتقاد التهديد.

وحذر ترامب في كلمة ألقاها خلال مؤتمر ضم أنصاره في أريزونا، من أن القناة يمكن أن تخضع لسيطرة الأشخاص الخطأ في إشارة إلى الصين، مؤكدًا أنه لن يسمح بذلك. وبعد الحدث، نشر صورة على موقع Truth Social لعلم أمريكي يرفرف فوق مساحة ضيقة من المياه، مع التعليق: “مرحبًا بكم في قناة الولايات المتحدة!”.

وجاءت تعليقات ترامب لتكون الأولى من نوعها لرئيس أمريكي يؤكد قدرته على إجبار دولة ذات سيادة لتسليم جزء من أراضيها، كما أنها تُعد مثالًا على التحول في الدبلوماسية الأمريكية في عهد ترامب، والذي يميل دائمًا لتهديد حلفائه واستخدام نبرة التهديد في الحديث معهم.

تهديد بسحب السيطرة عن قناة بنما

تاريخيًا، كانت الولايات المتحدة تهيمن على قناة بنما، ولكنه تم تسليمها إلى دولة بنما قبل عقود من الزمن، ويقول ترامب إن هذا الأمر تم وفق شروط. وأضاف أنه إذا لم يتم الالتزام بتلك المبادئ والشروط الأخلاقية، فإنه سيعمل على سحب السيطرة من على قناة بنما وإعادتها للولايات المتحدة.

ولكن رئيس قناة بنما، مولينو، قال إن السيطرة على قناة بنما أمر غير قابل للتفاوض أو التنازل عنه، وأن الصين ليس لها أي علاقة بإدارة القناة. قائلًا في نفس الوقت إن الرسوم التي فرضتها قناة بنما على حركة المرور لم تتم اعتباطًا.

وأوضح مولينو أن الصين لا تتدخل في إدارة القناة، ولكن شركة تابعة لشركة CK Hutchison Holdings ومقرها هونغ كونغ، تمكنت منذ فترة طويلة من إدارة ميناءين يقعان على مدخلي القناة في البحر الكاريبي والمحيط الهادئ.

ويرجع بناء القناة والمنطقة المحيطة بالممر في الأساس إلى الولايات المتحدة، وفي عام 1977 وقعت مع بنما اتفاقية تسمح بإعادة فرض بنما سيطرتها على القناة مرة أخرى. وتم التسليم في عام 1999 من قِبل الإدارة المشتركة. ولذلك قال مولينو إن القناة والمنطقة المحيطة بها بالكامل تخضع لسيطرة بنما وسيظل الأمر هكذا، فيما رد عليه ترامب قائلًا: “سنرى ذلك”.

أهمية قناة بنما

تُعد قناة بنما من أهم الممرات الملاحية على مستوى العالم، إذ يمر بها نحو 14 ألف سفينة كل عام، وتشهد 2.5% من التجارة البحرية العالمية. وبالنسبة للولايات المتحدة فإنها معبر رئيسي للسيارات والسلع التجارية وسفن الحاويات القادمة إليها من آسيا، والسلع الاستراتيجية مثل الغاز الطبيعي المسال.

ولكن حتى الآن لا توجد طريقة واضحة يمكن لترامب بها أن يستعيد السيطرة على قناة بنما، كما أن القانون الدولي لا يقف في صفه، ورغم ذلك فإنها ليست المرة الأولى التي يفكر ترامب فيها في هذا التوسع الإقليمي.

ولم يقتصر الأمر على قناة بنما فقط، إذ إن عنان ترامب زحف لإمكانية تحويل كندا إلى ولاية أمريكية، وهو أمر ذُكر خلال الأسابيع الأخيرة، ولكن من غير الواضح مدى جدية هذا الطرح. وخلال فترة ولايته 2017-2021، أعرب الرئيس الأمريكي عن اهتمامه بشراء جرينلاند، وهي منطقة تتمتع بالحكم الذاتي في الدنمارك. وقد رفضته السلطات الدنماركية علنًا قبل أن تتمكن من إجراء أي محادثات.

وتطرق ترامب مرة أخرى إلى الفكرة الأخيرة يوم الأحد، عندما أعلن عن اختيار كين هويري، السفير السابق لدى السويد، لمنصب السفير لدى الدنمارك. ومن خلال موقع Truth Social قال إن الفكرة تأتي انطلاقًا من أهمية غرينلاند للأمن القومي الأمريكي.

اقرأ أيضًا: الأهمية الاستراتيجية لقناة بنما للولايات المتحدة والعالم